الهجرة النبوية.. دروس وعبر فى ظل جائحة كورونا

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

تحتفل الأمة الإسلامية بالعام الهجرى الجديد فى ظل جائحة كورونا وتداعياتها على البشرية أجمع، ومدى حاجة المجتمعات من الاستفادة من الهجرة المباركة، وما اشتملت عليه من دروس وعبر، أبرزها ضرورة ترسيخ قيم الإخاء والتكافل والتعايش السلمى، وإعلاء قيمة المواطنة والأخذ بالأسباب للتحقق النجاة من المحن والأزمات.

وأعتقد أن من أهم الدروس التي يجب أن نستفاد منها في هذا الذكرى  النبوية المباركة، هو ترسيخ قيم "التواد والتراحم والمحبة"، فالحب والإخاء هما الدعامة الأساسية لبناء المجتمعات، فقد قال الله تعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا» ويقول نبينا الكريم: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، لذا كان من أوائل الأفعال التي فعلها النبى الكريم عندما هاجر هو وصحابته الكرام من مكة إلى المدينة، ترسيخ الإخاء وتحقيق التكافل، الذى كان له أبلغ الأثر في قوة وتماسك وبناء المجتمع الجديد، وعبور كل الأزمات التي واجهتهم فى مجتمعهم الجديد وبناء دولتهم.

 

فما أحوج الإنسانية الآن في ظل ويلات جائحة كورونا، وانتشار الأفكار التكفيرية والإرهابية من قوى الشر والظلام، إلى التعايش السلمى المبنى على احترام الأخر وترسيخ الاعتدال والتسامح والسلام، مثلما حدث بين المهاجرين والأنصار، حيث نبذ التنافر والتناحر والتباغض، والأخذ بأسس وأسباب الوحدة والاتحاد، فكانت الثمار تعايش وسلام بلا كراهية ولا بغضاء.

 

وما يجب أن نستلهمه في الذكرى المباركة أيضا، أن نجدد قيم الثبات عند المحن، وعدم التهاون في الأخذ بالأسباب، وأن يكون يقيننا أنه مهما طالت الأزمة فإن مصيرها للزوال، لأن الانتصار لا يتحقق إلا بالصبر والثبات والإعداد والأخذ بالأسباب المؤدية للنجاة، وهذا ما فعله الرسول هو صحابته أثناء الهجرة المباركة ومدى تحملهم المشقات والمحن فصبروا وأخذوا بكل الأسباب المادية حتى كتب الله لهم النصر، لذا علينا أن نأخذ بكافة أسباب الحماية واتباع الإجراءات الوقائية حتى يكتب الله زوال الغمة والوباء.

 

وختاما، إن كل عملٍ يُراد له التوفيق لابد أولا الأخذ بكافة الأسباب الماديَّة المتاحة ثمَّ التوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، فالإسلام ليس ديناً محصوراً في أداء الشعائر والفرائض، إنَّما هو دينٌ يشتمل على العقيدة والشريعة والعمل.. فلابد من العمل والأخذ بالأسباب للعبور من محنة كورونا، مثلما حدث وعبروا المهاجرين محنتهم، فكتب الله لهم النصر والانتصار..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مشوار الإسماعيلى والطلائع فى كأس عاصمة مصر قبل لقاء الليلة

النيابة تستمع لأقوال أحفاد نوال الدجوى فى واقعة سرقة الذهب والدولارات

إسرائيل تقتل الأطفال كهواية فى غزة.. يائير غولان يثير عاصفة غضب فى تل أبيب

فيفا: الأهلى يراهن على خبرات حسين الشحات فى كأس العالم للأندية

موعد حسم صراع الأهلى وبيراميدز على لقب "بطل دوري نايل 2025"


رئيس بعثة الحج: وصول 5540 حاجا للمدينة المنورة واستمرار التفويج لمكة المكرمة

رابط التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026

جلسة بين الأهلي وفاركو لحسم التعاقد مع ياسين مرعي وعمرو ناصر

شيماء سيف تتغزل فى زوجها: حبيبى ربنا يخليهولى يارب

بعثة الحج تخصص فرقًا لرعاية كبار السن وتيسير أداء المناسك وسط خدمات متكاملة


سيارة بنتايج تكشف حقيقة الرحيل عن الزمالك

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

زى النهارده.. صلاح يسجل فى شباك الأهلى والأحمر يفوز على روما الإيطالى

بريطانيا تحذر مواطنيها: استحموا أسرع قبل فرض قيود لاستخدام المياه وحظر الخراطيم

حملات مكثفة لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة

موعد انطلاق مباريات الجولة الثامنة لمرحلة حسم دوري نايل والقناة الناقلة

نهاية الرحلة.. الأهلي يوجه الشكر إلى علي معلول نهاية الموسم

نجوم يبحثون عن المجد في مونديال الأندية بعد موسم كارثي

"مش هسيبه غير لما يدفعها".. تفاصيل خناقة الـ 4 ملايين جنيه بين سيدة ومطلقها

بلاد الحرمين تستقبل حجاج 2025.. نصف مليون حاج يصلون المملكة.. تكثيف حملات ضبط المخالفين ووزارة الداخلية السعودية تناشد بسرعة الإبلاغ عنهم.. إطلاق مبادرات لخدمة ضيوف الرحمن ورعاية خاصة لذوى الهمم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى