العملات الرقمية مستقبل النقود فى العالم.. البنك الأوروبى يخطط لنشر اليورو الإلكترونى خلال عامين.. اليوان الرقمى ينافس الدولار الأمريكى.. الشباب يفضلون المدفوعات الإلكترونية.. وتجنب غسيل الأموال أهم التحديات

يمضى العالم في الوقت الحالي في تطوير النقود من خلال اصدار العملات الرقمية ، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا، واتخذت الحكومات في بعض دول العالم وضع أسس قانونية جديدة خاصة بالعملات الرقمية بعد أن كانت من المحظورات.

وفى أوروبا، تقدم البنك المركزي الأوروبي في جهوده لإنشاء نسخة رقمية من اليورو مع انخفاض استخدام النقد ، وأعلن البنك المركزى الأوروبى الأسبوع الماضى ، عن استمرار التخطيط لمدة عامين حول تصميم اليورو الرقمى وتحليل التأثير المحتمل على السوق، وسيأتى القرار النهائي بشأن نشر اليورو الرقمى لاحقا.

وقالت صحيفة "كريبتو نوتثياس" الإسبانية إن عدد من الدول في العالم تبدأ في اصدار عملتها الرقمية الخاصة ، ويأتي في المقدمة الصين التي بدأت في اطلاق اليوان الرقمى، وأيضا الولايات المتحدة ستشرع في اصدار الدولار الرقمى ، ولهذا قال فابيو بانيتا ، عضو اللجنة التنفيذية للبنك: "بالنظر إلى التحول الرقمي الجاري ، والذي لديه القدرة على تغيير مشهد المدفوعات وحتى النظام المالي بأكمله ، يجب أن تكون البنوك المركزية جريئة وتواكب التغيير".

وأضاف الخبير "لن يحل اليورو الرقمي محل النقد ، لكنه سيعمل بنفس الطريقة، بدلاً من الدفع مقابل السلع أو الخدمات بالأوراق النقدية ، يمكن للأوروبيين استخدام شكل إلكترونى للنقود صادر عن البنك المركزى الأوروبى أو البنوك المركزية الوطنية في محفظة رقمية.

قال بانيتا إن البنك المركزي سيحاول البدء في تطوير يورو رقمي بمجرد انتهاء فترة التحقيق. هذه العملية اللاحقة "قد تستغرق حوالي ثلاث سنوات"، والتي من شأنها أن تضع أوروبا على طريق الإطلاق المحتمل لعملة رقمية في عام 2026.

ويقر البنك المركزي الأوروبي بأنه "لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي يتعين الإجابة عليها" قبل إدخال اليورو الرقمي. وقالت كريستين لاجارد ، رئيسة البنك المركزي ،  إن البنك المركزي يعتقد أن الأمر يستحق الاستكشاف "لضمان استمرار المواطنين والشركات في الوصول إلى أكثر أشكال المال أمانًا ، وهي أموال البنك المركزي في العصر الرقمي".

اليوان الرقمى

في خطاب ألقاه الشهر الماضي ، قال فرانسوا فيليروي دي جالو ، محافظ البنك المركزي الفرنسي ، إن أموال البنك المركزي يمكن أن تُنزل إلى الخلفية مع انخفاض استخدام النقد وظهور عملات رقمية ورموز جديدة. بدأت أوروبا في دراسة اليورو الرقمي بجدية أكبر بعد أن الكشف عن خططه لإنشاء عملة رقمية في عام 2019.

وسلط ليلروي الضوء أيضًا على التقدم الذي أحرزته الصين في إطلاق اليوان الرقمي، والذي يتوفر بالفعل في العديد من المدن في ذلك البلد، وقال إن "الخطر يكمن بوضوح في أن أوروبا ستفقد الزخم ليس فقط في جهودها لتعزيز الدور الدولي لليورو، ولكن حتى للحفاظ عليه"، "التحدى هنا هو أيضا مصدر قلق جيوسياسى".

لكن بعض الخبراء يشككون في أن اليورو الرقمي ضروري ، مع الأخذ في الاعتبار عدد المستهلكين الذين أجروا بالفعل معاملات باستخدام بطاقات الائتمان أو الخصم أو مع خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول، كما حذر بعض الخبراء من أن العملات الرقمية يستغلها الكثيرين في غسيل الأموال.

وقالت صحيفة "ثينكو دياز" الإسبانية، إن هذه الخطوة تأتى فى وقت يسرع فيه تفشى كورونا فى التخلى عن الأوراق النقدية، بينما يراقب صانعو السياسة بقلق صعود عملات خاصة مشفرة على غرار "بتكوين"، مشيرة إلى أن اليورو الرقمي أو الافتراضي نسخة إلكترونية من أوراق اليورو النقدية وقطعها المعدنية، يكفلها البنك المركزي الأوروبى.

هل يمكن أن يكون هناك دولار رقمى؟

يناقش المسؤولون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أيضًا إمكانية إنشاء دولار رقمي ، على الرغم من أنهم يتحركون بحذر أكثر من نظرائهم الأوروبيين.

قال راندال كوارلز ، نائب رئيس الرقابة في الاحتياطي الفيدرالى، الشهر الماضى، إن أي اقتراح لإنشاء عملة رقمية للبنك المركزى، أو CBDC ، يجب أن يتغلب على "العائق المرتفع".

الدولار الأمريكى

وقال "قبل أن ننجرف في الأمر ، أعتقد أننا بحاجة إلى إخضاع وعود CBDC للتدقيق النقدي الدقيق"، مشيرا إلى أن الدولار الأمريكي "أصبح رقميًا بالفعل" ورفض فكرة أن الولايات المتحدة يجب أن تتصرف لمجرد أن الولايات القضائية الأخرى قد مضت قدمًا.

وقال كوارلز: "يبدو من غير المحتمل.. أن يتهدد وضع الدولار كعملة احتياطية عالمية، أو دور الدولار كعملة مهيمنة في المعاملات المالية الدولية، من خلال إنشاء عملة أجنبية لبنك العملة الرقمية".

فقد فاجأت الصين العالم بإصدار عملتها الرقمية اليوان الرقمى، الذى اثار العديد من التساؤلات فى الوقت الذى تتصارع فيه دول العالم لإنقاذ اقتصادها نتيجة الاثار السلبية التى أحدثها فيروس كورونا، والعملة الرقمية الصينية هى النسخة الالكترونية من الرنمينبى، وفقا لصحيفة "فيانانثيرو" المكسيكية.

وتعتمد العملة الرقمية التي سيطلقها البنك المركزى الصينى على الائتمان الوطني، بالتالي فإن قيمتها ستكون أكثر استقرارا، وكثف البنك المركزى الصينى فى الأشهر الأخيرة من تطويره لعملة الرنمينبى الإلكترونية، التى من المقرر أن تكون أول عملة رقمية في العالم يديرها اقتصاد كبير.

ما هى العملة المركزية الرقمية؟

والعملات الإلكترونية تعد عملات افتراضية يتم تداولها من خلال الانترنت ، ومن أكثر العملات الرقمية شيوعاً هي البيتكوين، التي تتميز بسرعة التحويل وانخفاض تكلفته وحفظ الخصوصية، إضافة إلى أنها لا مركزية.