معركة حارم.. نور الدين زنكى يأسر أمراء صليبيين وأول ظهور لصلاح الدين الأيوبى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن
تمر اليوم ذكرى وقوع معركة حارم التى وقعت فى 22 رمضان 559 هـ / 12 أغسطس 1164 م ما بين جيش نور الدين زنكى، وتحالف ضم كلا من كونتية طرابلس وإمارة أنطاكية والإمبراطورية البيزنطية والأرمن، وحقق فيها نور الدين زنكى نصرا ساحقا، وتم أسر معظم قادة التحالف الصليبى.
 
وكانت بداية المعركة، بعد هزيمة نور الدين زنكى سنة 1163م فى معركة البقيعة عندما جمع عساكره ودخل بلاد الفرنجة ونزل فى سهل البقيعة تحت حصن الأكراد محاصرًا لها، عازماً على قصد طرابلس وأخذها، فباغته الفرنجة نهاراً وبأعداد ضخمة فى معركة البقيعة وكاد أن يقتل نور الدين فيها إلا أنه استطاع أن ينجو على فرسه حتى نزل على بحيرة قدس بالقرب من حمص فى موضع يبعد أربعة فراسخ عن مكان المعركة.
 
لم يعبأ نور الدين بهزيمته أمام الفرنجة سنة 558 هـ، فى معركة البقيعة، التى باغتوه فيها وأوقعوا بالمسلمين مقتلة عظيمة وهم آمنون، حيث هجم عليهم الفرنجة حتى قبل أن يتمكنوا من ركوب الخيل أو أخذ السلاح، وأكثروا فيهم القتل والأسر، فنزل نور الدين عند بحيرة "قدس" بالقرب من حمص فى موضع يبعد أربعة فراسخ عن مكان المعركة، ولحق به من نجا من الجند حتى اجتمعوا به، فقال يومئذ: "والله لا أستظل بسقف حتى آخذ بثأرى وثأر الإسلام".
 
جاء فى كتاب "الكامل فى التاريخ" لابن الأثير 9/308: "فى هذه السَّنة، فى شهر رمضان، فتح نور الدين محمود بن زنكى قَلعة حارم من الفرنج، وسبب ذلك أن نور الدين لما عاد منهزماً من البقيعة، تحت حصن الأكراد، كما ذكرناه قبل، فرق الأموال والسلاح، وغير ذلك من الآلات، فَعاد العسكر كأنهم لم يصابوا وأخذوا فى الاستعداد للجهاد والأخذ بثأره".
 
دعم نور الدين محمود الوزير شاور، وأرسل معه أسد الدين شيركوه أبرز وأقوى قادته، ومعه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي، الذى سيصبح بعد عشرين عاماً البطل الأول فى العالم الإسلامى لقرونٍ طويلة، واستطاع شيركوه أن يعيد شاور للوزارة ويقتل ضرغام، لكن شاور ما إن تمكن من الوزارة حتى غدر بشيركوه وطلب منه الرحيل واستعان بملك بيت المقدس الصليبى عليه.
 
وأثناء سيره للمعركة كان نور الدين يلعب لعبة سياسية كبيرة، فالثمرة الناضجة التى ستقلب موازين القوى تماماً فى تلك الحرب هى الدولة الفاطمية فى مصر، ولو استطاع جيش مملكة بيت المقدس هزيمة أسد الدين شيركوه ودخل القاهرة لكانت هزيمةً أشدّ وقعاً على كلّ المسلمين، فوقوع مصر تحت السيطرة الصليبية معناها طول مدة الاحتلال الصليبى فى المشرق الإسلامى.
 
استدرج الجيش المسلم سلاح الفرسان الصليبي، فهجم جيش الفرسان على ميمنة الجيش المسلم، تقهقرت الميمنة سريعاً فظنّ الفرسان أنهم يحققون نصراً سريعاً، لكنّ الجيش المسلم التفّ على سلاح الفرسان وفرّقهم عن بقية جيشهم من المشاة، فكثر القتل فى جيش الصليبيين حتّى توقّف المسلمون عن القتل وبدئوا فى الأسر.
 
يحكى لنا ابن الأثير فى كتابه الكامل أنّ المسلمين قد "أسروا ما لا يُحدّ، وفى جملة الأسرى صاحب أنطاكية والقمص صاحب طرابلس، وكان شيطان الفرنج، وأشدهم شكيمةً على المسلمين، والدوك مقدِّم الروم، وابن جوسلين، وكانت عدة القتلى تزيد على عشرة آلاف قتيل".
 
هكذا انتهت المعركة بهزيمة ثلاث ممالك صليبيّة على يد نور الدين محمود. وقد أخذ نور الدين حارم وما حولها من قلاعٍ وحصون، ودخل ميناء وقلعة بانياس الاستراتيجية أيضاً.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البكالوريا التعليمية.. تفاصيل شهادة جديدة معادلة للثانوية العامة

السكة الحديد تكشف تفاصيل واقعة ادعاء راكب منعه استقلال قطار مرتديا شورت

مدينة "سلام مصر".. خطة متكاملة لاستكمال خدمات مدينة المستقبل.. محافظ بورسعيد يتابع معدلات الإنجاز بالمشروعات الخدمية.. وحدة طبية ونقطة إسعاف لخدمة السكان.. ومدرسة جديدة وحضانة مع العام الدراسي الجديد.. صور

بعد فضيحة السداسية.. أكبر هزائم فى مسيرة نيمار الكروية

بطولة لندن كلاسيك تحدٍ جديد لنجوم الاسكواش المصري فى الموسم الجديد


الداخلية تضبط لص يسرق أحذية المساجد بالجيزة

موعد فتح استاد القاهرة بعد قرار إغلاقه مؤقتاً

حماس تعلن موافقتها على مقترح مصر لصفقة تهدئة غزة وتبادل الأسرى

نقل 6 مباريات من استاد القاهرة بسبب أعمال الصيانة

تأجيل محاكمة المتهمين فى واقعة مطاردة فتيات طريق الواحات لجلسة 1 سبتمبر


رسالة مصرية فلسطينية من أمام معبر رفح: إسرائيل تمنع دخول المساعدات ودمرت الجانب الفلسطيني لبوابته.. وزير الخارجية يدعو للضغط على تل أبيب لوقف إطلاق النار.. ورئيس وزراء فلسطين: قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولتنا

فتوى مجلس الدولة: إعفاء هيئة النقل العام من سداد 155 مليون جنيه ضرائب

دفاع فتيات حادث طريق الواحات يطالب بتعويض مدنى مليون وواحد جنيه للمجنى عليهم

خوان جارسيا يسير على خطى أساطير برشلونة

أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة: مسئول إسرائيلى سابق: يجب أن يموت 50 فلسطينيا مقابل كل ضحية من هجمات 7 أكتوبر.. حرائق مدمرة فى أوروبا: استنفار واسع وإجلاء الآلاف.. وأستراليا تلغى تأشيرة عضو بالكنيست

بيراميدز: قدمنا شكوى ضد أمين عمر.. ولا نقبل إرهاب يورتشيتش

الأرصاد: أجواء حارة بأغلب الأنحاء ونشاط رياح يلطف الطقس

انتعاشة كبيرة فى مطروح والساحل الشمالى.. تدفق آلاف المصطافين والسياح لقضاء إجازة المصيف.. أجمل الشواطئ تقع على الخلجان.. ونسب الإشغال فى المنشآت المصيفية والفندقية في ارتفاع مستمر.. صور

محكمة عسكرية نيوزيلندية تدين جنديا بالتجسس

بكاء نيمار وإقالة مدرب سانتوس الأبرز بعد فضيحة السداسية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى