مهن من الزمن الجميل.. 6 أشقاء بالمنيا يواجهون انقراض حرفة "المكوة الرجل".. عمرو: 21 قلم على وشى خلونى راجل صنايعى.. بحارب انقراضها وعلمتها لابني الصغير ووصيتى يعلمها لأولاده زى ما ورثناها عن جدى.. فيديو وصور

المنيا: حسن عبد الغفار

الخميس، 12 أغسطس 2021 05:30 م

عندما تطأ قدميك حارة الشوربحي بمحافظة المنيا، وخلال مرورك، ستجد مهنا قديمة أوشكت على الاندثار، ومنازل تفوح منها رائحة الأصالة، وخلال جولةلـ"اليوم السابع" بالحارة ظهر رجل يقف داخل محله ممسكا بـ"مكواة رجل" وظهره منحني قليلا ويقوم بكى كمية من الملابس .

مهنة "مكواة الرجل" التي يفصلها عن الانقراض في محافظة المنيا 6 أشخاص يمتهنون هذه الصنعة، وهو ما كان دافعًا لنتحاور مع واحدًا من أقدم صنايعية مكواة الرجل.

أشار عمرو محمود، وشهرته الحسيني، إلى أن عمره في صنعة مكواة الرجل يتجاوز 30 عامًا، منذ أن كان تلميذًا في المرحلة الإعدادية، قائلا"والدي أصر أن أنزل معه المحل واتعلم المهنة، وفي البداية كان الأمر بالنسبة لي لا يتخطى الدعابة، ولكن والدي كلما أخطأت كان ينهرنى وصفعنى 21 صفعة على وجهى، وكان لذلك أثرا في صناعة رجل تعلمت الصنعة"، منوهًا إلى أن أحد أبناءه يعمل وحده الآن.

وقال محمود: "إحنا 6 إخوات ورثنا الصنعة عن أبونا وجدنا الكبير، والمحل اللي إحنا اتعلمنا فيه عمره ضعف عمري، وكان أول محل مكواه في المنيا كلها".

وأضاف: "كل واحد من إخواتي دلوقتي ليه محل شغال فيه"، لافتًا إلى أنه يرفض مطلقًا الخروج من محل والده بسبب كونه موقع تعليمهم ولديه تاريخ حافل فيه.

واسترجع عمرو ذكريات طفولته في المهنة، "كنا ننزل مع والدنا إلى المحل للتعرف على الصنعة، وعندما كبرنا كل واحد منا فتح محل بقرية من القرى"، مضيفًا، عشقي للمهنة جعلني استمر فيها، بل الأكثر من ذلك أنى علمتها لابنى الصغير الذي تعلم الصنعة سريعًا، على عكسي تمامًا.

وأضاف : تأثرت المهنة بشكل كبير من التطور وظهور المكواه البخار، لكن هناك الكثير من الزبائن لا يعترفون إلا بالمكواة الرجل، ولذلك مازالت المهنة موجودة، ونحن نحارب من أجل بقاءها.

وعن أسعار المكواه الرجل، أوضح إنها ليست مرتفعة، حيث أن الجلابية يتم كيها بـ 5 جنيهات بينما العباءة بـ 10 جنيهات.

من ناحية أخرى، استطرد صنايعي مكواة الرجل، "أصعب ما في العمل، هو الانحناء، حيث يؤثر على فقرات الظهر ويصيب بالتعب الشديد في سن صغير، لذلك يرفض أي شخص تعلم المهنة"، لافتًا إلى أنه رغم هذا الشقاء، إلا أن العمل فيها ممتع وشيق، وأكثر ما يبهج الصنايعي عندما يأتي الجلباب إليه مبعثرًا وبشكل سيء وبعد الانتهاء منه تجده تحفة جميلة تسر النظر إليها.

وأكد عمرو، أن المهنة لن تنقرض طالما أن هناك من يحافظ عليها، ويسلمها إلى الجيل الذي يليه مثلما فعلت مع ابني، أما لو أن كل شخص شعر بالتعب واغلق المحل الخاص به فلن تكون هناك مهنة اسمها مكوة رجل.