هل تختفى "عين الحسود" من النقود المصرية.. ذكريات المصريين تودع العملات الورقية بعد إصدار "البلاستيكية".. عبارات الحب ورسومات القلوب وتهنئة الأعياد والترقيات تطورت إلى شتائم ودعوات على البنكنوت

عادة وثقافة مصرية قديمة لدى العامة في أم الدنيا، "عين الحسود فيها عود"، "حلقاتك برجلاتك حلقة دهب في ودناتك"، "بحبك يامنى وقلب وسهمين"، "مبروك النجاح"، "مبروك الترقية"، "مصر هي أمى"، "عنوان ورقم تليفون"، كل سنة وأنت طيب"، هذه مصر التي تختلف عن غيرها من دول عالم في كل شيء حتى في التعامل مع عملاتها، فالكتابة على العملات الورقية لدى المصريين مرتبطة بمناسبات معينة في حياتهم سواء كانت عامة أو خاصة، حتى وصل الأمر إلى الطباعة عليها وتوزيعها كهدية للسبوع وعيد الميلاد.

عبارات مكتوبة على العملات الورقية المصرية

عبارات مكتوبة على العملات الورقية المصرية

"بحبك للأبد" كثيرًا ما تجد تلك الكلمة الرقيقة والتي لها تأثير السحر مكتوبة على عملة ورقية مهما كانت فئتها، ظنًا من كاتبها أن الآخر سيحتفظ بها مدى حياته، ولكن ممكن أن ينتهى الحب وتجد تلك العملة متداولة بين أياد المصريين، ولأن هناك الكثيرين من يفعل ذلك ستصل تلك الفئة الورقية أو شبيهتها إلى يد من كتبها فتذكره بذكرى جميلة مرت عليه.

"شيلنى في لفتى عقبال ما تمشي زفتى"، عبارة اعتاد كتابتها وطبعها المصريون علي العملات الورقية والتي تبدأ فئتها من العشرة قروش الورقية القديمة مرورًا بالعشرة جنيهات والعشرين جنيهًا، وذلك في مناسبة الاحتفال بقدوم مولود جديد ووضعها في كيس السبوع" الفول السوداني، والحمص، والحلوى، والشيكولاتة"، وهناك عائلات كثيرة تحتفظ بتلك العملات في ألبومات للذكرى مع صور العائلة.

عبارات مكتوبة على العملات الورقية المصرية 

لا تخلو فرحة المصريين بالمكافآت والترقيات من تدوينها للذكرى على العملات الورقية، سواء كانت من الزملاء أو الرؤساء في العمل، فتجد عبارات التهنئة مدونة على العملة للاحتفاظ بها، وأحيانًا تجدها منقذ لمن فقد نوتة ملاحظته فقد تقرأ عليها عنوان ورقم تليفون.

عبارات مكتوبة على العملات الورقية المصرية 

تاريخ المصريين مع العملات الورقية

وداع العملات الورقية يدفعنا للتساؤل متى بدأت علاقة المصريين بالعملات الورقية؟ كانت مصر ككل دول العالم تستخدم المسكوكات النقدية كالذهب والنحاس والفضة، وفي عام 1797 أصدرت بريطانيا أول عملة ورقية في العالم وكانت فئتها الجنيه والجنيهين، وبعدها انتشرت حول العالم، ثم تطوّرت العملات المالية لأوراق نقدية، أوراق مالية، أصول مالية وأصول رأسمالية.

البنك المركزى المصرى هو الجهة المعنية بإصدار العملات المالية في مصر وطباعة الورقية منها، لذلك قام بالتحذير من الكتابة على العملات الورقية مرارًا وتكرارًا، فطالب بتشريع قانون تجرم من يكتب على العملة الورقية، وأن يكون هناك عادات وضوابط أخلاقية ومجتمعية تحث على احترام العملات الورقية أثناء التعامل، كما شدد على عدم قبول العملات التي تحمل عبارات نصية أو علامات، أو أختامًا وشعارات كتابية أو أي رسومات لأنها غير قابلة للتداول الرسمي، ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للغرامة أو الحبس، لأنه يجعل العملة تفقد ركنًا أساسيًا من علامات تأمينها، مما يجعلها عرضة للتزوير.

عبارات مكتوبة على العملات الورقية المصرية 

إلا أن هذا لم يوقف المصريون عن الكتابة على العملات الورقية وتشويهها، حتى أن البعض أصبح يكتب عليها شتائم ودعوات على من ظلموهم. 

عبارات مكتوبة على العملات الورقية المصرية 

عبارات مكتوبة على العملات الورقية المصرية

وتكبد الكتابة على العملات الورقية الدولة مبالغ باهظة، حيث تضطر لسحبها من الأسواق وتجميعها لإعدامها، ثم إعادة طبعها من جديد لتداولها داخل الأسواق المصرية، لذلك عزم البنك المركزى على إصدار أوراق عملات البنكنوت الجديدة من فئة العشرة والعشرون جنيهًا، والمصنوعة من مادة " البلاستيك – البوليمر"، ويطلق عليها في العملات البلاستيكية، أملًا منه في استخدام سليم وأمن من المصرين للعملات النقدية .