حياة المصريين .. نهاية عصر الرعامسة والكهنة يتحكمون فى مصير البلد

موسوعة مصر القديمة الجزء الثامن
موسوعة مصر القديمة الجزء الثامن
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نتابع التأمل فى حياة المصريين ونلقى الضوء على موسوعة مصر القديمة للعالم الكبير سليم حسن، ونتوقف عند الجزء الثامن الذى يأتى تحت عنوان "نهاية عصر الرعامسة وقيام دولة الكهنة بطيبة فى عهد الأسرة الواحدة والعشرين":

يقول سليم حسن فى التمهيد للجزء الثامن:

شغل هذا الجزء من تاريخ أرض الكنانة حقبة من الزمن تولى فى أثنائها حكم البلاد سلسلة من الفراعنة النكرات، الذين لم تبرز من بينهم شخصية نابهة تسترعى الأنظار بعمل من الأعمال الخالدة، كالتى قام بها فراعنة مصر العظام من قبل.
 
ولا عجب فى ذلك، فإن ملوك الرعامسة الذين خلفوا "رعمسيس الثالث" كانوا بطبيعتهم ضعفاء فى أخلاقهم، خاملين فى عزائمهم، وقد كانت آخر جذوة من الحماس ومضاء العزيمة تتقد فى نفوسهم قد خبت وتلاشت واستحالت رمادًا بموت "رعمسيس الثالث"، الذى كان يُعد بحق آخر بطل فى أسرة الرعامسة، التى استوت على عرش الكنانة عدة قرون.
 
والواقع أن هذا الفرعون قد أمضى مدة حكمه فى كفاح لإرجاع مجد مصر الضائع، وعزتها التى هانت وتضعضعت من جراء الغارات وغزوات الأمم المجاورة التى كانت تجتاح البلاد من كل الجهات، وبخاصة غارات أهل لوبيا، هذا إلى تفشى الفتن الداخلية، وقيام المؤامرات الأسرية فى داخل القصر الفرعونى؛ يضاف إلى ذلك الفقر الذى كانت البلاد ترزح تحت عبئه، وبخاصة بعد أن أصبحت معظم ثروة البلاد على مر الأيام فى يد طائفة من كهنة الآلهة العظام، وبخاصة كهنة الإله "آمون" أعظم الآلهة نفوذًا فى تلك الفترة، ولقد وصلت الحال المالية من التدهور فى نهاية عهد هذا الفرعون إلى أن أصبح عاجزًا عن دفع أجور عمال الجبانة، الذين كانوا ينحتون قبره مما أدى إلى إضرابهم، فكانت أول ثورة عمالية عُرفت فى تاريخ العالم.
 
 وقد برهنت الآثار التى تركها لنا أخلاف "رعمسيس" على مقدار فقرهم وعجزهم، ولا أدل على ذلك من أننا نرى معظم مقابر ملوك الأسرة العشرين ومعابدهم الجنازية قد وقف العمل فيها، ولم تتم بعد حتى الآن، فلا غرابة إذن فى أننا لم نعثر على آثار هامة من عهد هؤلاء الملوك من حيث العمارة أو الفتوح الخارجية، اللهم إلا بعض بعوث قام بها "رعمسيس الرابع" إلى "وادى حمامات" لقطع الأحجار من هذه الجهة لإقامة العمائر الدينية، وقد ترك لنا نقوشًا غاية فى الأهمية نستنبط منها حالة البلاد الاجتماعية والدينية، كما خلف لنا بعض نقوش وقصائد دينية تكشف لنا عن أحوال العبادة فى تلك الفترة، وبخاصة عبادة الإله "أوزير" الذى وحد بالنيل الذى تحيا بفيضانه البلاد، وتموت بانخفاضه، ومن ثم أصبح "أوزير" والنيل موحدين، فحياة "أوزير" هى الفيضان، وموته هو القحط. هذا وقد ترك لنا هذا الفرعون بردية تصميم مقبرته، وما وصل إليه المهندسون فى تخطيط العمائر الدينية، وقد خلفه آخرون يحملون نفس الاسم، غير أنه لم يكن لهم من الأمر شيء، ولا نكاد نعرف عنهم أنفسهم إلا بعض حقائق مبهمة، شأن كل الملوك النكرات، ولذلك يكاد يكون تاريخ نهاية الأسرة العشرين قاحلًا مجدبًا بالنسبة لأشخاص الفراعنة، إلا أنه قد عوضنا عن ذلك فيض عظيم من المتون التى عُثر عليها من عهدهم مدونة على جدران المعابد وقطع الإستراكا، أو على إضمامات من البردى.
 
ومن الغريب المدهش أن المؤرخين الذين كتبوا عن عصر الأسرتين العشرين والواحدة والعشرين يمرون سراعًا على هذه الفترة كأنما لم يكن التاريخ تاريخًا إلا إذا كان يتحدث عن الملوك وأعمالهم، وصفاتهم ومناقبهم، وحركاتهم وسكناتهم. 
 
أما الشعب وطبقاته وحياته وأعماله، وصناعته وفنونه، وما لاقاه أفراده من نعيم أو بؤس فليس بالشيء الذى يستحق الذكر أو يلفت النظر بوجه ما، ومن ثم نجد الخطأ المخزى فى تدوين تاريخ هذه العصور التى لم يكن لملوكها أعمال تُذكر. 
 
وفى الحق يعد المؤرخون مثل هذه الفترات فى تاريخ مصر القديمة فجوة لا يمكن ملؤها، حتى إن المطلع فى أسفار التاريخ عن هذه الحقبة يجد أنها كُتبت فى صحائف معدودات، بل نجد أحيانًا أن ما كُتب عن أحد الملوك لا يشغل أكثر من بضعة أسطر، لقلة المصادر الخاصة بهذا الملك.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الإسكندرية ضمن التأمين الصحى الشامل قريبا.. استعدادات تنفيذية مكثفة لإسراع الانضمام للمنظومة.. المحافظ: تشمل 169 قرية ونجعا.. والتأمين الصحى يؤكد: نستهدف رفع جودة الخدمات الطبية ودمج القطاعين العام والخاص.. صور

اعرف مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الخميس 21-8-2025

ميسارفوت.. حركة يقودها مراهقون إسرائيليون لرفض حرب نتنياهو ضد غزة.. اندبندنت: تزايد أعداد الشباب الرافضين للتجنيد العسكرى.. يؤكدون: لن نلتحق بجيش يرتكب إبادة جماعية.. وفرار 100 ألف جندى.. وأهالى الرهائن يصعدون

زوجة تطالب بحبس زوجها بسبب متجمد مصروفات بـ 370 ألف جنيه بعد عام من الزواج

موعد مباريات اليوم الخميس 21 – 8 – 2025 في الدورى المصرى


رادار المرور يلتقط 1098 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

للزوجات.. خطوات قانونية للحصول على متجمد نفقات عن فترات تخطت الـ10 سنوات

بحضور 3 سفراء دول أفريقية.. نجاح إنزال فندق سياحى فى مياه بحيرة ناصر بأسوان.. إنهاء صيانة الباخرة العائمة بعد 6 شهور من الجهد.. ومحافظ أسوان: إضافة كبيرة لدعم نشاط السياحة.. فيديو وصور

اعترافات صادمة.. المتهم بتصوير السيدات بحمام كافية: باستمتع

سيدة تفقد حياتها بعد احتجازها من قبل زوجها فى شقة بأوسيم


ساعات غامضة لا تعرض الوقت تنتشر بين لاعبى الأهلى.. إيه هي؟!

براءة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان فى الطالبية

الداخلية تضبط سائق أتوبيس نقل خاص متعاطى مخدرات

المنظمة العربية لحقوق الإنسان: مصر وضعت مقترحا بالغ الأهمية لوقف إطلاق النار والتوصل لتهدئة دائمة فى قطاع غزة.. علاء شلبى: جرائم الاحتلال موثقة بتقييد تدفق المساعدات.. ومصر وفرت جدار صد جوهرى ضد التهجير

المخرج كوينتن تارانتينو يكشف عن الفيلم المفضل إليه في مسيرته الفنية

كشف ملابسات مقطع فيديو يتهم صاحبه 3 أشخاص بإشعال النيران فى سيارتين بدمياط

عزاء والد محمد الشناوي اليوم فى الحامول بكفر الشيخ

محمد صلاح يعادل إنجازًا تاريخيًا من توقيع كريستيانو فى الدورى الإنجليزى

كيف احتفل أساطير ليفربول بأحدث جوائز محمد صلاح فى الدورى الإنجليزى؟.. صور

إسرائيل تراوغ لإجهاض صفقة وقف إطلاق النار فى غزة.. نتنياهو يستخدم الإعلام العبرى لتبرير رفضه لاتفاق وقف الحرب.. "هارتس": ترامب سيترك قرار الصفقة في يد إسرائيل.. ومراقبون: رفض الحكومة الإسرائيلية يشعل الإقليم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى