سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..16أغسطس 1959فتحى الديب يكشف لعبدالناصر لقاءاته السرية مع «الشيخ محمد» فى أمريكا واتصالاته مع عرب المهجر أثناء جولته بأمريكا الجنوبية

 فتحى الديب
فتحى الديب
كانت الساعة الحادية عشرة، صباح 16 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1959، حين استقبل الرئيس جمال عبدالناصر، فى منزله فتحى الديب المسؤول عن الشؤون العربية فى رئاسة الجمهورية، ورجل المهام الخاصة، لمناقشته فى التقرير الذى أعده حول جولته إلى دول أمريكا الجنوبية لاستطلاع أحوال الجاليات العربية بها، وربطها بسياسات الجمهورية العربية المتحدة «دولة الوحدة بين مصر وسوريا من 22 فبراير 1958 إلى 28 سبتمبر 1961».
 
استغرقت الجولة فترة شهر ونصف تقريبا، وظلت من الأنشطة الخارجية المجهولة لثورة 23 يوليو 1952، حتى أزاح «الديب» الستار عنها فى كتابه «عبدالناصر وعرب المهجر»، ويكشف فيه أنه بدأ هذه الجولة بالسفر إلى نيويورك 25 يونيو 1959، وعاد إلى القاهرة فى 8 أغسطس من نفس العام، وشملت لقاءات سرية فى أمريكا، ثم سفره منها إلى المكسيك، ومنها إلى بنما، وبيرو، وأورجواى، وشيلى، والأرجنتين، والبرازيل، وشهدت الجولة فى آخر يوم فيها ثورة البنميين ضد السيطرة الأمريكية على قناة بنما يوم 6 أغسطس 1959، مما دفع صحف أمريكية إلى الحديث عن أن ما حدث جاء بعد وجود «جاسوس مصرى لعبدالناصر» فى القناة «راجع، ذات يوم، 6 أغسطس 2021».
 
يكشف «الديب» أنه فور عودته إلى القاهرة، 8 أغسطس 1959 توجه من المطار إلى منزله ليستبدل ملابسه، ثم توجه مباشرة إلى لقاء عبدالناصر فى منزله.. يتذكر: «سعدت بترحيبه، واطمئنانه على سلامة عودتى، خاصة بعدما كان قد اطلع على «هيرالد تريبيون» و«النيوزويك»، وقرأ خبر جاسوس عبدالناصر وألاعيبه فى بنما، وجاءت ابتسامته العريضة وسؤاله: ماذا تم؟ وكيف عرفوا إنك اللى عملت العملية؟.. أجابته: الحمد لله لم يعرفوا من أنا، ولا اسمى، ولا صورتى».
 
استمع عبدالناصر لملخص الرحلة من «الديب» فى حوالى ساعة، وكان أهم ما فيه قصة اللقاء الذى تم فى «سان فرانسسيكو» بينه وبين الشيخ محمد زعيم الجالية الإسلامية، ثم طلب منه أن ينتهى من تقرير يرفعه إليه «فى بحر يومين»، وهو ما حدث، وسلم «الديب» تقريره إلى السكرتارية الخاصة للرئيس، وفى الحادية عشرة صباح 16 أغسطس 1959 كانت مناقشته.
 
شمل التقرير، شرح أوضاع «عرب المهجر» ومعظمهم سوريون ولبنانيون، وتعاملهم مع الدول التى استوطنوها، وشرح بالتفصيل دور الجالية اليهودية ونشاطها العنيف فى مواجهة عرب المهجر، وخصوصا فى الأرجنتين التى تعيش فيها جالية يهودية كبيرة، وتحدث عن نشاط الجاليتين السورية واللبنانية فى البرازيل، فى جميع الصناعات القائمة فى البرازيل، والجارى إقامتها بمعرفة الحكومة الجديدة.. يكشف الديب أن الرئيس قال له والتقرير أمامه: «إيه اللى أنت عملته ده أنا موافق على كل اللى عملته، بس فيه شىء أنت نقصته فى التقرير بتاعك، اللقاء اللى تم مع الشيخ محمد فى سان فرانسيسكو، لماذا لم تكتبه فى التقرير؟».
 
يؤكد الديب: «هنا أخرجت من جيبى تقريرا كاملا من أربع صفحات بالمطلوب، واحتفظت به بعيدا عن الكتابة لأهميته وسرية ما تضمنه وتأثيره على سياستنا الخارجية».. يذكر «الديب» أنه قال للرئيس إنه تصرف على هذا النحو لضمان وصول التقرير إلى يده شخصيا، وليس لأى شخص آخر.. يؤكد: «أخذ التقرير وقرأه فى عشر دقائق، مبديا شكره وسروره، وطمأننى لأننى كنت ذكيا فى عدم طرحه على الملأ».
 
لا يكشف الديب ما جرى بينه وبين الشيخ محمد، ويقتصر فقط فى كتابه على شرح الأجواء شديدة السرية التى أحاطت باللقاء، منذ الاستعداد له عبر «عمر شرف» قنصل مصر فى نيويورك، ثم سفره من نيويورك إلى شيكاغو، واستخدامه لكلمة سر بالقرب من عمارة سكنية كان ينتظره عندها مندوب من «الشيخ محمد»، واصطحبه هذا المندوب من عند العمارة إلى شارع آخر، وهناك استخدم هذا الشخص كلمة سر جديدة مع شخص ثانى، ثم اصطحبه الشخص الثانى إلى شارع ثالث، وفى مكان ما ألقى كلمة سر لشخص ينتظر، فأخذ هذا الشخص «الديب» ثم دخل به إلى منزل، وانسحب هذا الشخص، وجاء شخص آخر يسأل باللغة الإنجليزية: «هل أنت السيد/ محمد فتحى إبراهيم» فأجابه: نعم، ثم انتهى الأمر بدخول الديب إلى صالون المنزل المؤسس بأثاث فاخر»، وبعد خمس دقائق حضر من داخل المنزل الشيخ الكبير محمد، رئيس الجالية.. جلس إلى جوارى، وخرج من اصطحبنى، وبقيت أنا وهو منفردين ليدور بيننا حديث طويل».
لم يكشف «الديب» فى كتابه ما جرى فى لقائه بالشيخ محمد، وأذكر أننى وفى لقاءاتى المتعددة معه فى منزله، سألته عن هذا الأمر لكنه كان يرفض الإفصاح عنه.. يذكر «الديب» مناقشة الرئيس له فى باقى التقرير، والوفد المرشح من الجاليتين السورية واللبنانية بالبرازيل لزيارة مصر. 
   
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طرق عديدة للوقاية من الحرائق بسبب الماس الكهربائى

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

ملف التجديد يهدد مستقبل أحمد حمدي مع الزمالك

العالم هذا الصباح.. قائد الحرس الثورى الإيرانى: أى خطأ فى الحسابات من قبل إسرائيل سنواجهه برد حاسم.. متحدث أونروا: عملية الاحتلال فى غزة ستؤدى إلى تسونامى إنسانى.. وبوتين يستقبل وزير الخارجية الهندى فى الكرملين

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟


24% من مقاعد انتخابات نقابة الأطباء تحسم بلا منافسة.. التزكية تغلق باب السباق الانتخابى بـ6 فرعيات ومقعدين بالعامة بإعلان فوز المرشحين.. تراجع أعداد مرشحى "العامة" و"تحت السن" تسجل انخفاضا 50% مقارنة بـ2023

محمود جهاد يستفسر عن سر استبعاده من حسابات فيريرا

غدًا.. انتهاء امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى لطلبة النظام الجديد

مصرع 3 وإصابة 4 فى انهيار منزل بقرية الشيخ مسعود بسوهاج

تفاصيل إحالة لصوص الهواتف المحمولة فى القاهرة للمحاكمة


أحمد ربيع يقترب من الظهور الأول أمام فاركو

سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند

تنفيذ الإعدام بحق المتهم بقتل وكيل وزارة الزراعة الأسبق وزوجته بالإسماعيلية

أرقام بن رمضان بعد انطلاقته القوية مع الأهلي

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودرن سبورت

أحمد سامي يدرس استمرار صبحي سليمان على حساب جنش في حراسة عرين الاتحاد

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

عمرو يوسف يشاهد فيلم درويش مع الجمهور ويلتقط صورا معهم.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى