كل ما تريد معرفته عن حركة "طالبان" بعد سيطرتها على أفغانستان.. متى تأسست وما عقيدتها؟.. ماذا حدث لها بعد الغزو الأمريكى وكيف استطاعت إعادة بناء نفسها؟.. ومن يتولى قيادتها الآن وما هدفها فى الفترة المقبلة؟

استطاعت حركة طالبان أن تستولى مجددا على أفغانستان بشكل أسرع مما توقعه الجميع. فقبل حلول الموعد النهائى بانسحاب كافة القوات الأجنبية من البلاد، استطاع مقاتلو الحركة أن يسيطروا على كافة المدن الكبرى ويصلون إلى العاصمة كابول، ويعقدون مفاوضات لتسليم السلطة دون شروط وبشكل سلمى.

 صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نشرت تقريرا عن الحركة وجذورها وكيف ومتى نشات وما الذى تسعى لتحقيقه فى الفترة المقبلة؟

من هم طالبان؟
 

 ظهرت حركة طالبان فى التسعينيات فى أفغانستان، وتكونت من مقاتلين شاركوا فى إخراج قوات السوفييت فى العقد السابق بدعم من السى أى إيه وأجهزة الاستخبارات الباكستانية. وأغلب أعضائها من الباشتو، وهم أكبر جماعة إثنية فى البلاد. ويعنى اسمها طلاب (جمع طالب) بلغة الباشتو.

أسس الحركة الملا محمد عمر، الذى كان أحد قادة المقاومة ضد السوفييت، وأسس الحركة عام 1994 لتأمين مدينة قندهار التى تقع جنوب شرق البلاد والتى غرقت فى حالة من الجريمة والعنف. 

وساعدت رؤية طالبان "للعدالة" على وصولهم إلى السلطة. ويقول كامران بوخارى، من معهد نيولاينز للسياسة الخارجية إن الناس أرادوا فى هذا الوقت القانون والنظام، فلم يكن هناك أى منهما.

وفى خريف عام 1996، استولت طالبان على كابول وأعلنت أفغانستان إمارة إسلامية.

وكان حكم طالبان وحشيا وقمعيا، فلم يكن للنساء أى حقوق تقريبا، وتم منعهن من التعليم وإجبارهن على ارتداء البرقع، وتم حظر الموسيقى والأشكال الأخرى من الإعلام.

وكانت إيديولوجية طالبان مشابهة لتنظيم القاعدة، رغم أن اهتمامات الحركة كانت قاصرة على حكم أفغانستان.

وفى مقابل المساعدة على محاربة القوات المتحالفة مع حكومة البلاد، وفر قادة طالبان مأوى لزعيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن وغيره من أعضاء التنظيم المتورطين فى أحداث 11 سبتمبر. وأطاح الغزو الأمريكى بنظام طالبان فى وقت لاحق عام 2001.

فى أواخر يوليو 2015، أكدت الحكومة الأفغانية أن الملا عمر مات فى إبريل 2013 فى كراتشى بباكستان.

كيف استعادت طالبان قوتها؟
 

بعدما تم الإطاحة بها، تشتت طالبان، ووجد بعض القادة ملاذا فى باكستان حيث بدأوا فى تدعيم أنفسهم بمساعدة من المؤسسة الأمنية الباكستانية. وفى أفغانستان، سمح وجود القوات الأمريكية للحركة بحشد مجنديين لمحاربة الاستعمار، وأيضا الفساد المستشرى.

ويقول روبرت كروز، الخبير فى شئون أفغانستان فى جامعة ستانفورد إنه على مدار عقدين، كانت حركة طالبان تسحب تدريجيا قرية تلو قرية، وهى طريقة متطورة للغاية فى لعبة الحشد على المستوى الشعبى.

وأعاد المسلحون أيضا تنظيم صفوفهم من خلال حملة من الخوف والعنف. فتم اغتيال من انضموا إلى الشرطة والجيش.

وتم استهداف الصحفيين والمفكرين والإعلاميين الذين يعبرون عن الوجه الشاب للمجتمع المدنى الأفغانى.

كيف يتم تمويل وتسليح طالبان؟

 تحصل طالبان على أموالها من عدة مصادر. بعض الأموال تاتى من تجارة الأفيون وتجارة المخدرات،أو جرائم أخرى مثل التهريب، كما تفرض الحركة ضرائب على المزارع والأعمال الأخرى، وفى بعض الأحيان يشارك المسلحون فى اختطاف وهجمات فدية.

وتحصل الحركة أيضا على تبرعات من مجموعة واسعة من المستفيدين الذين يدعمون قضيتها أو يرونها كأحد الأصول المفيدة، بحسب ما يقول الخبراء. أما عن الأسلحة فبعضها يتم التبرع به، والبعض الأخرى يتم شرائه بينما يتم سرقة الكثير منها.

 ما هو هدف طالبان حاليا؟

 يقو الخبراء إن هدف الحركة بسيط، وهو استعادة ما خسرته فى مطلع الألفية. فيقول كروز إنهم يريدون استعادة الإمارة الإسلامية ويريدون رؤيتهم للشريعة، ولا يريدون برلمانا أو السياسات الانتخابية، فلديهم أمير ومجلس ملالى ولديهم الرؤية التي يعتقدون أنها الأفضل للإسلام.

 من يقود طالبان الآن؟

يتولى هبة الله أخوند زادة زعامة طالبان منذ مايو 2016، وتم تعيينه فى المنصب من قبل مجلس شورى الحركة خلفا لزعيمها السابق اختر محمد منصور.