أحداث مهمة وقعت فى سنة 68 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامى

كتاب البداية والنهاية
كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
يستمر الزمن فى الحركة للأمام حتى وصلنا إلى سنة 68 هجرية، حيث يحكم عبد الملك بن مروان فى الشام ومصر، بينما ينافسه عبد الله بن الزبير فى مكة والعراق، لكن ما الذى جرى فى تلك السنة؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثمان وستين"

وفيها رد عبد الله بن الزبير أخاه مصعبا إلى إمرة البصرة، فأتاها فأقام بها، واستخلف على الكوفة الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومى، واستعمل على المدينة جابر بن الأسود الزهرى.

وعزل عنها عبد الرحمن بن الأشعث لكونه ضرب سعيد بن المسيب ستين سوطا، فإنه أراد منه أن يبايع لابن الزبير فامتنع من ذلك فضربه، فعزله ابن الزبير.
 
وفيها: هلك ملك الروم قسطنطين بن قسطنطين ببلده.
 
وفيها: كانت وقعة الأزارقة.
وذلك أن مصعبا كان قد عزل عن ناحية فارس المهلب بن أبى صفرة، وكان قاهرا لهم وولاه الجزيرة، وكان المهلب قاهرا للأزارقة، وولى على فارس عمر بن عبيد الله بن معمر، فثاروا عليه فقاتلهم عمر بن عبيد الله فقهرهم وكسرهم، وكانوا مع أميرهم الزبير بن ماحوز، ففروا بين يديه إلى اصطخر فاتبعهم فقتل منهم مقتلة عظيمة، وقتلوا ابنه.
ثم ظفر بهم مرة أخرى ثم هربوا إلى بلاد أصبهان ونواحيها، فتقووا هنالك وكثر عَدَدهم وعُدَتهم، ثم أقبلوا يريدون البصرة، فمروا ببعض بلاد فارس وتركوا عمر بن عبيد الله بن معمر وراء ظهورهم.
فلما سمع مصعب بقدومهم ركب فى الناس وجعل يلوم عمر بن عبيد الله بتركه هؤلاء يجتازون ببلاده، وقد ركب عمر بن عبيد الله فى آثارهم، فبلغ الخوارج أن مصعبا أمامهم، وعمر بن عبيد الله وراءهم، فعدلوا إلى المدائن فجعلوا يقتلون النساء والولدان، ويبقرون بطون الحبالى، ويفعلون أفعالا لم يفعلها غيرهم.
فقصدهم نائب الكوفة الحارث بن أبى ربيعة ومعه أهلها وجماعات من أشرافها، منهم ابن الأشتر، وشبت بن ربعي، فلما وصلوا إلى جسر الصراة قطعه الخوارج بينه وبينهم، فأمر الأمير بإعادته، ففرت الخوارج هاربين بين يديه، فاتبعهم عبد الرحمن بن مخنف فى ستة آلاف فمروا على الكوفة، ثم صاروا إلى أرض أصبهان فانصرف عنهم ولم يقاتلهم.
ثم أقبلوا فحاصروا وعتاب بن ورقاء شهرا، بمدينة جيا، حتى ضيقوا على الناس فنزلوا إليهم فقاتلوهم فكشفوهم وقتلوا أميرهم الزبير بن الماحوز وغنموا ما فى معسكرهم، وأمرت الخوارج عليهم قطرى بن الفجاءة، ثم ساروا إلى بلاد الأهواز.
فكتب مصعب بن الزبير إلى المهلب بن أبى صفرة -وهو على الموصل - أن يسير إلى قتال الخوارج وكان أبصر الناس بقتالهم، وبعث مكانه إلى الموصل إبراهيم بن الأشتر فانصرف المهلب إلى الأهواز فقاتل فيها الخوارج ثمانية أشهر قتالا لم يسمع بمثله.
قال ابن جرير: وفى هذه السنة كان القحط الشديد ببلاد الشام بحيث لم يتمكنوا معه من الغزو لضعفهم وقلة طعامهم وميرتهم.
قال ابن جرير: وفيها: قتل عبيد الله بن الحر وكان من خبره أنه كان رجلا شجاعا تتقلب به الأحوال والأيام والآراء، حتى صار من أمره أنه لا يطاع لأحد من بنى أمية ولا لآل الزبير.
وكان يمر على عامل الكورة من العراق وغيره فيأخذ منه جميع ما فى بيت المال قهرا، ويكتب له براءة ويذهب فينفقه على أصحابه.
وكان الخلفاء والأمراء يبعثون إليه الجيوش فيطردها ويكسرها قلت أو كثرت، حتى كاع فيه مصعب بن الزبير وعماله ببلاد العراق، ثم إنه وفد على عبد الملك بن مروان فبعثه فى عشرة نفر وقال: ادخل الكوفة وأعلمهم أن الجنود ستصل إليهم سريعا.
فبعث فى السر إلى جماعة من إخوانه فظهر على أمره فأعلم أمير الكوفة الحارث بن عبد الله فبعث إليه جيشا فقتلوه فى المكان الذى هو فيه، وحمل رأسه إلى الكوفة، ثم إلى البصرة، واستراح الناس منه.
قال ابن جرير: وفيها شهد موقف عرفة أربع رايات متباينة، كل واحدة منها لا تأتم بالأخرى، الواحدة: لمحمد بن الحنفية فى أصحابه، والثانية: لنجدة الحرورى وأصحابه، والثالثة: لبنى أمية، والرابعة: لعبد الله بن الزبير.
وكان أول من دفع رايته ابن الحنفية، ثم نجدة، ثم بنو أمية، ثم دفع ابن الزبير فدفع الناس معه، وكان عبد الله بن عمر فيمن انتظر دفع ابن الزبير، ولكنه تأخر دفعه، فقال ابن عمر: أشبه بتأخره دفع الجاهلية.
فدفع ابن عمر فدفع ابن الزبير، وتحاجز الناس فى هذا العام فلم يكن بينهم قتال.
وكان على نيابة المدينة جابر بن الأسود بن عوف الزهرى من جهة ابن الزبير، وعلى الكوفة والبصرة أخوه مصعب، وعلى ملك الشام ومصر عبد الملك بن مروان، والله أعلم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

زاوية سلطان بالمنيا تضم واحدة من كبرى جبانات مصر.. وتحتوى على بقايا هرم يرجع تاريخه للأسرة الثالثة ومقابر صخرية للأمراء والنبلاء.. وطهنا الجبل بها معبد نيرو للإله أمون والإله سوبك.. صور

هند صبرى تصور مسلسل مناعة فى الغورية مع رياض الخولى ومها نصار

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات


العمل: طفرة في طلب العمالة المصرية بالخارج وإجراءات حماية من الشركات الوهمية

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

حسام الحسينى عن انفصاله: الطلاق حصل من 2020 واليوم انتهينا من إجراءاته الرسمية

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما


الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

كيف تنضم لمنظومة التأمين الصحى الشامل؟.. هيئة الرعاية الصحية تجيب

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

موقف يحسد عليه.. بن أفليك يحضر عرضا مدرسيا لابنه بحضور زوجتيه السابقتين

الإدارية العليا تقضي برفض 27 طعنا على نتائج 19 دائرة ملغاة بانتخابات النواب

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى