لأول مرة.. الحكومة الأمريكية تقطع المياه اضطراريا لانخفاض منسوب نهر كولورادو.. نيويورك تايمز: تأثير التغير المناخى والجفاف لفترة طويلة أدى لنقص المياه فى بحيرة ميد.. ومزارعو أريزونا الأكثر تضررا

قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه فى ظل استمرار تأثير التغير المناخى والجفاف لفترة طويلة على نهر كولورادو، أعلنت الحكومة الفيدرالية الأمريكية ولأول مرة نقص المياه فى بحيرة ميد، التى تعد واحدة من الخزانات الرئيسية للنهر.

بحيرة ميد

وأدى هذا الإعلان إلى قطع فى إمدادات المياه، والذى سيؤثر فى الأغلب على المزارعين فى أريزونا، ولفتت الصحيفة أنه بدء من العام المقبل، سيكون هناك قطع للمياه التى ظل المزارعون يعتمدون عليها على مدار عقود، وهناك انقطاعات أخرى أقل  بكثير فى ولاية نيفادا وفى المكسيك عبر الحدود الجنوبية، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن قطعا أكبر للمياه، سيؤثر على نحو 40 مليون شخص فى الغرب الأمريكى الذين يعتمدون على المياه على الأقل جزئيا فى إمداداتهم، سيكون أكثر احتمالا فى الستوات المقبلة حيث لا يزال الاحتباس الحرارى يخفض كمية المياه التى تتدفق فى كولورادوا من المياه والجليد المنهار.

وقالت جينيفر بيت، مديرة برنامج نهر كولورادو فى جمعية أدوبون الوطنية إنه مع استمرار هذا التراجع بلا هوادة فى الإمدادات، فإن النقص الذى بدأنا نشهد تنفيذه سيزداد، وبمجرد أن نصعد على هذا القطار، فإنه ليس واضحا أين ستوقف.

 وأعلن مكتب الاستصلاح، وهو وكالة تابعة لوزارة الداخلية، عن النقص مع إصداره أحدث توقعاته للنهر خلال العامين المقبلين، وأظهرت هذه التوقعات أنه بحلول نهاية هذا العام، سيصل خزان بحيرة ميد، الخزان الضخم بالقرب من لاس فيجاس إلى مستوى 1066 قدما فوق مستوى سطح البحر، ولم يشهد الخزان هذا المستوى المنخفض منذ أن بدأ ملأه بعد الانتهاء من سد هوفر فى ثلاثينيات القرن الماضى، وستكون البحيرة بها 34% من طاقاتها.

وقالت تانيا تروجيلو، مساعدة وزير الداخلية لشئون المزاراع والعلوم إن الإعلان الأخير يسلط الضوء على التحديات التى تواجهها فى حوض نهر كولورادو وأماكن أخرى فى الغرب.

وتنخفض مستوياه المياه فى بحيرة ميد وخزان كولورادو الكبير الأخر بحيرة باول فى ولاية يوتا منذ سنوات، وتركت حلقات من الرواسب المعدنية على طول الخط الساحلى، فى الوقت الذى فاوق فيه الطلب العرض.

وقالت نيويورك تايمز إن التخفيضات الإلزامية، المشار إليها بتخفيضات المستوى الأولى هى جزء من خطة طوارئ تم الموافقة عليها فى عام 2019 بعد مفاوضات مطولة بين الولايات السبع التى تستخدم مياه نهر كولورادو، وهى كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا فى الحوض السفلى ونيو مكسيكو ويوتاه وكولورادو وواياومنج فى الحوض العلوى، كما شاركت القبائل الهندية الأمريكية والمسئولون المكسيكيون فى التخطيط.

توقعات بمزيد من نقص المياه

وتؤثر التخفيضات التى تم الإعلان عنها أمس الاثنين على ولايات الحوض السفلى، إلا أن مكتب الاستصلاح قد يعلن نقصا مشابها لولايات الحوض العلوى ربما مع بداية العام المقبل.

 وسيخفض النقص إمدادات نهر كولورادو فى ولاية أريزونا التى سيتم تلقيها عبر أنظمة من القنوات ومحطات الضخ التى تسمى مشروع أريزونا المركزى بحوالى 20% أى 512 ألف فدان/ قدم، وكل فدان قدم يعادل 325 ألف جالون من المياه، وهو ما يساوى مياه كافية لأسرة أو أسرتين فى العام.

 وتحسبا للتخفيضات، قام بعض المزارعين بإراحة الحقول أو التحول إلى محاصيل أقل استهلاكا للمياه، بينما سيقوم آخرون بضخ المزيد من المياه الجوفية لتعويض التخفيضات، مما يثير أسئلة أخرى حول الاستدامة لأن إمدادات المياه الجوفية ليست غير محدودة.