المهارات لا الشهادات.. والسؤال الصعب حول نتائج الثانوية العامة

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم: أحمد التايب

فى مفارقة عجيبة على منصات السوشيال ميديا، هناك من كان يتحدث عن إصلاح منظومة التعليم، ووجه اتهامات للدولة بالتقصير والإهمال، وطالب بانتشال الأبناء من وهم الثانوية العامة ومواجهة الدرس الخصوصية،  لكننا نجدهم الآن وبعد إعلان نتائج الثانوية، يناقضون أنفسهم، حيث يقومون بمهاجمة التطوير بل يشنون حملات للتشويه ليصل بهم الحال أنهم يطالبون بالرجوع إلى الماضى الذى كانوا هم أنفسهم يعتبرونه كارثة وسبب ضياع هيبة الثانوية وأبنائهم، ليكون السؤال ماذا تريدون، تطوير أم لا؟

وأعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال، تحتاج منا أن نفرق بين جمهور العالم الافتراضى القابع وراء شاشة الكمبيوتر،  وبين رغبة الناس الحقيقة فى التطوير وضمان مستقبل مشرق لابنائهم، وحالة الفرح الكبيرة لضبط وعودة الهيبة للثانوية العامة من جديد.

فليس كل ناجح متعلم، وهذا للأسف الشديد ما كان متبعا فى الماضى، ووقعنا جميعا فى فخ التفوق الوهمي الذى صنعته مافيا الدروس الخصوصية والكتب الخارجية, وطرق ووسائل التدريس القائمة على الحفظ والتلقين، لنكون أمام سؤال صعب، هل يعقل أن يحصل طالب على ١٠٢ فى المائة؟ والإجابة بإجماع خبراء التدريس والمناهج أن ارتفاع المجاميع الأعوام الماضية غير منطقية وتخدم الجامعات الخاصة.

نعم ليس كل ناجح متعلم، وأعتقد أن هذا لابد أن يكون شعار  كل أسرة من الآن تريد مستقبلا مشرقا لأبنائها، وأن يكون الشغل الشاغل امتلاك الأبناء المهارات وليس الشهادات، لضمان معرفة القدرات وتوظيفها فى مكانها السليم ليتحقق النجاح الحقيقى، ويخفف الضغط على الأسرة، وينتهى الرعب والترهيب والتنمر فى هذه المرحلة المهمة.

وكما ذكرنا فى مقال سابق حول قراءة نتائج الثانوية العامة، فإن نتائج هذا العام بالفعل تؤكد أن الدولة نجحت فى وضع منظومة تعليمية وتقييمية، وان أهدافها تتطابق مع الحياة العصرية الحديثة، والتطور التكنولوجي الحادث الان، وأنها نجحت أيضا فى فرز الطلاب وفقا لقدراتهم ومهاراتهم الحقيقية، لأن النتائج عبرت بالفعل عن الواقع وتصويب لأخطاء الماضى.

واخيرا .. نقول،  إذا كنا نريد تعليميا حقيقيا دون وهم أو تزييف، علينا أن نعيد النظر فى الثقافات السائدة حول الشهادات، وتغيير المفاهيم بشأن كليات القمة والقاع، ونعلم أن هناك فرقا بين التعليم والتعلم، ويكون لدينا رؤية واضحة وليست مشوشة للمستقبل ومعرفة متطلبات سوق العمل،  وأن يكون لدينا وعى بأن هناك فروقا بين طلابنا، ونسعى بقوة وإصرار للتأهيل والتدريب، وكسب المهارات، فالنجاح الحقيقى ليس حكرا على أحد لكنه لا يتحقق إلا بالاجتهاد والمثابرة وتوظيف القدرات والمهارات..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لقطات جديدة من بروفات مسرحية "الملك وأنا" قبل عرضها فى عيد الأضحى

الشباب يستضيف الاتحاد في قمة كروية بالدوري السعودي

هل بدأ الغرور يتسلل إلى لامين يامال بعد موسم تاريخي؟

"تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية

سلطات الاحتلال تطلق سراح 10 معتقلين من قطاع غزة


مفاوضات فى ضيافة الفاتيكان لإنهاء حرب أوكرانيا.. ميلونى تكشف التفاصيل

قرارات النيابة فى واقعة سرقة فيلا نوال الدجوى.. تعرف عليها

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 فى مصر

الأرصاد تحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق غدًا

كريم محمود عبد العزيز ضيف أولى حلقات "فضفضت أوى" على Watch it


اتحاد الكرة يفاضل بين 3 مدربين لقيادة منتخب مصر في كأس العرب

فرص عمل للصيادلة بمرتبات تصل لـ9400 جنيه.. تفاصيل

الإدارة الأمريكية لـ"إسرائيل": أوقفوا الحرب على غزة وإلا سنتخلى عنكم

سعرها وصل مليون جنيه.. طرح لوحة سيارة مميزة رقمها "ع سـ ل 11" بالمزاد

فهد المولد.. هل يعود إلى الملاعب بعد غيبوبة تجاوزت 8 أشهر وأرقام مميزة؟

التعادل السلبى يحسم مباراة العين ضد عجمان فى الدورى الإماراتى

رسميًا.. المجلس الأعلى للإعلام يتلقى شكوى الزمالك ضد إعلان "اتصالات"

شاهد فرحة الحجاج المصريين لدى وصولهم مدينة رسول الله.. فيديو وصور

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى