أكرم القصاص يكتب:البداية فى إنهاء الازدواجية من العملية التعليمية..المواطن يدفع آلافا للدروس الخصوصية ولايتساهل بدفع أي مبلغ للدولة لتطوير التعليم..الطلبة يتحججون بتكدس الفصول ويتكالبون على مدرج مكتظ بـ100طالب

أكرم القصاص
أكرم القصاص
 

- ما ينفق على التعليم ضخم بالفعل ولكنه مهدر فقليلا من المعلمين يحصلون على أغلب عوائد الدروس الخصوصية بينما يشكو أغلبهم

 

-لدينا أنواعا مختلفة من التعليم بشكل يجعل من الصعب تخريج أجيال يمكنها أن تتفاهم من خلال مشتركات ثقافية وفكرية

 
فى كل قضايانا، هناك ما هو معلن، وما هو خفى، ازدواجية تجعلنا غير قادرين على رؤية الحقيقة، ومع الازدواجية هناك حالة إنكار، وفى قضية التعليم هناك بالفعل شعور عام بأننا نتجاهل - على مدى عقود - حجم ما جرى فى التعليم، والازدواج والتداخل، وأولى خطوات الاعتراف أننا نعيش تمثيلية ازدواجية، لدينا ازدواج فيما يتعلق بالإنفاق على التعليم، وفى الدروس الخصوصية، وفى الكتاب والمناهج والامتحانات، وهذه الحالة تمتد إلى الكثير من القضايا، وتجعل من الصعب تفهم مشكلتنا، ونحن أقرب لشخص لديه مشكلات صحية ويرفض الاعتراف وينكر ما يعانيه، وأول خطوة للتعامل مع التعليم - أو غيره - هو الاعتراف بالحقيقة وعدم إنكارها.
 
نقول هذا بمناسبة جدل سنوى مع إعلان نتائج الثانوية العامة، وقبلها نظام الامتحانات وطريقة الامتحانات، وعلى مدى عقود طويلة كان هناك نقاش، وتجارب مختلفة من التعليم المحلى والمستورد والمناهج، ونحن وأجيال قبلنا وبعدنا ضحايا لهذا كله، واليوم يستمر النقاش ذاته والجدل نفسه مع استمرار الازدواجية فى التعامل مع الأمر.   
 
نظريا لدينا تعليم عام تموله الدولة، وتتضاعف موازنته عاما بعد آخر، وفى السياق ذاته، فإن المواطن ينفق تقريبا نفس المبالغ على الدروس الخصوصية، وإذا أضفنا ما ينفق على التعليم الخاص والدولى، نحن أمام موازنة ضخمة بالفعل وإنفاق كبير على التعليم، ومع هذا لا يوجد رضا ولا اقتناع بالعائد من التعليم، لا المعلم راض، ولا التلميذ مقتنع، ولا أولياء الأمور «مبسوطين»، ولا يمكن الحديث عن نقص موازنات التعليم، لكن عن سوء إنفاق هذه الموازنات يكون الكلام، حيث إن المواطن لديه استعداد لإنفاق آلاف أو عشرات الآلاف أو مئات فى دروس خصوصية وأنظمة تعليمية، لكنه ليس مستعدا للتساهل فى مبالغ يسددها للدولة مقابل تطوير التعليم، والواقع أن ما يتم إنفاقه كثير، لكنه يضيع فى إهدار أكثر مما يضيع فى مصارف طبيعية.
 
والحقيقية أن ما ينفق على التعليم - رسميا وعرفيا - يمثل إنفاقا ضخما ربما يكفى لصناعة تعليم محترم، لكن سوء واختلال توزيع الإنفاق، يجعل قليلا من المعلمين يحصلون على أغلب عوائد الدروس الخصوصية، بينما يشكو أغلب المعلمين، والمدارس الخاصة تحصل على مصروفات عالية، بينما رواتب المعلمين فيها ضعيفة، ولا توجد موازنات لتدريب وتطوير المعلم، وهو ما يجعل الشكل طاغيا على المضمون، ولا يوجد أى طرف راض عن التعليم.
 
أغلب طلاب الثانوية وما حولها لا يذهبون إلى المدارس، ويتكالبون على مراكز الدروس الخصوصية، والحجة أن التلميذ لا يستطيع التحصيل فى الفصل، بسبب كثافة الفصول التى قد تبلغ 50 تلميذا، لكن نفس التلاميذ يذهبون إلى مدرج خصوصى يصل فيه عدد التلاميذ إلى 100 من أقرانهم، وأحيانا مئات، بما يعنى أن الأمر ليس بالعدد.
 
وننفرد عن كل دول العالم فى أن لدينا أنواعا مختلفة من التعليم، الحكومى، والتجريبى، والخاص، واللغات، والأمريكانى، والأوروبى، بشكل يجعل من الصعب تخريج أجيال يمكنها أن تتفاهم من خلال مشتركات ثقافية وفكرية، ولا علاقة لخريجى الجامعات بسوق العمل أو التنافسية، معطيات يجب أن تدفعنا للتفكير، ونحن لدينا طموحات للمستقبل.
 
أول خطوة أن نعترف بعيوب الوضع الحالى، ونناقش النظام الجديد للتعليم، واضعين فى الاعتبار كل هذه النقاط التى تمثل ازدواجا، وأن يتم النقاش بعيدا عن الاستقطاب، حتى نخرج من تمثيلية نشارك فيها جميعا، وأن التعليم كان قد وصل إلى نقطة صعبة لا يمكن تخطيها، وأن الاعتراف بالازدواجية والتخلص منها بداية الحل، لأن الاستمرار فى هذا الحال لن يفيد أحدا.
 
p
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

إنهاء إجراءات الإفراج عن المخرج عمر زهران بعد قضائه نصف المدة

بدء حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطى الدخل.. لا يقل عمر المتقدم عن 21 عاما ولا يزيد الدخل الشهرى للأسرة عن 25 ألف جنيه أبرز الشروط.. وعدم الحصول على قرض تعاونى والتنازل عن شقة الايجار القديم آليات الحصول على وحدة

حلمى طولان مدير فني لمنتخب مصر فى البطولة العربية بتواجد الصقر والحضرى

بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى ويعقبه مؤتمر صحفى


فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

أول جلسة لمعارضة نجل محمد رمضان على حكم إيداعه فى دار رعاية 19 يونيو

المرأة تُسيطر على لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي

عصام صاصا وجهاد ماهر بين شائعات الانفصال ودعم زوجها


البنك الأهلى ينتظر الفائز من إنبي والحرس في نصف نهائي كأس عاصمة مصر

قيمة ذهب نوال الدجوى المسروق بالجنيه المصرى

الرئيس السيسى يوجه بإحلال السلالة الحيوانية لزيادة الألبان واللحوم

عمر مرموش يتقدم في سباق الحذاء الذهبي الأوروبي.. وصلاح يتمسك بالأمل

هكذا تحدث أحمد السقا ومها الصغير عن زواجهما والمشاكل بينهما

كراسة شروط حجز سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل

مواعيد مباريات اليوم.. توتنهام ضد مان يونايتد بنهائى الدوري الأوروبي والهلال مع الوحدة

شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطى الدخل.. بمساحات من 90 - 127 مترا

نهائى كأس مصر 2025.. موعد مباراة الزمالك وبيراميدز والقناة الناقلة

قائمة أعلى أجور لاعبي الدوري الإنجليزي.. شاهد ترتيب محمد صلاح ومرموش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى