حياة المصريين.. مصر تزدهر فى عهد بطليموس الثانى

موسوعة مصر القديمة الجزء الـ 15
موسوعة مصر القديمة الجزء الـ 15
أحمد إبراهيم الشريف
نواصل سلسلة حياة المصريين مع موسوعة مصر القديمة لعالم المصريات الشهير سليم حسن، ونتوقف مع الجزء الخامس عشر الذى يأتى بعنوان "من أواخر عهد بطليموس الثانى إلى آخر عهد بطليموس الرابع".

ويقول سليم حسن فى التمهيد:

كانت آخر مرحلة وصلنا إليها فى الجزء السابق من مصر القديمة هى الأحداث الجِسام، والإصلاحات الجبارة، والتطورات السياسية المثيرة، والأنظمة الاجتماعية الحديثة التى وقعت فى عهد "بطليموس الثانى" الذى يُعَدُّ عهده بحق زمنَ رخاءٍ وسؤددٍ وفَلَاحٍ، فى داخل البلاد المصرية وخارجها بالنسبة لما كانت تصبو إليه نفسه وأُسْرته من قبل، وكذلك ما كان يرغب فيه الشعب الهيلانستيكى المستعمر.

حقًّا؛ بلغت أرض الكنانة فى عهد هذا العاهل ظاهرًا شأوًا بعيدًا فى الزراعة والتجارة والصناعة لم تصل إليه قط فى أيام أعظم فراعنة مصر فى كل عهود التاريخ المصرى القديم، كما امتدت فتوحها فى آسيا، وبحر إيجا، وبلاد النوبة إلى آفاق لم يكن يحلم بها أعظم الفاتحين من الفراعنة، ولا غرابة فى ذلك، فقد كانت كل الأحوال فى الواقع مهيئة "لبطليموس الثانى" ليصل إلى ما وصل إليه من قوة، وجاه، ونفوذ عند توليه عرش ملك مصر.

 
 فقد ترك له والده "بطليموس الأول" إمبراطورية ثابتة الأركان عظيمة السلطان فى داخل البلاد وخارجها، وتدل الظواهر على أنه تأثَّرَ نهجَ والده، وسار على خطته شوطًا بعيدًا فى سبيل التقدم المادى والعلمى، مما جعل عصرَه مضربَ الأمثال من حيث النعمة والرفعة والسيطرة العالمية التى كان يتمتع بها بين الممالك الهيلانستيكية المجاورة له، والمحيطة به فى تلك الفترة من تاريخ العالم المتمدين الذى وضع أسسه "الإسكندر الأكبر".
 
والآن قد يتساءل المرء: لماذا أفلح البطالمة الأُول فى السيطرة على مصر والسير بها قدمًا فى داخل البلاد، ومد فتوحهم وسلطانهم ونفوذهم فى الخارج ؟، والجواب على ذلك لا شك يرجع إلى سببين رئيسين يأخذ الواحد منهما بزمام الآخر:
 
السبب الأول: هو أن البطالمة عندما استقر لهم الملك، وتمكنوا من أرض الكنانة، اتضح لهم أنهم فى الواقع لا يملكون شعبًا واحدًا، بل شعبين مختلفين لا تربط الواحد منهما بالآخر روابط وثيقة من حيث السلالة والدين والثقافة، وهذان الشعبان هما: الشعب الهيلانى المستعمر، والشعب المصرى المغلوب على أمره. ومنذ البداية كان كل من هذين الشعبين ينظر للآخر بنظرته الخاصة، فالشعب الهيلانى كان ينظر إلى الشعب المصرى نظرة الحاكم للمحكوم، أو بعبارة أخرى نظرة الشعب المستعمر للشعب المقهور، الذى يريد أن يستنفذ كل ما لديه من مجهود ومال لإثراء نفسه، والعيش عالة على حسابه فى بحبوحة ورخاء، ومن جهة أخرى، كان الشعب المصرى الذى فقد استقلاله حديثًا ينظر لأولئك المستعمرين نظرة ملؤها الحقد والكراهية والبغضاء، وبخاصة عندما نعلم أن الشعب المصرى منذ أقدم عهوده كان محافظًا على عاداته وطباعه وأخلاقه إلى أبعد حدود المحافظة، وقد ظل كذلك حتى دخول الإسلام فى وطنه.
 
وقد ظهرت براعة البطالمة، وحسن سياستهم وتدبيرهم للأمور فى التوفيق — ولو ظاهرًا — بين جماعة الهيلانيين المستعمرين وبين المصريين، على الرغم فيما بينهم من خلافات بينة، والواقع أن "بطليموس الثاني" ومن قبله والده "بطليموس الأول"، منذ بداية حكمه وجد أن توحيد الهيلانستيكيين والمصريين من كل الوجوه الحيوية كان ضربًا من المحال، فقد كان لكل من الطرفين تقاليده وعاداته وأخلاقه، ومن ثَم أخذ يعالج الأمور بالنسبة لهذا الموقف الحرج بصبر وأناة وحكمة بالغة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على أول طلبات الجزائرى ميلود حمدى مدرب الإسماعيلى الجديد

جيش الاحتلال يعلن البدء في تجنيد 54 ألفا من الحريديم للقتال في صفوفه

ثيو هيرنانديز يغيب عن معسكر ميلان تمهيدًا لانتقاله إلى الهلال السعودى

غلق اتجاه القادم من تقاطع الإقليمي مع إسكندرية الصحراوي حتي طريق السويس أسبوعا

تفاصيل مفاوضات الأهلي مع مصطفى محمد.. زيزو وعاشور يُعرقلان الصفقة


بالمواعيد..الخريطة الكاملة لحفلات الدورة 3 من مهرجان العلمين الجديدة.. أنغام تفتتح الفعاليات وتامر حسنى يشارك للمرة الثالثة.. عمرو دياب فى سهرة غنائية أول أغسطس.. تامر عاشور على مسرح يو أرينا.. وكايروكى بالختام

بايرن ميونيخ يعلن رسميًا إصابة موسيالا بكسر في الكاحل وغيابه لفترة طويلة

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

السودان على حافة الهاوية.. نزوح عدد من الأسر بعد وقوع انفجارات مجهولة بنيالا.. أزمة عطش تهدد حياة سكان الفاشر.. وولايات سودانية تغرق في الظلام بعد انقطاع الكهرباء.. نقل آلاف الجثث من الشوارع إلى مقابر بالخرطوم

الأهلي يدفع 8 آلاف دولار لمكتب محاسبة أمريكي ومفاجآة سارة بشأن الضرائب


مفاجآت الميركاتو الصيفي.. عودة العلاقات بين الأهلي والمصري رسميا فى صفقة عمر الساعي.. محمد شريف يعود إلى القلعة الحمراء بعد اقترابه من البيت الأبيض.. ووسام أبو علي ودغموم يشاغلان الجماهير عبر السوشيال ميديا

رابطة الأندية: نناقش اقتراحات الأندية بشأن اللائحة الجديدة ولكنها ليست ملزمة

بمناسبة عاشوراء.. أول ظهور علنى لخامنئى منذ بدء حرب إيران وإسرائيل

عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة

الجزيرة الإماراتي يجدد الثقة فى مدرب محمد النني

نرمين الفقي تخطف الأنظار بصورها على البحر.. والجمهور: جمال طبيعى

مجلس الوزراء الإسرائيلى يوافق على توزيع المساعدات الإنسانية فى غزة

مواعيد مباريات اليوم.. نهائي مثير فى كأس الكونكاكاف الذهبية

وزارة التعليم تحقق فى تداول أسئلة امتحان الرياضيات البحتة للثانوية العامة

طرح بيض المائدة بمنافذ وزارة التموين.. اعرف الأسعار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى