البنتاجون تفعّل أسطولا استثنائيا من 18 طائرة مدنية للإجلاء من أفغانستان.. أوستن: ‏الجيش الأفغانى تبخر فى مواجهة طالبان.. بلينكن: نواجه حقيقة سيطرة الحركة على كابول.. ونائب ‏جمهورى: إدارة بايدن للأزمة كارثية

تواجه الولايات المتحدة تحديا كبيرا ويتمثل فى إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان الذين عملوا مع المصالح الأمريكية خلال العقدين الماضيين، بعد أن استطاعت حركة طالبان السيطرة على أفغانستان خلال أيام قليلة من انسحاب القوات العسكرية من البلاد.

ولجأت وزارة الدفاع الأمريكية إلى تفعيل "اسطول استثنائي" من الطائرات المدنية صباح الأحد لتسرع عمليات الإجلاء من كابول، حيث طلب البنتاجون المساعدة من شركات الطيران التجارية المدنية فى إخلاء أفغانستان، وفقا لصحيفة ذا هيل.

وجاء فى بيان صدر عن وزارة الدفاع الامريكية: "ستوفر أمريكان إيرلاينز، أطلس إير، دلتا إيرلاينز، أومنى إير، هاواى إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز ما مجموعه 18 طائرة لدعم إجلاء المواطنين الأمريكيين والموظفين والمتقدمين للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة وغيرهم من الأفراد المعرضين للخطر من أفغانستان، وأضافت أنها لا تتوقع "تأثير كبير" على الرحلات التجارية من التفعيل.

وشددت وزارة الدفاع على أن الطائرات التجارية لن تصل إلى مطار حامد كرزاى الدولى فى كابول. وبدلاً من ذلك، سيتم استخدامها لنقل الركاب من ملاذات آمنة مؤقتة وقواعد انطلاق مؤقتة.

وقالت الإدارة إن تفعيل الأسطول "يزيد من حركة الركاب بما يتجاوز القدرات العضوية ويسمح للطائرات العسكرية بالتركيز على العمليات داخل وخارج كابول".

ستضيف الطائرات الـ 18 الإضافية إلى أكثر من 150 طائرة شحن عسكرية تستخدمها إدارة بايدن حاليًا لإجلاء مواطنى الولايات المتحدة وحلفائها من أفغانستان مع تدهور الوضع الأمنى ​​وسط هجوم طالبان المتزايد ومع ظهور تقارير عن تهديدات أمنية.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت أن الإدارة تدرس تفعيل الأسطول الجوى الاحتياطى المدنى، وقال الكابتن جون بيركنز، المتحدث باسم قيادة النقل الأمريكية، للصحيفة إن شركات الطيران الرئيسية تلقت تحذيراً ليلة الجمعة من أن بعض طائراتها قد تكون ضرورية لجهود الإجلاء.

وهذا هو التنشيط الثالث فى تاريخ البرنامج، بحسب وزارة الدفاع، بعد رحلات جوية من شركات طيران تجارية خلال عملية عاصفة الصحراء وعملية حرية العراق.

وفى السياق نفسه قال وزير الدفاع الأمريكى الجنرال لويد أوستن إن أحدًا لم يكن يتوقع أن تسقط الحكومة الأفغانية خلال 11 يومًا، وذلك بعد مرور أسبوع على فرض طالبان سيطرتها على البلاد.

وأضاف أوستن: "كان من الصعب للغاية التنبؤ بذلك بدقة .. حدث كل هذا فى فترة حوالى 11 يومًا .. لم يكن أحد يتوقع أن الحكومة ستسقط خلال 11 يومًا".

وأوضح اوستن أن التقييمات التى اطلع عليها قبل استيلاء طالبان على السلطة فى أفغانستان قدرت أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر أو فترة تتراوح بين عام وعامين قبل أن تسقط الحكومة الأفغانية، وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين رأوا القوات العسكرية الأفغانية تستسلم و"تتبخر" مع بدء طالبان فى تحقيق مكاسبها.

وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن تخطيط الولايات المتحدة للانسحاب كان "مقبولًا ومناسبًا"، أجاب أوستن "نعم بناءً على ما كنا ننظر فيه ومدخلات الخطة".

وتأتى تصريحات أوستن بعد أسبوع من الاضطرابات فى أفغانستان، فيما عمل الجيش الأمريكى على إجلاء المواطنين الأمريكيين والحلفاء الأفغان من المنطقة وسط هجوم متزايد من طالبان.

قال وزير الخارجية أنتونى بلينكين، خلال مناقشة حول دور طالبان فى إجلاء الأمريكيين من أفغانستان، إن على المسؤولين الأمريكيين التعامل مع "حقيقة" سيطرة الجماعة المتمردة على كابول.

وقال بلينكين أثناء مقابلة على شبكة سى بى إس: "إنهم يسيطرون على كابول.. هذه هى الحقيقة، هذه هى الحقيقة التى يتعين علينا التعامل معها".

وتعرضت إدارة بايدن لانتقادات على خلفية تعاملها مع الوضع فى أفغانستان، حيث تساءل الكثيرون عما إذا كان من الصحيح أن يمضى بايدن قدمًا فى تنفيذ قراره بسحب القوات الأمريكية من البلاد، والذى كان قد اتخذه قبل انطلاق هجوم طالبان المكثف. ويدعو العديد من المسؤولين الآن الإدارة إلى بذل المزيد من الجهود لإجلاء الأمريكيين وحلفائهم الأفغان من المنطقة.

صرح النائب آدم كينزينجر (جمهورى من إلينوي) إن تنفيذ إدارة بايدن لعمليات الإجلاء من أفغانستان عقب استيلاء طالبان على السلطة "كان كارثيًا للغاية".

قال كينزينجر عندما سئل عما إذا كان الرئيس "يفى بوعده" بإجلاء الأمريكيين والحلفاء الأفغان من المنطقة: "أعتقد أن الإخلاء كان كارثيًا للغاية".

وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة أجلت حوالى 17 ألف شخص من أفغانستان فى الأسبوع الماضى وحوالى 22 ألفا منذ نهاية يوليو وتم إجلاء ما يقرب من 2500 أمريكى من المنطقة.