أكرم القصاص يكتب: بعد الثانوية طريق الطالب لكلية توفر عملا.. لم تعد الخيارات القديمة كافية لضمان مستقبل مستقر.. البقاء فى زاوية كليات القمة قد لا يوفر فرصا كالسابق مع بروز تخصصات حديثة ومتنوعة يطلبها سوق العمل

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بالرغم من أن الثانوية العامة تأخذ الكثير من الجدل والاهتمام حول الامتحانات والدرجات، فإن مكاتب التنسيق هى التى تمثل مرحلة فارقة فى تحديد مستقبل الطالب، وبداية مرحلة أخرى أكثر تعقيدا، والجامعة نفسها بداية لدخول الشاب إلى الحياة العملية والبحث عن عمل، هذا النقاش يتكرر سنويا بعد إعلان نتائج الثانوية العامة، وتظل هناك تساؤلات وحيرة لدى الطلاب وأولياء الأمور، بحثا عن الكلية أو المجال الذى يوفر للخريج فرصة عمل فورية، أو تجعل المجال أمامه للاختيار بين بدائل.
 
خلال السنوات الأخيرة تغيرت نظرة الكثير من الأسر، أو الطلاب فى اختيار الدراسات الجامعية، بشكل أوسع من البقاء فى زاوية كليات القمة، أو التخصصات التى بقيت مشهورة، بالرغم من أنها لا توفر فرص عمل مثلما كان فى السابق، بل إن نظام التعليم بشكل عام ظل يتجاهل المجتمع وسوق العمل، حيث برزت تخصصات فنية عليها طلب أكثر من التخصصات المشهورة، ويضطر بعض الخريجين لاستكمال دراستهم فى اتجاهات بعيدة عن تخصصاتهم، حتى يمكنهم الحصول على فرص عمل.
 
وهذه الظاهرة موجودة فى كل دول العالم، وعندما يسافر بعض الشباب يضطر لعمل دراسات والحصول على دورات حتى يمكنه الحصول على فرص عمل، وأغلب من يسافرون بشكل عشوائى، يعملون فى مطاعم أو محلات أو مهن معاونة، لا علاقة لها بتخصصاتهم.
 
عندما نتحدث عن سوق العمل والتخصصات المطلوبة، فهذا يتعلق بأهمية التنوع فى التخصصات، ويمكن فى حالة وجود دراسات لسوق العمل أن نجد أن التخصصات التقليدية كالحقوق والتجارة العرض منها أضعاف الطلب، ويضطر بعضهم للحصول على دورات فى التسويق الإلكترونى أو إدارة المشروعات،
بل إن البعض يتجه بعد التخرج فى كليات قمة إلى تخصصات لا علاقة لها بالدراسة، وهو تأكيد لعدم ارتباط العمل والفرص بالتخصص والدراسة بقدر ما هو مرتبط بإعادة التأهيل أو اكتساب مهارات مختلفة، وحتى فى الإعلام مثلا لم تعد الدراسة التقليدية كافية لمناهج الإعلام، وأضيفت إليها تخصصات لتخريج وتأهيل
الصحفى الشامل الذى يجيد التصوير والفيديو والمونتاج والجرافيك.
 
ولا يعنى وجود تخصصات معينة عليها طلب أن يتجه الجميع إليها، فالتأهيل والمهارات مطلوبة، وعلى سبيل المثال فإن كليات الزراعة، تتيح فرص عمل فى ظل توسع الاهتمام بالزراعة والصوبات، ومنها تخصصات حديثة تستلزم مهارات فى الرى الحديث والطاقة الشمسية، وهى دراسات إضافية، ومهارات يسهل على خريج الزراعة اكتسابها حتى يمكنه الحصول على فرصة عمل أو البدء فى مشروع خاص. 
 
طبعا أصحاب المجاميع الكبيرة أغلبهم يختار كليات القمة كالطب والصيدلة وطب الأسنان والهندسة والإعلام والألسن، لكن هناك تخصصات لم تكن جاذبة خلال السنوات الماضية لكنها الآن أصبحت تجد إقبالا، خاصة ممن يعرفون سوق العمل مثل التخصصات الطبية المعاونة أو المتقاطعة مثل العلاج الطبيعى، والتمريض، والتربية الرياضية وبها أقسام علوم الصحة الرياضية التى تتيح العمل فى التأهيل أو مراكز ذوى الاحتياجات الخاصة، والإصابات والتأهيل البدنى والحركى، ودور المسنين وهو تخصص يتشابه مع خريجى كليات العلاج الطبيعى، مع التوسع فى الاهتمام بالرياضات، وبينما يركز بعض الطلاب على الإعلام، هناك فروع للعلاقات العامة والتسويق العام والتسويق الإلكترونى، الذى قد يتيح العمل الخاص المباشر، أو يوفر فرصا فى الشركات المتخصصة فى التسويق الإلكترونى، وهناك أصحاب تخصصات أخرى يضطرون لدراسة التسويق بأنواعه ليعيدوا تأهيل أنفسهم لسوق العمل، فى الوقت الذى تتوسع فيه الجامعات العامة والخاصة فى تخصصات الذكاء الاصطناعى والاتصالات والحاسبات، وهى تخصصات ذات طلب عال، فى كل الاتجاهات ومع التوسع فى الرقمنة والمعلومات.
 
هناك بعض التخصصات المرتبطة بذوى الاحتياجات أو تأهيل الأطفال ومنها أخصائى التخاطب، الذى يدرس فى معاهد وكليات الخدمة الاجتماعية أو كليات التربية، أو يحصل على دورات متخصصة فى معهد السمع والكلام وهى تخصصات مطلوبة فى ظل الاهتمام بذوى الاحتياجات، لدرجة أن بعض أولياء الأمور
يضطرون للحصول على دراسات خاصة ودورات، حتى يمكنهم تلبية احتياجات الأطفال، ونفس الأمر فيما يتعلق ببعض فروع علم النفس، وما يتعلق بالإعاقات الجسدية أو النفسية، وهى تخصصات تفتح مجالات للعمل فى المدارس والمراكز الطبية أو العيادات المتخصصة فى التعامل مع بعض الحالات الخاصة.
 
لا توجد وصفة تحسم المستقبل المضمون، لكن هناك طرقا للاطلاع واستعراض الواقع بشكل يفتح الباب للاختيار، ولم تعد الخيارات القديمة كافية لضمان مستقبل مستقر، والمنافسة فى سوق عمل معقد.
 
p
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

كولومبوس كرو يقدم وسام أبو علي.. صور

المصرى يتعادل مع بيراميدز فى مباراة مثيرة بالدورى.. فيديو

محمد صلاح يقود التشكيل المثالي للدوري الإنجليزي فى حفل PFA Awards

طرد أحمد سامى بين شوطى مباراة الإسماعيلى والاتحاد بسبب الاعتراض على التحكيم

تداعيات الجراحة مسببة ألم.. محمود سعد يطمئن جمهور أنغام على حالتها الصحية


حياة كريمة فى البلد.. تجهيز وتشغيل 10 وحدات صحية ببنى سويف.. توريد تجهيزات طبية وغير طبية لـ10 وحدات أخرى.. افتتاح 4 وحدات لذوى الهمم بـ 4 مراكز.. والشريف أول وحدة طب أسرة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.. صور

حماس: الثقة في مصر وقطر وراء موافقتنا على مقترح التهدئة دون تعديلات

أبو رجيلة يدعو رموز الزمالك للتواجد في النادي لمناشدة الرئيس السيسي بشأن أرض أكتوبر

وزير خارجية إيطاليا: ندعم المشروع المصري ونرفض تهجير الفلسطينيين بغزة

نقابة الصحفيين تعلن القائمة القصيرة لجوائز الصحافة المصرية "دورة محمود عوض ".. 12 صحفيا بـ"اليوم السابع".. النقيب: الترشح فوز في حد ذاته.. ومجلس الأمناء يثمن منح جائزة حرية الصحافة لشهداء الصحافة الفلسطينية


شيكابالا يناشد الرئيس السيسي لإنقاذ الزمالك: النادي ركيزة للقوة الناعمة لمصر

ريبيرو يراقب مباراة المحلة والجونة غدا بحثا عن الانتصار الثاني للأهلي

وفاة 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين فى نيويورك بسبب مرض ينتشر عبر التكييف

ميكروفون مفتوح يكشف "سر جنونى" بين ترامب وماكرون حول بوتين.. تفاصيل

"حق ياسين لازم يرجع" التفاصيل الكاملة لجلسات الاستئناف فى قضية طفل دمنهور.. المجنى عليه يصل المحكمة مرتديا ملابس "سبايدر مان".. والمحكمة تقرر تأجيل القضية إلى 20 سبتمبر المقبل لمناقشة الطب الشرعى

حلمى طولان يطلب دورية ودية ثلاثية لمنتخب مصر الثانى قبل كأس العرب

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء هجوم مميت آخر على مخيم أبو شوك بالسودان

تشييع جنازة الدكتور يحيى عزمى بعد صلاة ظهر اليوم

هدير عبد الرازق تعلق على فيديوهاتها المتداولة عبر مواقع التواصل

برشلونة يكشف عن قميصه الثالث بتصميم يكرّم السداسية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى