تحدت إعاقتها بالقرآن.. أمنية تحصل على المركز الأول فى القراءات على مستوى الجمهورية.. وتؤكد: كتاب الله حياتى وبه حققت حلمى.. أحلم بتدريس علوم القرآن للأطفال.. والأب: ابنتى كنز ثمين ونعمة من الله.. فيديو وصور

تعلمنا الحياة يوما بعد يوم أن العزيمة القوية هى السبيل الوحيد للعيش والوصول إلى المجد وأن الإعاقة هى إعاقة الروح والفكر لا الجسد، وهذا ما يثبته ذوى الهمم الذين يبهروننا دوما بإرادتهم القوية وسعيهم المتواصل لتحقيق ما يحلمون به دون انكسار أو انهزام.

عاشت البطلة أمنية طارق محمد ابنة الدقهلية حياتها تحلم بالتفوق والتميز والوصول للقمة، تتخبط بها سبل الحياة وأهوال القدر، فرغم تعرضها لحادث أفقدها بصرها منذ الطفولة وحرمها من حلمها فى الالتحاق بكلية الطب لمداواة الأطفال، إلا أنها كانت تتطلع على الحياة ببصيرتها، لم تعرف اليأس والهزيمة وكانت للعزيمة عنوان واتخذت القرآن الكريم رفيقا لدربها حتى حصلت على المركز الأول فى القراءات على مستوى الجمهورية.

وتقول أمنية، إنها متفوقة فى دراستها منذ الطفولة، وكانت تحلم منذ الصغر بالالتحاق بكلية الطب، ولكنها تعرضت لحادث أفقدها بصرها ومنعها من تحقيق حلمها فى الالتحاق بالثانوى العام ومن ثم الالتحاق بكلية الطب لتكون طبيبة أطفال، فاتجهت للدراسة فى معهد القراءات لتعلم علم قراءات القرآن الكريم بتشجيع من أحد مدرسيها.

وأضافت أمنية، أنها قررت منذ اللحظة الأولى لالتحاقها بالمعهد أن تكون متفوقة فى علم القرآن وتكون دكتورة فى هذا العلم بعدما حرمت من أن تكون طبيبة بشرية.

وقالت أمنية، إنها لم تكن تعرف بأنه يتم اختيار أوائل للمعهد على مستوى الجمهورية، فشجعها معلمها بأن تكون الأولى، ومن هنا وضعت نصب عينيها هدف واضح بأنها ستصبح الأولى، فبدأت تجتهد وتثابر من أجل حلمها حتى حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى "مرحلة عالية القراءات" بالمعهد، ومن ثم ازداد الحافز لديها أكثر فأكثر بتشجيع ودعم والديها ومعلميها بالمعهد حتى حصلت على المركز الأول فى شهادات القراءات على مستوى الجمهورية فى مرحلة التخصص بالمعهد للعام الثاني.

وأشارت أمنية، إلى أن معهد القراءات هو معهد تابع للأزهر الشريف، تكون مدة الدراسة فيه 8 سنوات بثلاثة مراحل، المرحلة الأولى تستمر لعامين يدرسون فيها رواية حفص وعلم التجويد والعلوم الشرعية، والمرحلة الثانية تسمى مرحلة عالية القراءات، يدرسون فيها القراءات العشر الكبرى بالإضافة لدراسة أكثر عمقا للمواد الشرعية، ومن ثم تأتى المرحلة الثالثة، مرحلة التخصص يدرسون فيها علوم القرآن الكريم والعلوم الشرعية بشكل أكثر عمقا من المراحل السابقة لمدة ثلاث سنوات.

وقالت أمنية، إنها أحبت الدراسة بمعهد القراءات منذ اللحظة الأولى لالتحاقها به، مشيرة إلى أن علم القرآن الكريم هو أفضل علم على وجه الأرض، وحياتها وسبب تفوقها ونجاحها. وأصرت على أن تحقق النجاح والتفوق من خلاله لتصبح مميزة فى مجالها.

وأكدت أمنية، أنها تدين بالفضل لوالديها اللذان حرصا على تشجيعها على التفوق وحفظ القرآن الكريم، مشيرة إلى أنهم كانا يسهران الليالى من أجل تعليمها، فكان والدها يحفظها ووالدتها تسمع لها ما حفظته من آيات.

وقالت أمنية إنها تأمل بأن تصبح عالمة فى علم القراءات والقرآن الكريم لتعوض حلمها فى الالتحاق بكلية الطب، وأن تصبح معلمة بمعهد القراءات قدوة بمعلميها لتنشر علم القراءات وتعلم الأطفال علوم القرآن الكريم.

وعبر طارق محمد والد أمنية عن سعادته البالغة بتفوق أمنية وتحقيقها لهدفها فى الحصول على المركز الأول، فأثلجت صدورهم بعدما تمكنت من التفوق فى علوم القرآن الكريم والقراءات بعد تعب وسهر ومثابرة طويلة وإصرار على الوصول، مشيرا إلى أن أمنية كنز ثمين ونعمة من الله.

وتمنى طارق محمد لابنته النجاح الدائم فى حياتها ومستقبلها، وأن يتم تعيينها فى معهد القراءات لتدريس علوم القرآن الكريم للطلاب وإكسابهم كل ما تعلمته من علوم ودراسات.