حياة المصريين.. كتاب "قصة الحضارة".. أبو الهول جسد أسد ووجه فيلسوف

قصة الحضارة
قصة الحضارة
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نواصل سلسلة "حياة المصريين" ونتوقف اليوم مع قصة الحضارة لـ ول ديورانت، ونستكمل معه رحلته إلى مصر وما جرى فيها وتعليقاته على جغرافيتها وتاريخها.

يقول ول ديورانت فى الموسوعة الشهيرة:

ولشد ما تبدو الأهرام صغيرة الحجم حين ينظر الإنسان إليها من الطريق الطويل المؤدى إليها، فهل قطعنا نحن هذه الرحلة الطويلة لنرى هذه الآثار الصغيرة؟ ولكنها لا تلبث أن يزداد حجمها كأن يداً قد رفعتها فى الهواء. 

ونصل إلى منحنى فى الطريق، ونقبل فجأة على حافة الصحراء، تواجهنا الأهرام عارية منعزلة فى الرمال، ضخمة شاهقة تسمو قممها فى سماء مصر الصافية. 
 
ونبصر عند سفوحها خليطا من أجناس مختلفة- منهم رجال أشداء يركبون الحمير ذاهبين بها إلى أعمالهم، ومنهم سيدات فى عربات النقل، ومنهم شبان مرحون على ظهور الخيل، وفتيات يجلسن فى غير اطمئنان على ظهور الجمال تلتمع ثيابهن الحريرية فوق سيقانهن فى ضوء الشمس. ونرى فى كل مكان الأدلاء العرب على استعداد لمعونة القادمين وتأدية ما يلزمهم من خدمات. ونقف حيث وقف قيصر ونابليون، ونذكر أن خمسين قرناً تطل علينا، نقف حيث جاء أبو التاريخ قبل أن يجيء قيصر بأربعمائة عام، واستمع إلى القصص التى دهش منها بركليز.
 
 ثم يسقط من الصورة عامل الزمن فيبدو لنا قيصر وهيرودوت ونحن أيضا كأننا كلنا يعاصر قديمنا حديثنا، ونقف ذاهلين أمام هذه المقابر التى كانت أقدم إلى قيصر وهيرودوت من اليونان بالنسبة إلينا.
 
وإلى جوار الأهرام يربض تمثال أبى الهول، نصفه أسد ونصفه فيلسوف، يقبض بمخالبه القوية على الرمال، ويحدق بعينيه وهو ساكن لا يتحرك فى الزائرين العابرين وفى السهل الأزلى. 
 
إنه لتمثال ينتهى فيه جسم الأسد برأس إنسان له فكّان بارزان، وعينان قاسيتان، كأن المدينة التى صورته "2990 ق.م" لم تنس ما كان عليه الإنسان من وحشية فى سابق عهده. 
 
وكانت الرمال تغطيه فى الزمن القديم، ولذلك لا يذكر هيرودوت كلمة واحدة عنه وهو الذى أبصر بعينيه أشياء كثيرة لا وجود لها فى تلك البلاد. ألا ما أعظم ما كان يتمتع به أولئك المصريون الأقدمون من ثراء. وما أقوى سلطانهم وأعظم حذقهم فى طفولة التاريخ نفسها. لقد استطاعوا بثرائهم وقوتهم وحذقهم أن ينقلوا هذه الحجارة الضخمة ستمائة ميل أو أكثر وأن يرفعوها، وهى تزن عدة أطنان إلى علو خمسمائة قدم وأن يطعموا المائة ألف من العمال الذين ظلوا يكدحون عشرين عاماً كاملة فى تشييد هذه الأهرام إذا لم يكونوا قد أدوا لهم أجورهم على عملهم هذا! وقد احتفظ لنا هيرودوت بنقش وجده على هرم منها يسجل مقدار ما استهلكه العمال الذين شادوه من فجل وثوم وبصل، كأن هذه الأشياء أيضا لابد أن تخلد. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الداخلية تضبط عصابة "الثقب السوداء" للتسول بالأطفال أسفل كوبرى بالهرم.. فيديو

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

إغلاق "الثقب الأسود" بالهرم بعد شكاوى مواطنين عن وجود متسولين.. صور

الحزن لا يفارق محمد الشناوى فى مران الأهلي.. صور

تنسيق الشهادات المعادلة.. 95% حدا أدنى لإبداء رغبة الالتحاق بكليات الطب


البكالوريا أم الثانوية العامة.. تفاصيل الاختلافات الكاملة فى المواد والمجموع

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

سجلات 55 مليون أجنبى حصلوا على تأشيرات الدخول لأمريكا قيد المراجعة

السادسة مساءا موعد مران الزمالك اليوم بالكلية الحربية لبدأ الاستعداد لفاركو


عدم التئام الكتف يؤجل موعد عودة إمام عاشور للمشاركة في مباريات الأهلي

زلزال بقوة 7.5 درجة يضرب ممر دريك بين أمريكا الجنوبية والقارة القطبية

اليوم.. ويجز يحيي حفلا غنائيا ضخما بمهرجان العلمين الجديدة

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

غدًا.. انتهاء امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى لطلبة النظام الجديد

أحمد ربيع يقترب من الظهور الأول أمام فاركو

أكرم توفيق في مهمة صعبة مع الشمال ضد الريان بالدوري القطري

"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودرن سبورت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى