مناظرة بين أبرز المرشحين لخلافة ميركل تزامنا مع انطلاق الاقتراع البريدى

ينتظر الألمان مساء الأحد، أول مناظرة تجمع ثلاثة مرشحين عن الأحزاب الرئيسية لمنصب المستشارية فى الانتخابات العامة المقبلة. والمناظرة الثلاثية على قناتى "آر تى إل" و"إن-تى في" الخاصتين.

ولأول مرة فى تاريخ ألمانيا، تجمع مناظرة تلفزيونية بين مرشحى ثلاث أحزاب رئيسية لمنصب المستشارية، وسط تقارب شديد بينها وفق استطلاعات الرأى، لكن المهمة الأصعب ستقع على عاتق مرشح المحافظين آرمين لاشيت.

وتشير الصحيفة إلى أن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، خاصة بالنسبة لمرشح حزب المحافظين آرمين لاشيت الذى تراجعت شعبيته فى الأشهر الأخيرة بشكل واضح، الوضع ذاته وإن بحجم أقل تعانى منه مرشحة الخضر أنالينا بيربوك، أما المرشح الثالث فهو فى وضع أكثر أريحية، ويتعلق الأمر بأولاف شولتس مرشح الحزب الاشتراكى الديموقراطى الذى "فاجأ الجميع حتى أعضاء حزبه" بحملة انتخابية ناجحة كما أشارت إلى ذلك الصحافة المحلية. 

تأتى المناظرة فى وقت تتنبأ فيه استطلاعات للرأى بنتائج شديدة التقارب بين الحزبين الشعبيين، التحالف المسيحى الديمقراطى والحزب الاشتراكى الديموقراطى، وقبل يومين أشارت آخر الاستطلاعات إلى نسبة 22% لكل منهما، يليهما حزب الخضر بنحو 20%، لكن استبيانا جديدا لنوايا الناخبين أعدّ من قبل وكالة "إنسا" لصالح صحيفة "بيلد أم زونتاج" وأُعلنت نتائجه صباح الأحد، منح الاشتراكى حتى 24 بالمائة، أى بزيادة 2%من عدد الأصوات، مقابل 21% للتحالف المسيحى الذى خسر نقطة مأوية.

ومن المنتظر أن تشهد فترة ما بعد الانتخابات العامة المزمع إجراؤها فى سبتمبر المقبل، مشاورات ائتلافية فى غاية التعقيد فى ظل وجود مزيج من ثلاثة أحزاب، إلى جانب الحزب الليبرالى الحر الذى قد يحسم وجه الائتلاف القادم، فى ظل استبعاد جميع الأحزاب الديمقراطية إلى غاية الآن لإمكانية التحالف مع الحزب الشعبوى "البديل من أجل ألمانيا".

وندّدت مجلة دير شبيجل يوم أمس السبت بـ"المستوى المؤسف للحملة" فى مواجهة "التهديد الهائل" المتمثل فى ظاهرة الاحترار المناخى التى تُعزى إليها جزئيًّا الفيضانات المميتة فى يوليو فى غرب ألمانيا.

حالها فى ذلك حال باقى الصحف الألمانية العريقة التى انتقدت بقوة كون أن الحملة الانتخابية ركزت بشكل كبير "على الأشخاص" أكثر من البرامج والقضايا.

فى المقابل، أجمع المحللون أن المناظرة الثلاثية التى من المنتظر أن يتابعها الملايين من الألمان، من شأنها التأثير بقوة على "المزاج الانتخابي"، علما أن الاقتراع عبر البريد قد بدأ بالفعل.

ولهذا من المتوقع بعد المناظرة أن يسارع الكثيرون إلى الاقتراع عبر البريد، وفقًا لما يقول أستاذ العلوم السياسية فى جامعة دويسبورج- إيسن، البروفسور كارل رودولف كورته. 

وصوّت حوالى ثلث الناخبين الألمان تقريبًا فى انتخابات عام 2017 عن طريق الرسائل البريدية، ويتوقع هذا العام أن ترتفع النسبة بسبب جائحة كورونا، وأظهر استطلاع حديث أن نسبة الناخبين عبر البريد فى ألمانيا ستزيد بشكل كبير خلال انتخابات 26 سبتمبر المقبل مقارنة بالانتخابات قبل أربعة أعوام.

وكان 28,6% من الناخبين فى الانتخابات البرلمانية السابقة فى عام 2017 قد أدلوا بأصواتهم عبر البريد، فيما كانت تبلغ النسبة فى الانتخابات التى تسبقها 24,3%.

بينما أظهر الاستطلاع أيضًا أن التصويت عبر البريد أكثر تفضيلا فى غرب ألمانيا مقارنة بشرقها، وأن النساء يفضلن هذه الوسيلة أكثر من الرجال. 

أما اليوم الأحد، فقد جاء فى استطلاع أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأى بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية أن نحو 38%، ممن شملهم الاستطلاع ذكروا أنهم لا يعتزمون الذهاب إلى مراكز الاقتراع ولكنهم سيدلون بأصواتهم عبر البريد.

وذكر 39% تقريبا ممن شملهم الاستطلاع أنهم يعتزمون الذهاب بأنفسهم لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات، فيما ذكر 22% ممن شاركوا فى الاستطلاع أنهم لم يحسموا أمرهم بعد.