الأسرة والمجتمع.. وراء كل عظيم أسرة عظيمة

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب
تحدثنا فى مقال سابق جاء تحت عنوان "الحوادث الزوجية والمجتمع (1).. التهويل والتعميم فيهما ظلم عظيم" حول ما يتم تداوله على منصات السوشيال ميديا لعدد من الجرائم العائلية، وحال الأسرة في عصر الحداثة، وتصوير الأمر بأن الأزواج يقتتلون وفى معركة حامية الوطيس، وأكدنا أننا لا ننكر تزايد ولا تنامى هذه الجرائم، ولكن ليس من المعقول ولا من المنطق أن نعمم على مجتمع تعداد سكانه قرابة الـ104 ملايين نسمة، ويكون هذا حاله، مطالبين بمواجهة الظاهرة من باب أن الأسرة عماد المجتمع، وإحداث حالة من السلام المجتمعى.
 
لذا، يجب على الأفراد وكافة المؤسسات، التعامل مع مثل القضايا والظواهر من باب الوقوف بالمرصاد والمسئولية المجتمعية لتأثيراتها الخطرة على المجتمع، وأول هذه الجهود الواجب بذلها ترسيخ ثقافة المحبة والرحمة والسلام والحوار، في ظل تراجع أخلاقى نحن لا ننكره، أبرز تراجع في السلوكيات بين الناس لعوامل كثيرة، أهمها انشغال الأسرة عن الدور المنوط بها في تربية الأبناء والحفاظ على مسكن الزوجية.
لكن بدلا من الانجراف والانحراف الحادث على منصات السوشيال ميديا بشأن الحوادث الزواجية، والذى يؤدى قطعا إلى تشويه الأسرة، وخسارة ما تبقى منها، علينا أن نعلم أنه قد باتت الحاجة ملحة لاستعادة دورة الأسرة الحقيقى، ومحاولة النهوض بها وتقويمها، وغرس الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة المستمدة من ثقافتنا النقية وشرعنا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا المجتمعية المنضبطة التي توارثناها جيلا وراء جيل، لأن مكمن الخطورة في التعامل مع هذه الظاهرة بالتهويل وبالتعميم كما هو حادث على منصات السوشيال ميديا سيعبث قطعا في المنظومة الأخلاقية للمجتمع مما يؤدى إلى عواقب وخيمة وكارثية كزيادة الشقاق بين أفراد الكيان الواحد، والنفخ في نيران الكراهية والتعصب، فنعم لا تهوان ولا تهويل، فثبات القيم الأخلاقية ونظافة وطهارة سلوكيات الأفراد كفيل بنشر السلام والمحبة وتحقيق الأمان وإحداث التعايش في المجتمع مهما اختلفت فيه العقائد والأديان.
 
فالبناء الأسرى يا سادة، إذا تم على أسس من الصحة والسلامة يخلق مجتمعا صالحا ويساهم فى رقى الوطن واستقرار المجتمع، فلكم أن تتخيلوا عظمة الأسرة التي يعتبر دورها الرئيسى اكتشاف مهارات الفرد وتنمية معارفه، وتشكيل كيانه ووجدانه، بل أنها هي من تغرس في الفرد الولاء والانتماء والوطنية والاتجاهات الرشيدة، فبضياعها أو تشويهها أمر جل خطير سواء على الكيان الغير بل يمتد إلى الأمن المجتمعى والقومى، فحقا شأنها عظيم وبنجاحها تنهض الأمم وتسعد المجتمعات وتكثر النوابغ، فوراء كل عظيم أسرة عظيمة.
 
وختاما، نستطيع القول، إنه يجب أن لا ننساق وراء تهويل مواقع التواصل الاجتماعى بشأن الجرائم العائلية، فنعم ندرس ونفهم لنحد من مخاطرها وأخطارها لكن نضعها في موضعها السليم، وأن لا ننسى قول الله جل شأنه "يَا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ"، وقال تعالى  "ومن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، وقال سبحانه: "سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ".. 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

هالاند يتصدر أغلى 10 لاعبين انضموا إلى البريميرليج دون اللعب فى إنجلترا

انتحار جندى إسرائيلى فى لواء غولانى بعد مثوله للتحقيق مع الشرطة العسكرية

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول


الطقس اليوم الخميس 10-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

حرارة الصيف تحرق سيارتك دون أن تدرى.. 7 إجراءات تحميك من الكارثة

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

دودا يهدد "الناتو" بإغلاق مركز المساعدات العسكرية لأوكرانيا

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي


الزمالك يدرس الاستغناء عن صلاح مصدق لتقليص عدد الأجانب

نجوم الغناء يلحنون أغانيهم فى ألبوماتهم الجديدة

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

انفوجراف.. آخر مستجدات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس الرئيسى

تذكرتى تطرح برومو حفل أنغام نجمة افتتاح مهرجان العلمين بنسخته الثالثة

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

بتروجت يناقش العرض القطري للفلسطيني حامد حمدان بعد موافقة سيد عيد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى