نجيب محفوظ .. السائر فى دروب الدنيا بوعى

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
إن قلت إن الكاتب العالمى نجيب محفوظ (1911-2006) الذى تمر اليوم ذكرى رحيله، كان فاهمًا للحياة بصورة كبيرة، فإننى لن أقول جديدًا، ولكننى مهتم بتتبع كيف كان يفعل ذلك؟.
 
بعيدًا عن العمر المديد الذى رزقه الله سبحانه وتعالى لنجيب محفوظ حيث عاش 95 عاما لم تفارقه ابتسامته ولم تخفت ضحكته حتى فى ظل الظروف الصعبة التى مر بها، ومنها حادث الاعتداء الآثم الذى تعرض له فى أكتوبر من سنة 1994، على يد الجهلة والمتطرفين، فقد كان محفوظ يملك روحا مرحة على الدوام ويمكن أن نلاحظ ذلك فى حواراته ولقاءاته.
 
أما فى أعماله الأدبية فكونه مغرمًا بتتبع المصائر، فقد كان يدرك دائما أنه سيكون من بعد قوة ضعفًا، وتكفى شخصية "السيد أحمد عبد الجواد" بطل "الثلاثية" الشهيرة لتعرف أن الجميع فى النهاية يستسلمون للزمن القاسي، لذا أوقن نجيب محفوظ طالما أن الاستسلام لا مفر منه فلماذا نستعجله؟.
 
ومن قرأ رواية "حديث الصباح والمساء" أو حتى شاهد العمل التليفزيوني المستوحى منها، سيعرف بصورة مباشرة رؤيته فى الحياة والموت، لقد كان يعرف أن كل شيء إلى نهاية، وأن الذين يأتون من بعدنا لن يشغلوا أنفسهم كثيرا بنا نحن الذين انقضت أيامنا، فحياتنا بطولها وعرضها ليست أكثر من نصف صفحة فى رواية قصيرة، لقد كانت لنا حياتنا، وهم لهم حياتهم، لذا لم يكن يسمح بالقلق المتزايد أن يسيطر عليه.
 
أما ملحمة الحرافيش بكل ما بها من سطوة وجبروت، فقد كانت الأحوال فيها سريعة التبدل والتغير، فنجد فتوة يضرب على أم رأسه، وصعلوكا يصبح فتوة، وفقيرا يثرى، وثريًا يتسول قوت يومه، نعم، إننا لا نعرف شيئًا عن غدنا، فقط علينا أن نعيش للغد كى نعرف.
هكذا كان نجيب محفوظ محيطا بالدنيا، يعرف ضعفها وقوتها، فاختار أن ينجو بنفسه وخفة روحه، قال فى نفسه ليأتى النجاح وتهل الشهرة، ثم ليأتى الضعف يتبعه الموت، فلقد قرر ذات يوم مبكر من حياته أن هذه أمور لا يملك زمامها تمامًا، ولكنه يملك زمام رؤيته لها، فعاش راضيًا يعمل بجد وصبر وانتظام، مرحًا قدر استطاعته ومبدعا أكثر مما نتخيل نحن.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

عبد الله بن الزبير.. لم يأخذ حقه

عبد الله بن الزبير.. لم يأخذ حقه الأحد، 29 أغسطس 2021 10:31 ص

تجديد الخطاب الثقافى

تجديد الخطاب الثقافى الثلاثاء، 24 أغسطس 2021 09:32 ص

ويعيش سعد زغلول

ويعيش سعد زغلول الإثنين، 23 أغسطس 2021 08:56 ص

وزارة الثقافة وحياة كريمة

وزارة الثقافة وحياة كريمة الأحد، 22 أغسطس 2021 08:59 ص

لصوص غير ظرفاء

لصوص غير ظرفاء السبت، 21 أغسطس 2021 11:13 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتشار سيارات الإطفاء وخزانات استراتيجية بمحيط حريق سنترال رمسيس

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين

تأجيل محاكمة 16 متهما بـ"خلية الهيكل الإدارى" فى الهرم لجلسة 17 أغسطس

ربنا يرحمهم.. أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس (إنفوجراف)

فرص عمل جديدة في البوسنة والهرسك برواتب 52 ألف جنيه شهريا.. التفاصيل


النيابة العامة تأمر بحبس 11 سائقًا لسيرهم عكس الاتجاه بالطريق العام

وزير الإنتاج الحربى: نستهدف تخريج مهندسين أكفاء وفقا لاحتياجات سوق العمل

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس.. صور

النيابة تصرح بدفن ضحايا حريق سنترال رمسيس


هنا الزاهد نجمة موسم صيف 2025 السينمائى بـ3 أفلام فى يوليو

أكرم القصاص يكتب: دور مصرى بلا بديل.. القاهرة وحروبها ضد التهجير ومناورات وجرائم نتنياهو

إخماد حريق داخل شقة سكنية فى أوسيم دون إصابات

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

الطقس اليوم.. شديد الحرارة وشبورة ورطوبة عالية والعظمى بالقاهرة 37 درجة

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

تغير المناخ يهدد أفريقيا.. تقلبات الطقس المتطرفة تهدد المجتمعات المحلية.. توقع بارتفاع الحرارة بمعدل 4 درجات بحلول 2050.. ارتفاع مستوى البحر 20 سم منذ عام 1900.. والظواهر الجوية الشديدة زادت 3 أضعاف في 35 عاما

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

إصابات خطيرة بين جنود الاحتلال في شمال غزة

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى