أكرم القصاص يكتب: لماذا لا ينتقل الوعى بسرعة الشائعات على مواقع التواصل؟.. زيادة طرق النشر كانت تنبئ بمواجهة أسهل لفيروس كورونا لكن حدث العكس.. والأرقام الضخمة للمستخدمين لم تساعد فى توفير الاطمئنان

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بالأرقام.. أكثر من نصف المصريين لديهم حسابات على فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى، حسب إحصائيات مراكز دولية منها «كراود أنالايزر» لرصد مواقع التواصل الاجتماعى، وهذه الأرقام فى تزايد مستمر، ونفس الأمر فيما يتعلق بأرقام ونوعيات البحث على محركات البحث وأشهرها جوجل، وهذه الإحصائيات تكشف عن حجم نمو واسع، يجعل كل المصريين والعرب على اتصال بعالم السوشيال ميديا وتطبيقاته مثل «كلوب هاوس» وغيره.
 
وحسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد الشباب من 18 - 29 سنة، 21.3 مليون نسمة بنسبة 21 % من إجمالى السكان، 66.2 % منهم يستخدمون الحاسب الآلى، وعدد الشباب الذين يستخدمون شبكة الإنترنت 71.2 %، وعدد الذين يستخدمون فيس بوك وتويتر 98.3 %، و99.9 % من الشباب يستخدمون الهاتف المحمول.
 
وحسب تقرير أصدرته شركة Hootsuite عن حالة الإنترنت فى العالم، ونشر على منصة «سلايدشير» العالمية، فإن عدد المستخدمين النشطين على منصات التواصل الاجتماعى حول العالم ارتفع فى أكتوبر الماضى إلى نحو 4.14 مليار مستخدم نشط، من بين 7.81 مليار نسمة هم عدد سكان العالم.
 
حيث يتزايد اعتماد الناس أفرادا وشركات ومؤسسات على شبكات التواصل الاجتماعى للتواصل والعمل والتسويق وتناقل الأخبار والمعرفة، وسرّعت جائحة كورونا من مضاعفة هذه الأرقام بنسبة تصل إلى 53 %، كل هذه الأرقام تشير إلى أن حجم وشكل ومضمون ما يتم تناقله عبر العالم، بين المنصالت العالمية وأيضا الإقليمية والمحلية، يجعل هناك مجتمعا افتراضيا موازيا، يتسع كل يوم ويشكل عالما قادرا على الاتصال والمناقشة والجدل. 
 
بالطبع، فإن منصات التواصل تحقق من خلال هذه الصورة مليارات الدولارات فى شكل أرباح، لكن هذا العالم يصنع مجتمعه وتأثيراته، ومن المفارقات أن هناك شكاوى بين الأسر والمجتمعات من أن كل هذه الاتصالات، التى يوفرها عصر الاتصالات والتواصل، بالرغم مما تتيحه من فرص للتواصل، فإنها أحيانا لا تقدم للمواطن عبر العالم يقينا أو فهما للتعامل مع الواقع بقدر ما تثير نوعا من الارتباك. 
 
وقد طرحنا مع عدد من المحللين أنه مع ظهور فيروس «كوفيد -  19» كان التصور أن وجود كل هذه الطرق والوسائل للنشر وتبادل المعرفة، يمكن أن يمثل ميزة للمساعدة فى نشر الوعى والصمود فى مواجهة فيروس يهدد البشر، لكن الأمر كان عكسيا، فقد كانت أخبار الرعب والخوف والشائعات تنتشر، بينما لا ينتشر الوعى بين الناس بنفس الطريقة، وواجهت المنظمات الصحية أزمة الأرقام الضخمة للمستخدمين التى لم تساعد فى توفير حالة من الاطمئنان.
 
كان الصوت الأعلى فيما يتعلق بالنشر والنصائح لغير المتخصصين، مقابل انسحاب المختصين أو أنهم ربما لم يكونوا قادرين على التعبير باحترافية نشطاء قادرين على تقديم المحتوى، ولهذا شاعت ولا تزال الكثير من الأخبار غير الدقيقة فيما يتعلق بأخبار الفيروس ومواصفاته وحتى طرق علاجه وكيفية التعامل معه، وشاعت معلومات وأخبار منسوبة لمركز أبحاث أو عالم أو خبير، كان من الصعب على مستخدم فيس بوك أو مواقع التواصل أن يعود إلى كل خبر ليبحث فى مدى صحته أو صحة انتسابه لهذا المركز أو ذاك العالم.
 
ونحن نضرب مثلا بفيروس كورونا، لأنه أحدث نموذج يكشف عن حجم التضارب والارتباك فى عصر يفترض أن الإنسان فيه أكثر إطلاعا واتصالا بالمواطنين فى العالم من حوله، ويمكن استكشاف نفس الارتباك عند طرح ومناقشة قضايا أساسية، مثل التعليم أو الامتحانات أو الدرجات أو تنسيق الجامعات، حيث يغرق الجميع فى بحور من البث، تتداخل فيها المعلومات بالآراء الشخصية.
 
ومن مفارقات العصر أن أعدادا كبيرة من المستخدمين كانوا قبل كورونا يرفضون ويعارضون ويتشككون فى إمكانية توظيف الإنترنت والتواصل فى التعليم أو العمل، لكن الفيروس فرض حجرا منزليا لفترات طويلة، واضطر العديد من العاملين إلى ممارسة العمل من المنزل عن بعد، وقبلوا بالاضطرار ما سبق لهم رفضه بالاختيار. 
 
بالطبع، عصر الاتصالات والتواصل يقدم الكثير من الإمكانات للبشر، لكنه يجعل انتقال وتبادل الارتباك أكثر من إتاحة الوعى.
p

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

الأكثر قراءة

رد فعل مثير للجدل من محمد صلاح وفان دايك على تصريحات نجم أرسنال.. فيديو

محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوى العام

صانع التاريخ.. الصحف العالمية تحتفى بثلاثية محمد صلاح الذهبية

اشتباكات عنيفة في الفاشر غرب السودان بين الحركة الشعبية والدعم السريع

ترامب: إيران كانت ستطور سلاحا نوويا خلال أسابيع لولا الضربات الأمريكية


السكة الحديد تطلق خدمة Premium Lounge لركاب القاهرة الإسكندرية

نتيجة تقليل الاغتراب.. اليوم إتاحة النتيجة عبر موقع التنسيق الإلكترونى

اليوم.. نظر محاكمة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان فى الطالبية

الإليزيه: رسالة نتنياهو لماكرون لن تمر دون رد وتحليلاته "وضيعة وخاطئة"

بعثة سيدات الطائرة تغادر إلى تايلاند للمشاركة فى بطولة العالم


مقتل 27 مصليا برصاص مسلحين فى مسجد شمال نيجيريا

بشرى لأهالى الإسكندرية.. هدم كوبرى المندرة بالكامل وحل أزمة المرور شرقا.. المحافظة تعلن انتهاء المسارات البديلة.. المشروع امتداد لتوسعة الكورنيش 5 حارات.. وتجهيز الطريق لاستكمال مسار مترو أبوقير.. فيديو وصور

تعديل موعد جنازة والد محمد الشناوي إلى بعد صلاة الظهر بكفر الشيخ

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

دفاع قاتل الإعلامية شيماء جمال يكشف تفاصيل تنفيذ حكم الإعدام للمتهمين

تنفيذ حكم الإعدام فى قتلة الإعلامية شيماء جمال.. والأسرة تعلن موعد العزاء

مرسى علم مالديف مصر قلب الطبيعة البكر فى محمية وادى الجمال.. الأسطورة التى سقطت من السماء فى بحيرة النيزك.. وموطن السلاحف وعروس البحر فى أبو دباب.. ويستقبل مطارها الأسبوع الجارى 185 رحلة طيران أوروبية.. صور

دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا يوم السبت 23 أغسطس

جدول ترتيب الدورى الممتاز.. المصرى يتصدر

رسميا.. محمد صلاح أفضل لاعب فى إنجلترا من رابطة المحترفين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى