مشروع قومى جديد لإحياء سحر وجمال صالة الأعمدة الكبرى.. الترميم يعيد رونق النقوش والكتابات الفرعونية.. مدير معابد الكرنك: ترميمات دقيقة تتسق مع الأسس الدولية.. ويؤكد: يتزامن مع افتتاح طريق الكباش بحفل عالمى..صور

أكثر من 134 عامودا بارتفاع 20 مترا للواحد داخل "صالة الأعمدة الكبرى" فى معابد الكرنك، تشهد أضخم مشروعا قوميا جديدا بأيادى فرق الترميم والعمال والأثريين المصريين، وذلك لإظهار السحر والجمال والألوان البديعة والنقوش والكتابات الهيروغليفية التى نقشت منذ آلاف السنين على جدران الأعمدة، وذلك ضمن المشروعات والتطوير الشامل فى معابد الكرنك ومعبد الأقصر قبيل الاحتفال العالمى لافتتاح طريق الكباش الفرعونى.

وفى هذا الصدد، يقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن فريق الترميم من وزارة السياحة والآثار، أنهى بالتعاون مع عدد من خريجى أقسام الترميم بجامعتى الأقصر وجنوب الوادى ومعهد الترميم بالأقصر، من ترميم ما يقرب من 60% من أعمال ترميم العامود الأول بصالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك وإظهار ألوانه الأصلية، وذلك بعد إزالة آثار التلف التى سببتها عوامل التعرية، وجارى استكمال أعمال الترميم لباقى الأعمدة تباعاً.

وأضاف الدكتور مصطفى وزيري، أن أعمال الترميم الجارية بصالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك ستشمل ترميم الأعمدة التى على هيئة زهرة البردى المفتوح كمرحلة أولى ثم باقى الأعمدة كمرحلة ثانية، وذلك تمهيدا للافتتاح الوشيك لمشروع تطوير طريق الكباش فى احتفالية كبرى.

وعن أعمال الترميم بمعبد الكرنك، أشار الأستاذ غريب سنبل استشارى الحفظ والترميم بالمجلس الآعلى للآثار، إلى أنها تشمل صالة الأعمدة الكبرى، حيث جارى العمل الآن على إزالة الأتربة ومعالجة آثار عوامل التعرية من على الأعمدة والبالغ عددها 134 عمودًا وارتفاع كل واحد منها نحو 20 مترًا، بالإضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها وإظهارها بشكل واضح، لافتا إلى أن أعمال الترميم شملت أيضا تمثال الملك تحتمس الثانى الموجود بالصرح الثامن بمعبد الكرنك، مضيفا أنه جارى أيضا البدء فى مشروع ترميم صالة الأعمدة بمعبد الأقصر، مؤكدا أن الأعمال بالمعبدين تنفذ بناء على دراسات علمية دقيقة أجراها فريق العمل للوقوف على أنسب طرق الترميم والتى تتناسب مع الحالة الراهنة للأثر، وتتسق مع الأسس العلمية التى أقرتها المواثيق الدولية.

فيما يقول صلاح الماسخ مدير بمعابد الكرنك، أنه يجرى العمل فى مشروعات متنوعة بالكرنك أيضا لخدمة حركة السياحة خلال الفترة المقبلة، ومن أبرزها العمل فى ترميم صالة الأعمدة الكبرى وإظهار ألوانه، فهو أكبر بهو يضم أعمدة فى مختلف أنحاء العالم، حيث أن البهو طوله 52 م وعرضه 103 م وبه 134 عمودا من الحجر الرملي، وهذه الأعمدة مكونة 16 صفا، وقد أجمع العلماء على أنه فى البداية لهذا البهو وأعمدته كان الملك أمنحتب الثالث، حيث أقام الممريين الرئيسيين ويشملان على 12 عامودا بساق أسطوانية فى أسفلها وتاج على شكل زهرة البردي، وكل عامود يبلغ ارتفاعه 19.5م.

وأضاف صلاح الماسخ لـ"اليوم السابع"، أن صالة الأعمدة الكبرى أو بهو الأعمدة العظيم يعتبر أكبر بهو فى العالم وفى تاريخ البشرية بأكملها، وذلك نظراً لمساحته الكبيرة فى قلب معابد الكرنك أكبر دور عبادة فى التاريخ، موضحاً أنه بعد الملك أمنحتب الثالث وإقامته للممرين الرئيسيين وبهما 12 عامودا، أكمل الملك سيتى الأول باقى الأعمدة والبالغ عددها 122 عامودا فى 14 صفا وفى كل جانب 7 صفوف، وذلك بإجمالى 134 عامودا فى صالة الأعمدة، وجاءت أعمدة الملك سيتى الأول أقل طولاً من أعمدة الملك أمنحتب الثالث، حيث أن العامود جاء بطول 15 مترا فى عهد سيتى الأول، وجميعها تتخذ شكل براعم البردى، وفى البهو سقف على مستويين، وتم عمل شبابيك من الحجر تسمح بتسريب الضوء لتنير البهو بالكامل، وعقب ذلك جاء الملك رمسيس الثانى، ونقش اسمه على كافة الأعمدة داخل البهو، وذلك بحسب المؤرخين الأثريين على مر العصور.

وأوضح مدير بمعابد الكرنك، أنه بالنسبة لنقش قاعة الأعمدة فتحتوى صالة الأعمدة على نقش للملك رمسيس الثانى مع آلهة ثالوث مدينة طيبة، وكذلك نقوش لانتصارات الملك سيتى الأول والملك رمسيس الثانى ورسومات لمواكب الجنائزية الملكية فى الحضارة الفرعونية، كما أنه بالنسبة لنقش الجدار الشمالى فتحتوى جدران الأعمدة بالجدار الشمالى على مناظر للملك سيتى الأول يركع تحت الشجرة المقدسة أمام الإله جحوتى ثم نقش للملك اثناء لحظة انتصاره على أعداء مصر الأسيويين، حيث كان الملك سيتى الأول يتخذ من منطقة الجدار الشمالى معبدا لأداء الطقوس الدينية كما كان معتقد قديما عند الفراعنة، وبالنسبة لنقش الجدار الجنوبى فستشاهد نقش للملك رمسيس الثانى يحمل البخور أمام مركب الإله أمون، ومجموعة من الكهنة تلبس قناع صقر ومجموعة أخرى برأس أبناء أوى ثم مركب الإله خنسو والإله موت، وستشاهد نقشا للملك رمسيس الثانى لحظة انتصاره على السوريين، بالإضافة لنقش يحتوى على نصوص باللغة المصرية القديمة يحكى تفاصيل معركة قادش التاريخية، وكتب الأديب والشاعر المصرى القديم بنتاؤور هذه القصائد وحفرها على جدران الأعمدة، كما تشاهد نقوشا ملكية بأسماء الملوك على الجدران، مثل خراطيش الملك رمسيس الثالث والملك رمسيس الرابع والملك رمسيس السادس والملك حرى حور.