سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 أغسطس 1970.. القاهرة ترفض الرد على احتجاج بغداد حول إذاعة ونشر رد «عبدالناصر» على خطاب الرئيس العراقى أحمد حسن البكر

أحمد حسن البكر وجمال عبد الناصر
أحمد حسن البكر وجمال عبد الناصر
أخطرت مصر، الإدارة الأمريكية فى يوم 22 يوليو 1970 قبولها مبادرة وزير خارجيتها «روجرز» بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، فغضبت بعض الأطراف العربية، وشنت هجوما عنيفا ضد جمال عبدالناصر واتهمته بالاستسلام، وكان النظام البعثى الحاكم فى العراق الأكثر نشاطا فى هذا المجال.
 
كانت «مبادرة روجرز» هى المحصلة السياسية لحرب الاستنزاف المصرية الشهيرة، وفقا للكاتب الصحفى محمود عوض فى كتابه «اليوم السابع، الحرب المستحيلة.. حرب الاستنزاف»، مضيفا: «فى مساء 23 يوليو 1970 قام جوزيف سيسكو وكيل وزارة الخارجية الأمريكية، بإخطار السفير الإسرائيلى إسحق رابين، بأن مصر قبلت بمبادرة روجرز ضد كل التوقعات، ويقول رابين: فيما بعد عرفت أنهم «أى المصريين» صاغوا ردهم بطريقة ماهرة جدا، فهم يقبلون بالمبادرة، ولكنهم يؤكدون فى نفس الوقت تفسيرهم المعروف للقرار 242».
 
يذكر «عوض»، أن عبدالناصر قال أثناء مناقشته للموضوع فى اجتماع مجلس الوزراء: «تحركنا الأخير وقبولنا لمشروع روجرز له مزايا وعيوب، وهناك مصريون سيعارضون المشروع، وآخرون سيؤيدونه مرددين: ما قلنا من زمن إن الأمريكان هم اللى يحلوا القضية».. وقال أمام المؤتمر الطارئ للاتحاد الاشتراكى يوم 24 يوليو 1970: «المبادرة مجرد تنفيذ لقرار مجلس الأمن، وأنه شخصيا ليس لديه سوى نصف فى المائة من الأمل بتنفيذها، وإنما هو يرى قبولها بالدرجة الأولى من أجل اعتبارات عسكرية خاصة بنا».
 
رفضت فصائل فلسطينية المبادرة، وكذلك العراق وكانت الأعلى صوتا فى الرفض، ووصل  الأمر بها إلى تنظيم مظاهرات ضد موقف عبدالناصر، وأرسلت إلى القادة العرب برسائل حول موقفها، وفى يوم 3 أغسطس 1970 نشرت جريدة «الأهرام» النص الحرفى والكامل لرد عبدالناصر على رسالة الرئيس العراقى أحمد حسن البكر، وكان مبعوثا خاصا وصل بها  إلى القاهرة وهو «مرتضى الحديثى» عضو مجلس قيادة الثورة العراقى ووزير العمل والشؤون الاجتماعية.. حمل «الحديثى» رد عبدالناصر وكان أبرز ما جاء فيه: «ليست بالشعارات تدور الحرب وتتم معارك التحرير، ولماذا لا توجهون النار للعدو؟.. لماذا لا يوجه العدو النار إليكم؟.. لقد دهشت إلى حد كبير من المسيرة التى نظمتها السلطات العراقية، سواء كانت رسمية أو حزبية ضد الجمهورية العربية المتحدة، وأنا أقول ذلك صراحة لأننى تعودت ألا أدارى أو أدور من حول الأشياء.. أما كان هناك أجدى من هذه المسيرة ضدنا.. وثقتنا غير محدودة بشعب العراق وجيش العراق».
 
تقدمت وزارة الخارجية العراقية بمذكرة احتجاج إلى السفارة المصرية فى بغداد، حول نشر «الأهرام» لرد عبدالناصر على خطاب «البكر»، حسبما تذكر الأهرام يوم 5 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1970.. ذكرت «الأهرام»، أن الخارجية العراقية قالت فى مذكرتها: «إن نشر هذا الخطاب لا ينسجم مع واقع العلاقات بين البلدين والحرص على وحدة الصف العربى».
 
رفضت وزارة الخارجية المصرية الرد على الاحتجاج العراقى، لكنها سجلت ملاحظات ذكرتها الأهرام، وهى: «إن تدبير المظاهرات ضد الجمهورية العربية المتحدة «مصر» وإذاعتها بالراديو والتليفزيون، وأن حملة التحريض التى يشنها النظام الحاكم فى بغداد، وقد وصلت هذه الحملة إلى حد دفع مبالغ ضخمة من المال إلى أكثر من عاصمة عربية لتمويل مظاهرات ضد القاهرة - ولم تنجح هذه الحملة فى أى عاصمة عربية - لا يمكن أن تكون هى الشىء الذى ينسجم مع واقع العلاقات بين البلدين والحرص على وحدة الصف العربى».
 
وأضافت «الخارجية المصرية»، أن الرئيس أحمد حسن البكر نشر رسالته إلى الرئيس جمال عبدالناصر فعلا، وقبل أن تصل هذه الرسالة إلى القاهرة، وذلك فى مقدمة وصلب عدد من البيانات التى صدرت عن الحكومة العراقية، وكان آخرها بيان هذه الحكومة التى أعلنت فيه مقاطعتها لأعمال مجلس الدفاع المشترك الذى كان مقررا فى طرابلس قبل أيام، وبالتالى فإن نشر خطاب الرئيس جمال عبدالناصر بعد وصوله فعلا إلى بغداد كان ردا عمليا ومنطقيا على موقف النظام العراقى.
 
وكشفت «الأهرام»، أن مذكرة الاحتجاج التى تقدمت بها وزارة الخارجية العراقية جاء فيها: «إن الحكومة العراقية ستحتفظ بحقها فى مواجهة هذا الإجراء واتخاذ ما تراه مناسبا»، وذكرت «الأهرام» أن مندوبها الدبلوماسى علم أنه بعد دراسة هذا الاحتجاج فإن الرأى استقر على عدم الرد عليه اكتفاء بمواقف القاهرة المعلنة فى كل ما صدر عنها من وثائق فى الأسبوع الأخير، ورفض الدخول فى أى مناقشة على هذا المستوى مع الذين لا تعنيهم من القضية العربية إلا مواقف التخريب والكراهية».     
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد

10 تغييرات فنية لأندية الدوري استعدادا للموسم الجديد

وزارة الصحة توجه نصائح هامة لتجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى


مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء

ياسين مرعى صفقة الأهلى الثامنة فى الميركاتو الصيفى

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين

صحتك بالدنيا.. استشارى توضح إزاى ما تحرمش طفل السكر من الحلوى.. علامات لأورام الكلى تلزم الفحص فورا.. روشتة مريضة الغدة الدرقية بفترة الحمل.. أطعمة لتجنب سرطان المعدة.. وهذه الطريقة الصحية لصنع عصير الفاكهة


الإسماعيلى يقدم مدربه الجديد الجزائرى ميلود حمدى وجهازه الفنى.. صور

إعلام عبري: اتصالات مستمرة من أجل صفقة.. وكاتس: تقرر المضي نحو اتفاق

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

تأثر خدمات الاتصالات جزئيًا بعد حريق سنترال رمسيس.. ومحاولات لإعادة التشغيل

أرقام ياسين مرعي مع فاركو في الموسم الماضي قبل الانتقال للأهلي

الزمالك يحصل على 15% من قيمة صفقة انتقال ياسين مرعى من فاركو للأهلى

تداعيات أزمة لوحات الفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. الإعلامية مها الصغير تعتذر وتؤكد: مروري بأصعب ظروف فى حياتي ليس مبررا وزعلانة من نفسي.. والمجلس الأعلى للإعلام يستدعى الممثل القانوني لقناة "ON E"

وزارة التعليم تمد فترة التقدم لرياض الأطفال حتى 15 يوليو الجارى

الحوثيون يغرقون سفينة تتعامل مع إسرائيل في البحر الأحمر بخمس صواريخ

شاهد مهارات شيكو بانزا نجم منتخب أنجولا ولاعب آستريا أمادورا المرشح للزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى