ما حدث فى وقعة الحرة بـ مدينة رسول الله.. ما يقوله التراث الإسلامى

البداية والنهاية
البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
واحدة من الأحداث الصعبة التى وقعت فى التاريخ الإسلامى وقعة الحرة فى زمن يزيد بن معاوية فى سنة 63 هجرية، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟

يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان ثم "دخلت سنة ثلاث وستين"

 

فيها كانت وقعة الحرة: وكان سببها أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية وولوا على قريش عبد الله بن مطيع، وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة بن أبى عامر.
 
فلما كان فى أول هذه السنة أظهروا ذلك واجتمعوا عند المنبر فجعل الرجل منهم يقول: قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتى هذه، ويلقيها عن رأسه.
ويقول الآخر: قد خلعته كما خلعت نعلى هذه، حتى اجتمع شىء كثير من العمائم والنعال هناك، ثم اجتمعوا على إخراج عامل يزيد من بين أظهرهم، وهو عثمان بن محمد بن أبى سفيان ابن عم يزيد، وعلى إجلاء بنى أمية من المدينة.
 
فاجتمعت بنو أمية فى دار مروان بن الحكم، وأحاط بهم أهل المدينة يحاصرونهم، واعتزل الناس على بن الحسين زين العابدين، وكذلك عبد الله بن عمر بن الخطاب لم يخلعا يزيد، ولا أحد من بيت ابن عمر.
وقد قال ابن عمر لأهله: لا يخلعن أحد منكم يزيد فتكون الفيصل ويورى الصيلم بينى وبينه، وسيأتى هذا الحديث بلفظه وإسناده فى ترجمة يزيد، وأنكر على أهل المدينة فى مبايعتهم لابن مطيع وابن حنظلة على الموت.
 
وقال: إنما كنا نبايع رسول الله ﷺ على أن لا نفر، وكذلك لم يخلع يزيد أحد من بنى عبد المطلب.
 
وكتب بنو أمية إلى يزيد بما هم فيه من الحصر والإهانة، والجوع والعطش، وأنه لم يبعث إليهم من ينقذهم مما هم فيه وإلا استؤصلوا عن آخرهم، وبعثوا ذلك مع البريد.
 
فلما قدم بذلك على يزيد وجده جالسا على سريره ورجلاه فى ماء يتبرد به مما به من النقرس فى رجليه، فلما قرأ الكتاب انزعج لذلك وقال: ويلك! ما فيهم ألف رجل؟
قال: بلى.
قال: فهل لا قاتلوا ساعة من نهار؟
ثم بعث إلى عمرو بن سعيد بن العاص فقرأ عليه الكتاب واستشاره فيمن يبعثه إليهم، وعرض عليه أن يبعثه إليهم فأبى عليه ذلك، وقال: إن أمير المؤمنين عزلنى عنها وهى مضبوطة وأمورها محكمة، فأما الآن فإنما دماء قريش تراق بالصعيد فلا أحب أن أتولى ذلك منهم، ليتول ذلك من هو أبعد منهم مني.
 
قال: فبعث البريد إلى مسلم بن عقبة المزنى وهو شيخ كبير ضعيف فانتدب لذلك وأرسل معه يزيد عشرة آلاف فارس.
وقيل: اثنا عشر ألفا وخمسة عشر ألف رجل، وأعطى كل واحد منهم مائة دينار.
وقيل: أربعة دنانير، ثم استعرضهم وهو على فرس له.
وقال يزيد لمسلم بن عقبة: ادع القوم ثلاثا فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منهم وكف عنهم، وإلا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثا ثم أكفف عن الناس، وانظر إلى على بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا، وأدن مجلسه، فإنه لم يدخل فى شيء مما دخلوا فيه.
 
فلما وصل الجيش تلقاهم بنو أمية فجعل مسلم يسألهم عن الأخبار فلا يخبره أحد، فانحصر لذلك.
 
جاءه عبد الملك بن مروان فقال له: إن كنت تريد النصر فأنزل شرقى المدينة فى الحرة، فإذا خرجوا إليك كانت الشمس فى أقفيتكم وفى وجوههم، فادعهم إلى الطاعة، فإن أجابوك وإلا فاستعن بالله وقاتلهم، فإن الله ناصرك عليهم إذ خالفوا الإمام وخرجوا عن الطاعة.
 
فشكره مسلم بن عقبة على ذلك، وامتثل ما أشار به، فنزل شرقى المدينة فى الحرة، ودعا أهلها ثلاثة أيام، كل ذلك يأبون إلا المحاربة والمقاتلة.
 
فلما مضت الثلاثة قال لهم فى اليوم الرابع - وهو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة ثلاث وستين -.
 
قال لهم: يا أهل المدينة مضت الثلاث وإن أمير المؤمنين قال لي: إنكم أصله وعشيرته، وأنه يكره إراقة دمائكم، وأنه أمرنى أن أؤجلكم ثلاثا فقد مضت، فماذا أنتم صانعون؟
أتسالمون أم تحاربون؟
فقالوا: بل نحارب.
فقال: لا تفعلوا بل سالموا ونجعل جدنا وقوتنا على هذا الملحد - يعني: ابن الزبير -.
فقالوا: يا عدو الله، لو أردت ذلك لما مكناك منه، أنحن نذركم تذهبون فتلحدون فى بيت الله الحرام، ثم تهيأوا للقتال، وقد كانوا اتخذوا خندقا بينهم وبين ابن عقبة، وجعلوا جيشهم أربعة أرباع على كل ربع أمير، وجعلوا أجمل الأرباع الربع الذى فيه عبد الله بن حنظلة الغسيل، ثم اقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزم أهل المدينة إليها.
 
وقد قتل من الفريقين خلق من السادات والأعيان، منهم: عبد الله بن مطيع، وبنون له سبعة بين يديه، وعبد الله بن حنظلة الغسيل، وأخوه لأمه محمد بن ثابت بن شماس، ومحمد بن عمرو بن حزم، وقد مر به مروان وهو مجندل فقال: رحمك الله، فكم من سارية قد رأيتك تطيل عندها القيام والسجود.
 
ثم أباح مسلم بن عقبة، الذى يقول فيه السلف: مسرف بن عقبة - قبحه الله من شيخ سوء ما أجهله - المدينة ثلاثة أيام كما أمره يزيد، لا جزاه الله خيرا، وقتل خيرا خلقا من أشرافها وقرائها، وانتهب أموالا كثيرة منها، ووقع شرُّ عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد.
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جمال بيومى: إسرائيل لا تستطيع الصمود طويلا أمام الإرادة العربية لعدة اعتبارات

تفاصيل التحقيق مع متهم بتجارة العملة خارج نطاق السوق المصرفية

"الجنائية الدولية" ترفض العقوبات الأمريكية الجديدة.. وتؤكد تمسكها باستقلالها

لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى

موعد مباريات اليوم الخميس 21 – 8 – 2025 في الدورى المصرى


إيهاب توفيق وكنزى يقدمان أغنية الله عليك يا سيدى فى مهرجان القلعة (صور)

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

أسامة محرز عن سامو زين: إنسان جميل والتعاون معه أضاف لي الكثير

تنسيق الشهادات المعادلة 2025.. خطوات تسجيل الطالب بياناته ورغباته

حكاية دين بقيمة 100 ألف جنيه رفض صديق الفنان طلعت زكريا سدادها


وزير الخارجية يؤكد لـ "ويتكوف" أهمية استجابة إسرائيل لمقترح الهدنة فى غزة

"الصفدى" يؤكد دعم الأردن لمصر وقطر وأمريكا لوقف فورى ودائم لإطلاق النار فى غزة

مصدر مقرب من أنغام يكشف آخر مستجدات حالتها الصحية

يبحثون عن الأمل.. جهود رجال الحماية المدنية فى رفع أنقاض عقار الزقازيق.. صور

ماكرون: الهجوم العسكرى الإسرائيلى على غزة سيجر المنطقة إلى حرب دائمة

مودة بدوى تنافس على البرونزية ببطولة العالم للمصارعة

وزارة الصحة: تقديم 52.9 مليون خدمة طبية مجانية خلال 34 يوما بحملة 100 يوم صحة

نسرين طافش: أعود للإنتاج واستكمال مسلسلى التاريخى المتوقف بسبب الحرب

الرئيس السيسى يرحب مجددًا بقرار فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين فى سبتمبر

أدان هجوم نتنياهو الأخرق ضد ألبانيز.. مجلس يهود أستراليا يدعو لإنهاء التصعيد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى