أكرم القصاص يكتب: مستقبل العمل المدنى والمشاركة بعد خطوة الدولة.. الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تقوم على بناء وتوسيع دائرة التعبير عن الرأى فى مناخ من التفاعل والحوارمع ضمان التوزيع العادل لثمار التنمية

أكرم القصاص
أكرم القصاص
هناك الكثير من الأسئلة حول الخطوات التالية لإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتوقيت والآليات التى يمكن أن تتم، ومدى انعكاسها على المجال العام، واستعداد القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى للاندماج فى هذه الصيغة الجديدة، والتعامل معها بالشكل الذى ينعكس فى صورة المزيد من المشاركة والتعاون والتفاعل وإدارة التنوع، ضمن صيغة تضمن استمرار التوازن، وبالطبع فإن هذه المعادلة لها طرفان وعوامل مختلفة، طبيعى أن تكون قائمة على قراءة السياق الذى تمت فيه التطورات خلال السنوات الأخيرة، وسقوط الكثير من الرهانات، التى انطلقت للتشكيك، أو التوقعات التى ثبت خطؤها، الدولة المصرية تتحرك إلى الأمام وهى أكثر استقرارا وثقة، بما يسمح بالمزيد من المشاركة والتنوع. 
 
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تأتى بعد سنوات قدمت الدولة المصرية خلالها بعض الملفات، باعتبارها الأولى بالرعاية، على أن تكون فى مقدمة اهتمامات الدولة، وبالطبع فى ظل مواجهة الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، التى كانت تعانى من تراكمات على مدى عقود، لم تتجاهل الدولة ملفات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، واليوم تطرح خطة إضافية للتوسع فى هذه الحقوق، وتفتح المزيد من النقاش فيما يتعلق ببنود الحقوق السياسية والمدنية وحرية الرأى والتعبير. 
 
لقد كان على الدولة، خلال الـ8 سنوات، أن تحدد الأولويات، وتدعم بقاء الدولة وتقوية مؤسساتها وقدراتها على كل الأصعدة، وبالتالى كانت الأولوية لإصلاح الداخل اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، ومعالجة الاختلالات واستعادة تأثيرها الإقليمى. 
 
وبجانب تهديد الإرهاب، كانت مصر تواجه كهرباء مقطوعة، وأزمات فى الوقود والخبز، وبنية أساسية متهالكة، وبطالة، وكان على الدولة أن تحل المعادلة الصعبة، داخليا وخارجيا، وتسلك الطريق الأصعب، عملية إصلاح اقتصادى مؤلمة، تعويم الجنيه، إنهاء ازدواج سعر العملة، وتعديل سعر الوقود، وإعادة هيكلة الدعم، بحيث يستفيد الأكثر احتياجا، مع علاج سريع للأعراض الجانبية، من خلال معالجات اجتماعية ومضاعفة التمويل المباشر، «معاشات تكافل وكرامة، ومبادرة حياة كريمة».
 
لم تتوقف الدولة عند مواجهة أو إصلاح الاقتصاد، وتم طرح مبادرة علاج وإنهاء الفيروس الكبدى «سى»، الذى أكل أكباد المصريين على مدى عقود، ومبادرة «100 مليون صحة»، متوازية مع نقل سكان العشوائيات إلى «الأسمرات 1، و2»، و«بشاير الخير» فى الإسكندرية، تزامنا مع بناء محطات الكهرباء العملاقة، لتنتقل مصر من الظلام إلى عصر تصدير الكهرباء، توازيا مع شبكة طرق عملاقة وكبارى ومحاور وأنفاق، ومدن صناعية وأخرى سكنية، مع إسكان اجتماعى وإعادة بناء الريف ضمن «حياة كريمة»، كل هذا مع إعادة بناء السياسة الخارجية، وخلال الوقت ذاته انتقلت مصر من دولة معزولة إلى مركز للتأثير إقليميا ودوليا، علاقات أفريقية وعربية مع أوروبا وأمريكا واليابان والصين وروسيا، حتى صارت القاهرة محل ثقة للتدخل والحل. 
 
ومع اقتراب افتتاح عاصمة إدارية جديدة، تمثل تحديثا وامتدادا للقاهرة، ودعم المدنية والحداثة والرقمنة، تأكد أن الدولة اليوم أكثر قدرة واستقرارا، بما يسمح بإعادة بناء الملف السياسى والمدنى.
 
توقيت إعلان الاستراتيجية مهم، والعاصمة الإدارية هى المكان الأنسب والدال على أهمية إطلاق الاستراتيجية بدعم واضح من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى حدد الاستراتيجية فى 7 نقاط، تقوم على دمج أهداف ومبادئ حقوق الإنسان فى السياسات العامة، مع دعوة الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى للاهتمام بإثراء التجربة السياسية، وبناء وتوسيع دائرة المشاركة والتعبير عن الرأى فى مناخ من التفاعل والحوار، مع ضمان التوزيع العادل لثمار التنمية، وحق كل شخص فى التمتع بمستوى معيشى ملائم له ولأسرته، وتعزيز التواصل مع مختلف مؤسسات المجتمع المدنى، وتقديم كل التسهيلات للتنفيذ الفعال لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلى ولائحته التنفيذية، لإتاحة المناخ الملائم للمنظمات للعمل كشريك أساسى وتحقيق التنمية ونشر ثقافة حقوق الإنسان فى المجتمع.
 
كما أكد الرئيس على تنفيذ الرؤية المتكاملة للإصلاح الإدارى، وبناء جهاز إدارى كفء وفعال، يتبع آليات الحكم الرشيد، ويخضع للمساءلة، وينال استحسان المواطنين لمستوى الخدمات المقدمة لهم، ويتسم بالكفاءة والعدالة وعدم التمييز، وتطوير منظومة تلقى ومتابعة مجال حقوق الإنسان للاستجابة السريعة والفعالة لأية شكاوى، والتواصل الفعال مع جهات الاختصاص بشأنها، وتكثيف الجهود الوطنية لبناء القدرات والتدريب فى مجال حقوق الإنسان، وهذه النقاط تمثل قاعدة لحوار أوسع، يفترض أن تقوم به الأطراف الجادة فى ملف المجتمع المدنى والأهلى لمزيد من المشاركة. 
 
p
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اللقب مصرى.. مصطفى عسل يتأهل لمواجهة على فرج فى نهائي بطولة العالم للاسكواش

3 مواجهات مثيرة اليوم فى الجولة السابعة من مرحلة حسم الدوري

علي فرج يفوز على حامل اللقب ويتأهل إلى نهائي بطولة العالم للاسكواش

الطقس اليوم.. ذروة الموجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

منتخب الشباب يختتم استعداداته لمواجهة نيجيريا على المركز الثالث بأمم أفريقيا


الأهلى وبيراميدز الأبرز.. 4 مراكز تشعل المنافسة بين 10 أندية فى الدوري

الأهلي يواجه الخلود فى الدوري السعودي اليوم

يوفر 3715 فرصة عمل.. أبرز المعلومات عن ملتقى توظيف مصر بالقليوبية

موعد مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile والقناة الناقلة

البرلمان الليبى: شرعية الدبيبة سقطت منذ سنوات ونعمل على تشكيل حكومة جديدة


البحث عن مجهولين قذفوا معرض سيارات بالحجارة من أعلى كوبرى عرابى بالعجوزة

أستون فيلا يهزم توتنهام بثنائية ويعزز فرصه في اللعب بدوري الأبطال.. فيديو

النصر يتعادل مع التعاون 1 - 1 في الدوري السعودي.. فيديو

مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية

عمرو أدهم: فيفا أخطرنا بسقوط حق الزمالك فى قضية بوبيندزا بعد وفاته

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر

أمريكا: لسنا ملزمين بإبلاغ إسرائيل بلقاء ترامب الرئيس السوري

أول تعليق من محمد الشافعى بعد توليه منصب المعد البدنى لفريق الزمالك

فرص عمل للمهندسين فى السعودية بمرتبات تصل إلى 147 ألف جنيه شهريا

تعرف على نص رسالة إبراهيم سعيد من محبسه إلى الجمهور عقب أزمته الأخيرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى