نجاح زراعة أشجار الذهب الأخضر بالوادى الجديد.. 15 ألف فدان مزروعة بأشجار الجوجوبا لإنتاج أغلى الزيوت بالعالم.. مركز باريس يحصد أغلبية المساحة ويضم أكبر مشتل جوجوبا بالشرق الأوسط.. وتسهيلات لدعم الزراعات الطبية

الوادى الجديد - ماهر البهنساوى

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021 06:00 ص

أشجار الجوجوبا التى تعرف باسم أشجار الذهب الأخضر، نظرا لارتفاع قيمتها الاقتصادية بصورة كبيرة، حيث تنتج أحد أغلى الزيوت الطبية والحيوية فى العالم والذى يدخل فى العديد من الصناعات الهامة، ومنها انتاج زيوت محركات الطائرات حيث تنتج زيوت محركات عالية الجودة وزيوت صناعية ووقود حيوى وخامات للصناعة النظيفة، ويصل إجمالى التجارة الدولية لزيوت الجوجوبا إلى أكثر من 30 مليار دولار سنويا، كما تدخل فى انتاج مستحضرات التجميل الاغلى ثمنا .

كما تدخل الجوجوبا فى عدد كبير من الصناعات الغذائية والدوائية، وهى الأشجار التى نجحت محافظة الوادى الجديد، فى غضون سنوات قليلة فى توفير بيئة مثالية لنموها، حتى تمت زراعة حوالى 15 الف فدان من هذه الأشجار فى مراكز المحافظة، وخاصة مركز باريس الذى استحوذ على أكثر من 80% من تلك المساحة .

ونجحت محافظة الوادى الجديد، فى التعاقد مع إحدى الشركات فى زراعة 12500 فدان كمرحلة أولى بمركز باريس لإنتاج الزيوت الطبيعية زيت الجوجوبا المطلوب عالميا، لتصنيع مستحضرات التجميل وبدائل المبيدات الحيوية،لإنتاج المحاصيل الأورجانك من زيوت الجوجوبا بدلا من استخدام المبيدات الكيميائية المسرطنة، وتركيب الطاقة الشمسية ومد شبكات الرى .

ويعتبر هذا المشروع هو أكبر مشروع لأشجار الجوجوبا الطبية فى الوادى الجديد والذى تبلغ تكلفته الإجمالية حوالى 750 مليون جنيه، ويعتمد كليا على أشجار الجوجوبا الزيتية التى يدخل فى العديد من صناعات مستحضرات التجميل لما يمثله من أهمية كبيرة لعلاج البشرة والشعر وبدائل المبيدات، هو محصول صحراوى، يتحمل الحرارة وملوحة التربة العالية وأيضا المياه العالية الملوحة فهو يتحمل العيش فى درجة من ( -5 إلى 50) درجة مئوية، ويقاوم للأمراض والآفات وغير مستهلك للمياه.

كما خصصت محافظة الوادى الجديد مساحات كبيرة على مستوى مراكز الفرفرة والداخلة وبلاط والخارجة لإنتاج زراعات الجوجوبا حيث جرت زراعة حوالى 3 الاف فدان فى الفرافرة بالنباتات الطبية والعطرية واهمها الجوجوبا كما نجحت احدى الشركات المتخصصة فى هذا النبات فى بناء اكبر مشتل جوجوبا على مستوى الشرق الاوسط والذى تبلغ طاقته حوالى 50 مليون شتلة جاهزة للزراعة فى أى بيئة متاحة .

ووفقا لأحدث الاحصائيات العالمية فإن القيمة الاقتصادية لجوجوبا عالية جدا حيث تحتوى بذوره على (40%-60%) من وزنها زيتا نقيا ويدخل فى العديد من الصناعات الدوائية الهامة، لما تشمله من مواصفات عالمية فريدة للعناية بالجسم والبشرة والشعر، وأصبح عنصرا مشتركا فى مكونات المنتجات الصحية والعناية بالجمال ويتشابه زيت الجوجوبا مع زيت حوت العنبر، ويتم بيعه بأسعار مرتفعة نظرا لأهميته الطبية .

وقال المهندس اسماعيل محمد المتخصص فى إنتاج وزراعة الجوجوبا، أن عدد الشتلات التى تم إنتاجها بلغت 6 ملايين شتلة فى العام، شملت انتخاب أمهات مزروعة بالبذرة، وإنشاء مزرعة لهذه الأمهات الحاملة لهذه الصفات الجيدة للمحافظة عليها وإكثارها، وزراعة الشتلات الناتجة من هذه الأمهات فى مناطق مختلفة على مستوى الجمهورية للتعرف على مدى تحملها وقدرتها الإنتاجية خاصة تحت ظروف الصحارى المصرية المختلفة، وانتخاب أخر لمثل هذه الأمهات المنتخبة لانتخاب الأمهات التى تفوقت فى الإنتاجية، وأثبتت قدرتها على التحمل لمختلف الظروف المصرية خاصة فى المناطق الصحراوية من حرارة ورطوبة وبرودة وملوحة تربة وجفاف.

وأضاف اسماعيل أنه جرى إنشاء اكبر مشتل لإنتاج شتلات الجوجوبا من إكثار العقل الخضرية من أمهات تم اختيارها وانتخابها عالية الإنتاجية ذات صفات خضرية جيدة، من حيث الارتفاع وعرض الشجرة وعدد الأفرع الرئيسية والفرعية وعدد سلاميات النمو الخضرى والعقد وطول السلاميات، وعدد الأزهار بها ووجود عناقيد زهرية وعدد الازهار بها فى العنقود الزهرى وأيضا الصفات المحصولية من حيث عدد ثمار الشجيرة وحجم الثمرة ووزنها ونسبة الزيت بها.

وأكد إسماعيل أن مخلفات عصر الزيوت يمكن الاستفادة منها فى إنتاج الاعلاف والكسب المستخدم فى عدد من الصناعات منها الصناعات الطبية والأعلاف وإنتاج البروتين عالى الجودة كبديل لبروتين فول الصويا، بالإضافة إلى باقى منتجات النبات التى يمكن إن يكون لها استخدامات عديدة من قشور البذور وأوراق النبات وعدد كبير من الصناعات التكميلية التى تستفيد من كل مكون فى هذا النبات المعجزة