دور نشر فى حياة نجيب محفوظ.. من لجنة النشر للجامعيين إلى البحث عن ناشر جديد

إعادة طبع أعمال أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ، (1911- 2006) لن يتوقف الحديث عنه فى المرحلة المقبلة، وذلك لأن العقد الذى وقعه صاحب نوبل مع دار الشروق، سينتهى فى النصف الأول من عام 2022، كما ترددت أنباء بأن أسرة نجيب محفوظ المتمثلة فى ابنته أم كلثوم قد وقعت عقدا للنشر الإليكترونى مع مؤسسة هنداوى.

 

 وقد عرفت أعمال نجيب محفوظ خلال حياة صاحبها وبعد رحيله العديد من دور النشر، نتوقف عند بعضها:

لجنة النشر للجامعيين

كانت رواية نجيب محفوظ الأولى هى عبث الأقدار، ونشرها عام 1939 فى عدة فصول بـ"المجلة الجديدة" والتى كان يترأس تحريرها الكاتب الكبير سلامة موسى.

 

وفى عام 1943، بدأ الكاتب عبد الحميد جودة السحار العمل بالكتابة، عانى مع عدد من المؤلفين الشباب آنذاك، كان من بينهم نجيب محفوظ، وعلى أحمد باكثير، من تعنت دور النشر، ورفضها لنشر أعمال المؤلفين المغمورين، فقرروا جميعا تشكيل لجنة النشر للجامعيين بالمكتبة، فوافق سعيد جودة السحار على نشر كتاب شهريا لأحد أعضاء اللجنة فى مقابل أن يدفع أعضاؤها اشتراكًا شهريًا قيمته 2 جنيهاً مصرياً.

 

وقد كان لهذه اللجنة الفضل فى إصدار عدد من أهم الكتب والاعمال الأدبية، فمنها خرجت رواية "رادوبيس" لأديب نوبل نجيب محفوظ.

مكتبة مصر

كانت مكتبة مصر لصاحبها عبد الحميد جودة هى الناشر التاريخى لأعمال نجيب محفوظ، وظلت كذلك حتى وقعت أزمة حسبما نشرت صحيفة الشرق الأوسط، عندما قرأ نجيب محفوظ حوارا فى إحدى الصحف المصرية أجرى مع مدير مكتبة مصر أمير السحار يقول فيه إن الكتب والإبداعات الروائية فى مصر لا تلقى رواجا يذكر، وأن كتب نجيب محفوظ نفسه لا تبيع إلا أعدادا قليلة. وقد أثار هذا التصريح غضب نجيب محفوظ فأرسل إلى السحار خطابا رقيقا يقول فيه إنه يشعر أنه صار عبئا على مكتبة مصر، وأنه يريد أن يخفف عنها هذا العبء، لذا راح نجيب محفوظ يرجوهم أن تتوقف المكتبة عن طبع أعماله وأن تتخلص من مطبوعاته منها فى مدى 6 أشهر من تاريخ إرسال نجيب محفوظ لخطابه.

دار الشروق

استطاعت الشروق فى عام 2000 حسبما يذكر الكاتب الراحل جمال الغيطانى أن تتواصل مع نجيب محفوظ وأن تقدم له عرضا بمليون جنيه، وتصورا جديدا للنشر يرتبط بالطرق الحديثة فى التوزيع، ومن وقتها ظلت الشروق هى الناشر الرئيسى لـ أديب نوبل، وذلك على الرغم مما شهدته هذه الفترة من شد وجذب بين دار النشر وابنتى نجيب محفوظ.

دار الآدب بيروت

بدأ نجيب محفوظ نشر روايته الجديدة أولاد حارتنا فى جريدة الأهرام فى 1959، وأثارت الرواية ردود أفعالٍ قوية تسببت فى وقف نشرها والتوجيه بعدم نشرها كاملة فى مصر، لذا صدرت فى 1967، فى دار الآداب اللبنانية، وظل الآمر كذلك حتى طبعتها دار الشروق بعد ذلك. 

الدار المصرية اللبنانية

كانت الدار المصرية اللبنانية قد حصلت من نجيب محفوظ على حق طباعة 9 كتب ضمت مقالات نجيب محفوظ منذ الثلاثينيات، وقد صدرت هذه الكتب التسعة فى ثلاثة مجلدات. 

دار الساقى

دخلت دار الساقى مجال نشر أعمال نجيب محفوظ وذلك عام 2020 من خلال نشر مجموعته القصصية "هم س النجوم" والتى تحتوى 18 قصة لنجيب محفوظ تُنشر للمرّة الأولى فى كتاب.

مكتبة الجامعة الأمريكية
 

تقوم الجامعة الأمريكية فى القاهرة بترجمة أعمال نجيب محفوظ كما تلن عن جائزة سنوية باسمه، وقد شهدت العلاقة بين الجامعة وابنتى نجيب محفوظ خلافات وصلت إلى المحاكم، وكان آخر ذلك أن قضت المحكمة الاقتصادية برفض الدعوى القضائية المقامة من ورثة الأديب العالمى الراحل  ضد كل من رئيس الجامعة الأمريكية، ورئيس قسم النشر بالجامعة، التى يطالبون فيها بالتعويض من جراء نشر الجامعة مؤلفات مورثهم دون إذن كتابى، مستندة على وجود اتفاقية بين الأديب الراحل والجامعة بنشر مؤلفاته.