حياة المصريين.. آداب وثقافة فى الحضارة المصرية القديمة

لوحة مصرية قديمة
لوحة مصرية قديمة
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نتابع سلسلة "حياة المصريين"، حيث نكمل ما يقوله ول ديورانت فى موسوعته الشهيرة "قصة الحضارة" عن مصر وحضاراتها، ونتوقف اليوم مع الآداب فى الحضارة المصرية القديمة.

يقول ول ديورانت فى الموسوعة:

إن معظم ما بقى من آداب مصر القديمة مدون بالكتابة الهيراطية، وهذا القدر الباقى قليل لا يغنى، ولهذا فإننا لا نستطيع الحكم على الأدب المصرى القديم إلا من هذه البقايا القديمة وهو حكم أعمى للمصادفة فيه النصيب الأوفر. 

 

ولعل الزمان قد عدا على أعظم شاعر فى مصر، ولم يبق إلا شعراء البلاد، وقد كان للمصريين دور كتب وخزنة عليها، فقد كتب على قبر موظف كبير فى الأسرة الرابعة " كاتب دار الكتب ولسنا نعرف أكانت هذه الدار البدائية مستودعاً للأدب، المصرى القديم هو "نصوص الأهرام" وهى موضوعات دينية ورعة منقوشة على جدران خمسة من أهرام الأسرتين الخامسة والسادسة.
 
وقد وصلت إلينا مكتبات يرجع تاريخها إلى عام 2000 ق.م وتحوى برديات مطوية ومحفوظة فى جرار معنوية ومصفوفة على رفوف (145). 
 
وعثر فى إحدى هذه الجرار على أقدم صورة من صور قصة السندباد البحري، أو لعلنا نكون أقرب إلى الحقيقة إذ أسميناها أقدم صورة من صور قصة رُبنسن كروزو.
 
وهذه القصة "قصة الملاح الذى حطمت سفينته" قطعة من ترجمة ذاتية لحياة ملاح تفيض حياة وشعوراً. 
ويقول هذا الملاح القديم فى أحد سطورها قولا يذكرنا بقول دانتى: "ما أعظم سرور من يقص ما وقع له حين ينجو من كارثة حلت به!". 
 
يقول هذا الملاح فى مطلع هذه القصة: "سأقص عليك شيئا حدث لى حين يمت شطر مناجم الملك ونزلت البحر فى سفينة طولها مائة وثمانون قدما وعرضها ستون، وفيها مائة وعشرون من صفوة الملاحين المصريين، خبيرين بمعالم الأرض والسماء، وقلوبهم أشد بأسا.. من قلوب الآساد، يتنبأون بأعاصير البحر وعواصف البر قبل أن تثور.
 
وهبت علينا عاصفة ونحن لا نزال فى البحر، ودفعتنا الرياح حتى كنا نطير أمامها، وثارت موجة علوها ثمان أذرع، ثم تحطمت السفينة، ولم ينج أحد ممن كان فيها، وألقت بى موجة من أمواج البحر فى جزيرة، قضيت فيها ثلاثة أيام بمفردى لا رفيق لى إلا قلبي، أنام تحت شجرة وأعانق الظلال، ثم مددت قدمى أبحث عما أستطيع أن أضعه فى فمي، فوجدت أشجار التين والكروم وجميع صنوف الكُرّات الجميل، وكان فيها سمك ودجاج ولم يكن ينقصها شيء قط، وبعد أن صنعت لنفسى جهازاً أوقد به النار أشعلتها وقربت للآلهة قرباناً مشويا"، وتروى قصة أخرى مغامرات سنوحي، وهو موظف عام فرّ من مصر على أثر وفاة أمنمحيت الأول، وأخذ يتنقل من بلد إلى بلد فى الشرق الأدنى، وحظى فيها بضروب من النعيم والشرف، ولكنه رغم هذا لم يطق صبراً على ما حلّ به من آلام الوحدة والحنين إلى وطنه، وبرح به الألم آخر الأمر حتى ترك ثروته وعاد إلى مصر وقاسى فى طريقه إليها كثيرا من الشدائد والأهوال. وقد جاء فيها:
"ألا أيها الإله، أيا كنت، يا من قدّرت على هذا الفرار، أعِدْنى إلى البيت (أى الملك). ولعلك تسمح لى أن أرى الموضع الذى يقيم فيه قلبي.
 
وأى شيء أعظم من أن تدفن جثتى فى الأرض التى ولدت فيها؟ أعنّى على أمري! وليصبنى الخير، وليرحمنى اللّه!".
 
ثم نراه بعدئذ وقد عاد إلى وطنه، متعبا من طول السفر فى الصحراء، يخشى أن ينتهره الملك لطول غيابه عن بلد يراه أهله- كما يرى الناس بلادهم فى سائر الأزمان- البلد المتحضر الوحيد فى العالم. ولكن الملك يعفو عنه ويحسن استقباله ويحبوه بكل أنواع العطور والأدهان:
 
"وأقمت فى بيت أحد أبناء الملك، حيث توجد أفخر ضروب الأثاث، وكان فيه حمام....وزالت عن جسمى آثار السنين الطوال؛ وقص شعري، ومشط، وطرح فى الصحراء حمل (من الأقذار؟) وأعطيت الملابس (القذرة) لروّاد الرمال. وجيء لى بأرق الملابس الكتانية وعطّر جسمى بأحسن الزيوت".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

براد بيت يكشف انبهاره بنجمتين شاركتاه بطولة فيلم Thelma & Louise.. تعرف عليهما

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. استشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلى خان يونس.. إندونيسيا: بركان جبل "لاكى لاكى" يطلق سحابة من الرماد.. ماسك يربط حزبه الجديد بالـ"بتكوين"

شلبي والزناري ونيمار مقابل أحمد ربيع.. الزمالك ينهي اتفاقه مع البنك الأهلي

تعطل حركة القطارات على خط القاهرة ـ الإسكندرية لخروج عربات عن مسارها

إخلاء سبيل عامل بكفالة 10 آلاف جنيه فى واقعة تسريب امتحانات الثانوية بالشرقية


الطرق البديلة قبل غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام

الأهلي يرهن إعلان صفقة أسد الحملاوي برحيل وسام أبو علي

أحمد السقا يقدم الأكشن بطريقة جذابة واحترافية فى أحمد وأحمد.. التفاصيل

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7يوليو 1977 العثور على الشيخ الذهبى وزير الأوقاف السابق مقتولا برصاصة فى عينه اليسرى من خاطفيه الإرهابيين أعضاء «التكفير والهجرة»

وزير العمل يعلن عن 178 فرصة عمل فى الإمارات براتب 1800 درهم شهريا


التحفظ على السائق فى حادث مصرع طالبة وإصابة 11 من عاملات اليومية بالشرقية

وزارة العمل تعلن عن وظائف فى الأردن بمرتبات تصل لـ450 دينارًا شهريًا

نصف نهائي كأس العالم للأندية يرفع شعار "أصدقاء الأمس.. منافسي اليوم"

العالم هذا الصباح.. ترامب: تأسيس إيلون ماسك لحزب سياسى جديد أمر سخيف.. جيش الاحتلال يشن عملية "الراية السوداء" على اليمن بـ20 غارة جوية.. وسيدة لبنان الأولى تكشف عن إجراء لأول مرة بالقصر الجمهورى

ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات العارمة فى ولاية تكساس الأمريكية لـ80 قتيلا

الكنيسة تشترط كورسات المشورة الأسرية قبل الزواج.. تساعد فى تقييم العلاقة ومعرفة معايير الاختيار السليم.. فحوصات وتحاليل إلزامية لضمان الشفافية.. ومُحاضر: الحب يختلف عن الإعجاب والاستفادة لا تكون بالحضور الشكلى

للأزواج.. إزاى تقدم استئناف على حكم الطلاق للضرر الصادر للزوجة

237 مليون دولار إيرادات عالمية لفيلم براد بيت الجديد F1: The Movie

مباحثات بين وزيرى داخلية النمسا والأردن حول استقرار سوريا اليوم

بي اس جي ضد الريال.. 3 غيابات فى "قمة الرعب" بنصف نهائي مونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى