استراحات الطرق السريعة.. الاستغلال أولاً

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

لو كنت من معتادي التحرك على الطرق السريعة، في المواسم والأعياد والإجازات الصيفية، قطعاً سوف تصطدم بمستوى الاستراحات الموجودة على الطرق، التي تستغل زبائها شر استغلال، وتضاعف الأسعار 4 أو 5 مرات على أقل تقدير، ناهيك عن المنتجات المغشوشة والمقلدة التي تقدمها، اعتماداً على فكرة "الزبون الطيارى"، الذي تنتهي العلاقة معه بمجرد إتمام عملية البيع والشراء.

القرار في التوقف عند استراحات بعينها ليس من صلاحيات المواطن الذي يستقل الأتوبيس السياحي، سواء كان تابعاً لشركة حكومية أو قطاع خاص، فالأمور تسير بـ"المحبة" والفوائد التي تعود على السائق من هذا التوقف، والمصالح التي يجنيها من الاستراحة، التي تكون غالباً إما نسبة من إجمالي المبيعات متفق عليها مسبقاً، أو حساب مفتوح للسائق داخل الاستراحة "مأكولات ومشروبات ودخان.. الخ"، ليصبح المواطن الذي يتحرك على هذه الطرق مجرد "سلعة"، يتم تسويقها على طول مسافة السفر.

الاستراحات الموجودة على الطرق السريعة متهالكة وغير مؤهلة لاستقبال الزبائن، الحالة الإنشائية سيئة جدا، دورات المياه غير نظيفة، ويدفع كل من يقصدها لقضاء حاجته، وأسعارها تبدأ من 2 حتى 5 جنيهات، حسب المستوى، المأكولات غير مضمونة، خاصة اللحوم والمشويات، في ظل رقابة غائبة، وأماكن لن يصل إليها التفتيش والمتابعة.

 البعض يستغل المباني الخاصة بالمواقف، التابعة لسلطة الحكم المحلى، ليتم من خلالها استغلال المسافرين ذهاباً او إيابا، بل ويتم اختطاف الزبائن من أمام بوابة "الموقف" عنوة، فبمجرد النزول من السيارة، ستجد من يتوجه ناحية حقائبك، ويحملها حتى يدخل بها إلى باب الكافتيريا التابعة لهذه المجموعة، التي يعمل من فيها "موظفين" في الموقف!!

مطلوب شركات وطنية تابعة للحكومة تتولى مسئولية استراحات الطرق على مختلف الاتجاهات، وتقدم خدمة جادة لرواد هذه الطرق، بصورة متكاملة، تحترم آدمية المواطنين، وتواجه كل محاولات الاستغلال التي يتعرضون لها، وهذا الأمر يحتاج اهتمام ورعاية من جانب الحكومة، وإيلاء هذه القضية أهمية خاصة، فالطرق التي تم تطويرها وفق أحدث المنظومات العالمية، وباتت محل فخر لنا جميعاً، يجب أن تكون مستويات الخدمات فيها مناسبة، وآدمية، وبأسعار مناسبة.

البعض يرى أن الموضوع عارض ولا يستحق هذا الاهتمام، إلا أن السياحة التي نلتمس عودتها بقوة خلال الفترة المقبلة، سواء داخلية أو خارجية، تتطلب أن تصبح الخدمات الموجودة على الطرق السريعة في أعلى مستوياتها، وأن يجد المواطن كل ما يحتاج إليه خلال رحلته، سواء كانت للرفاهية والإجازة أو للعمل، حتى أن نضمن أن تتغير الصورة الذهنية عن السفر في مصر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"اليوم السابع" يحصل على حق إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025

الأهلي يبحث ترضية وسام أبو علي لإغلاق ملف الرحيل فى الصيف

خطوات التقديم لمدارس التكنولوجيا التطبيقية والتعليم المزدوج لعام 2026

الزمالك يرفض الاستسلام فى صفقة محمود غربال ويجهز عرضًا مغريًا

ولد أسيرا وارتقى شهيدا.. إسرائيل تقتل أصغر أسير فى العالم


نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة

الرئيس السيسى يتوجه إلى مالابو للمشاركة باجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى

نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. جاهزة على الاعتماد والإعلان

اتحاد الكرة يستقر على إقامة السوبر المصري بمشاركة 4 فرق

سياسات واستراتيجيات تنقل ذوى الهمم من التهميش إلى الإنتاج.. الدولة تضعهم فى قلب خطة لتمكين اقتصادى يفتح لهم أبواب الأمل.. تدريب مهنى فى محافظة أسيوط وتسليم ماكينات بعد تقييم اجتماعى للتأكد من الاستحقاق.. صور


بعد 42 يوما من الرحيل عن الأهلى.. على معلول يرفض عروض خليجية غير مقنعة

إنجلترا الأكثر قيمة تسويقية للاعبين عالميًا.. والمغرب يتفوق أفريقيًا

ترامب يتفقد الأضرار الناجمة عن الفيضانات بولاية تكساس

تعرف على موعد صرف تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة

الاتحاد الأوروبى قلق إزاء تدهور "الديمقراطية" فى جورجيا

باراك: واشنطن لا تدعم إنشاء دولة لـ"قسد" فى سوريا

مواعيد مباريات اليوم السبت 12 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

بوتين يوجه بإعداد خطة لإعمار المناطق الحدودية المتضررة من القصف الأوكرانى

الجارديان: ترقب أوروبى حذر مع تصاعد تهديدات ترامب الجمركية

خالد سليم وزوجته ضيفا إسعاد يونس فى "صاحبة السعادة" على DMC.. الإثنين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى