عبد الرحمن الداخل.. "صقر قريش" من مطاردة العباسيين لمؤسس مملكة الأمويين بالأندلس

عبد الرحمن الداخل
عبد الرحمن الداخل
كتب محمد عبد الرحمن
تمر، اليوم، الذكرى الـ1233 على رحيل عبد الرحمن الداخل، مؤسس الدولة الأموية فى الأندلس، وهو أبو المطرَّف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموى القرشى، والمعروف بلقب صقر قريش وعبد الرحمن الداخل، والمعروف أيضًا فى المصادر الأجنبية بلقب عبد الرحمن الأول.
 
أسس عبد الرحمن الدولة الأموية فى الأندلس عام 138 هـ، بعد أن فر من الشام إلى الأندلس فى رحلة طويلة استمرت ست سنوات، إثر سقوط الدولة الأموية فى دمشق عام 132 هـ، وتتبع العباسيين لأمراء بنى أمية وتقتيلهم.
 
كان عبد الرحمن الداخل من الأمويين الذين فروا من بطش العباسيين وقرر أن يذهب إلى الأندلس؛ ليبدأ فى تأسيس دولته، فراسل كل الأمويين ومحبى الدولة الأموية فى كل مكان يعرض عليهم فكرته، وبدأ يستعد لدخول الأندلس، وواجهت عبد الرحمن الداخل صعوبات فى تأسيس دولته كأى دولة ناشئة، فتعرضت الدولة الأموية فى الأندلس فى عهد عبد الرحمن الداخل لعدد كبير من الثورات، تزيد على خمس وعشرين ثورة تغلّب عليها جميعها.
 
ويروى الذهبى فى سير أعلام النبلاء كيف استطاع عبد الرحمن الداخل أن يقيم دولة أموية جديدة بالأندلس بعد سقوط الأمويين، فيحكى كيف استطاع مولاه بدر أن يتجسس له ويعرف رأى الناس إذا وجدوا رجلا من بيت الخلافة هل يبايعونه أم لا، فحين رأى فيهم قبولًا لذلك أعلن عن شخصية سيده، عبد الرحمن بن معاوية فبايعه الناس، واستمر حاكمًا للأندلس ثلاث وثلاثين سنة، واستمر الملك فى نسله حوالى 400 عام. ويقول الذهبى أن الداخل لم يلقب نفسه بالخليفة ولا احد من ذريته بل كان يقال لهم "الأمير" وأول من تلقب بأمير المؤمنين منهم : الناصر لدين الله.
 
كان العباسيون يطاردون كل من فر من بنى أمية حتى يقتلوه، فحتى حين ادعى العباسيون أنهم لن يفعلوا ذلك وأن على الأمويين العودة إليهم وتسليم أنفسهم لهم، قتلوا كل من لجأ إليهم، لذا كان يفر عبد الرحمن الداخل من بلد إلى بلد، وقد استطاع الداخل الوصول لإفريقية فى النهاية ومعه أمواله التى وصلت عن طريق مواليه "بدر" و"سالم"، وعن طريق "بدر" استطاع الداخل أن يتواصل مع محبى الأمويين فى الأندلس ليستعيد نفوذ الأمويين هناك فى العاشر من ذى الحجة 138 هـ، حيث استطاع عبد الرحمن الداخل الدخول للأندلس بعد تغلبه على واليها "يوسف بن عبد الرحمن الفهري" الحصول على البيعة وحكم الاندلس.
 
ويروى أحمد زكى صفوت فى كتابه "جمهرة خطب العرب فى عصور العربية الزاهرة" خطبة عبد الرحمن الداخل لجنوده لما اشتد الكرب فى حربه ليوسف الفهرى حاكم الأندلس فقال لجنوده: "هذا اليوم هو ما يبنى عليه إما ذل الدهر وإما عز الدهر فاصبروا ساعة فيما لا تشتهون تربحوا بها بقية أعماركم فيما تشتهون"، ولما أنحى أصحابه على أصحاب الفهرى بالقتل يوم هزيمتهم على قرطبة قال: "لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم واستبقوهم لأشد عداوة منهم"، مشيرًا إلى استبقائهم ليستعان بهم على أعداء الدين حسبما ذكر صفوت فى تعليقه على الخطبة.
 
ويروى الذهبى فى سير أعلام النبلاء كيف تعامل عبد الرحمن الداخل مع نصارى الأندلس وأمنهم على عقيدتهم وأنفسهم وطقوسهم وعباداتهم، فكتب نص عهد الأمان الذى أعطاه لهم الداخل: "كتاب أمان ورحمة، وحقن دماء وعصمة، عقده الأمير الأكرم الملك المعظم عبد الرحمن بن معاوية، ذو الشرف الصميم، والخير العميم، للبطارقة والرهبان، ومن تبعهم من سائر البلدان، أهل قشتالة وأعمالها، ما داموا على الطاعة فى أداء ما تحملوه، فأشهد على نفسه أن عهده لا ينسخ ما أقاموا على تأدية عشرة آلاف أوقية من الذهب، وعشرة آلاف رطل من الفضة، وعشرة آلاف رأس من خيار الخيل، ومثلها من البغال، مع ذلك ألف درع وألف بيضة، ومن الرماح الدردار مثلها فى كل عام، ومتى ثبت عليهم النكث بأسير يأسرونه، أو مسلم يغدرونه، انتكث ما عوهدوا عليه، وكتب لهم هذا الأمان بأيديهم إلى خمس سنين، أولها صفر عام اثنين وأربعين ومائة".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تالافيرا ضد الريال.. الملكى يتأهل لدور الـ16 بعد الفوز 3-2 بكأس الملك

أخبار × 24 ساعة.. الحكومة تناقش تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025

من 10 سنوات سجن إلى سنة مع الإيقاف.. مفاجأة فى قضية تزوير توكيل عصام صاصا

المتحدث باسم الحكومة: الأعوام المقبلة ستشهد تحسنا فى معدلات الدخل


لماذا تعجل فيفا فى إيقاف قيد الزمالك؟ السر فى صفقة شيكو بانزا

باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح

كهرباء الإسماعيلية يتمسك بشيكا ويرفض العروض الخارجية

التصريح بدفن جثمان الفنانة نيفين مندور بعد الانتهاء من الصفة التشريحية

ضبط شخص جمع بطاقات الناخبين في المحلة


مزاد ميلوني يشعل جدلًا دبلوماسيًا في إيطاليا.. ماذا قررت أن تبيع؟

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

بالأرقام.. حين يتكلم المواطن بـ3119 شكوى فى عام واحد.. ماذا كشف التقرير السنوى الـ18 للمجلس القومى لحقوق الإنسان عن أوضاع الحقوق فى مصر؟.. منظومة شكاوى متعددة القنوات.. والشكوى لم تعد حكرًا على الحضور المباشر

حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

رئيس الوزراء: نركز من الآن على خفض معدلات الفقر وإحداث نقلة فى حياة المواطن

جولة الإعادة تحسم المقاعد.. مشاركة لافتة وتنافس محتدم فى المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب.. شركاء الوطن يدا بيد بقرية طنط الجزيرة بطوخ.. إقبال كثيف على لجان فايد بالإسماعيلية والسيدات يتصدرن المشهد.. صور

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

طليقة مصطفى أبو سريع تحتفظ بصورهما بعد انفصالهما رسميًا

الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى