إبداع فلاحى الدقهلية.. يلونون السواقى بألوان زاهية ويستحدثون نظم الرى لمضاعفة الإنتاج وترشيد الاستهلاك.. ويؤكدون: الألوان أضفت البهجة وحافظت عليها من الصدأ.. وساعدتهم على التحقق من عملها عن بعد.. فيديو وصور

تجميل السواقى
تجميل السواقى
الدقهلية - مرام محمد

تطورت نظم الرى عبر التاريخ مع تقدم الحياة البشرية والاحتياج الدائم لرفع إنتاجية المحاصيل، فاعتمد المصريون القدماء على نهر النيل فى الرى إما عن طريق حفر القنوات المختلفة أو عبر تقنيات رفع المياه مثل الشادوف والساقية.

وبدأت نظم الرى عند الفلاح المصرى القديم باعتماده على مياه الفيضان لرى محاصيلهم، حيث كانت تغمر مياه النيل الضفاف الفيضية للنهر بارتفاع يصل إلى 1.5 متر خلال شهر سبتمبر وكانوا يبنون الأحواض لتجميع المياه من أجل تشييع كافة الأراضى ثم يتم تصريف هذه المياه بعد انتهاء عملية الرى. وكانوا يقومون ببناء أحواض صغيرة مقسمة بحواجز تحتجز مياه النهر والآبار لرى الأراضى التى تحتاج للرى طوال العام، وظلت هذه الطريقة مستعملة حتى ظهور تقنيات رفع المياه مثل الشادوف والدولاب المائى (الساقية).

WhatsApp-Image-2021-09-05-at-10.55.25-AM

وبعد فترة بدأ الفلاح يطور من نظم الرى لديه، فقام بإدارة مياه الفيضانات وتصريفها باستخدام بوابات التحكم والحواجز الترابية، والتى سمحت بوصول مياه الفيضان إلى أراض بعيدة لا يمكن وصول مياه الفيضان إليها فى الظروف الطبيعية، وساهمت شبكات القنوات المائية فى نقل مياه الرى وصرف المياه الفائضة، وسمى هذا النظام بنظام الأحواض. وساهم هذا النظام فى زيادة مساحة الأراضى الزراعية. ومن ثم بدأ المصريون فى رفع مياه الرى باستخدام الشادوف، وهو عبارة عن عبارة عن عمود يتم صناعته من الخشب، ويتم تثبيت الشادوف على حافة النهر، يثبت بداخله حبلا طويلا يتم من خلاله ملئ الشادوف بالماء، وبعد ذلك ينقل الشادوف الماء من البحر إلى حوض الرى ومن حوض الرى إلى الأرض الزراعية. وسمحت هذه الطريقة برى المساحات الصغيرة والقريبة من ضفاف النيل المناطق التى لا تصلها المياه خلال فصل الصيف، ومن ثم ظهر "الدولاب المائي" أو ما يعرف بالساقية، وهى عبارة عن عجلة مصنوعة من المعدن المقوى، يركب نصف منها فى الماء والنصف الآخر فوق الأرض، وبدورانها تروى الأرض. واستطاعت أن ترفع المياه لرى مساحات أكبر من التى كان يرويها الشادوف، وبالإضافة إلى ذلك قام الفلاح بشق الترع والرياحات الكبرى، وإنشاء القناطر لحجز المياه.

ابتكار-طرق-جديدة-للرى-بالدقهلية
ابتكار طرق جديدة للرى بالدقهلية

وبرغم التطور التكنولوجى الذى شهدته البشرية فى كافة مناحى الحياة ومن ضمنها نظم الرى التى استحدثت من نظم الرى بالغمر إلى نظم الرى الحديث فى ظل محدودية الموارد المائية وزيادة الطلب على المياه، إلا أنه لا تزال "الساقية" رمزا للحضارة المصرية الأصيلة، ومن أعظم الآلات التى ابتكرها المصرى للحفاظ على خصوبة أرضه، ولا يزال الفلاح يقدسها ويؤمن بأهميتها بالرغم من ظهور آلات جديدة للرى قللت من الوقت والجهد والمال، ورشدت من استهلاك المياه والأسمدة، وزادت من الإنتاجية والعائد الاقتصادى للمزارع المصرى، وقللت من تكاليف الرى، وضمنت استدامة الموارد المائية المتاحة للأجيال المقبلة، وحققت الاكتفاء الذاتى والأمن الغذائى للمواطن المصرى.

أحد-الفلاحين-بالدقهلية
أحد الفلاحين بالدقهلية

وعند مرورك بقرية الروضة بمدينة طلخا بالدقهلية، سيلامس قلبك سواقى لم يتبقى منها الكثير ولكنها تصارع من أجل البقاء بألوانها المبهجة وسحرها وهى تدور لتروى عطش الأرض، ونغم مياهها الذى يهمس ويتسلل إلى الروح، وعطائها وخيرها الذى لا ينضب، يحرسها فلاحون وهبوا حياتهم للأرض يكافحوا ويشقوا الصخر متسلحين بالصبر متحملين مشقة العمل القاسية فى حراثة الأرض وريها وزراعتها ليعطونا من ينبوع خيراتها.

تجميل-السواقى
تجميل السواقى

فلا يزال الفلاح المصرى هو ملهم المبدعين وعنوانا للفن والجمال والأصالة، يعيش حياته فى سبيل الأرض محاولا البحث عن كل ما هو جديد ليحافظ علىها ويقدم لها كافة سبل الراحة، فقام مجموعة من الفلاحين بقرية الروضة بالدقهلية باستحداث سواقى جديدة مطلية بالألوان تضاعف من الإنتاج برى عدد أكبر من الأراضى فى أن واحد، وبالجهود الذاتية قاموا بتبطين مروى الأرض لترشيد استهلاك مياه الرى.

تجميل-وتلوين-السواقى
تجميل وتلوين السواقى

وقال على ابراهيم يوسف أحد فلاحى قرية الروضة لليوم السابع، إنهم يعملون على خلق أفكار جديدة لاستحداث نظم رى الأراضى الزراعية، وكان أولها قيامهم بطلاء السواقى "المجاميع" بالألوان حتى تحافظ عليها من الصدأ، وتساعدهم على معرفة ما إذا كانت المجموعة تعمل وتدور أم متوقفة من مسافة بعيدة عنها.

تلوين-السواقى-بالدقهلية
تلوين السواقى بالدقهلية

وأوضح ابراهيم، أن فكرة طلاء السواقى بالألوان جاءت لدى مجموعة من فلاحى القرية وبدأوا بتنفيذها على الفور، بعدما كانت تتهالك السواقى وتتلف، كما أنها أضفت بهجة خاصة للمكان شجعتهم على العمل فى ظل ظروف الحياة الصعبة.

تلوين-السواقى-بالدقهلية
تلوين السواقى بالدقهلية

وقال، أن الفكرة نالت إعجاب جميع المارة على الطريق وجميع القرى المجاورة حتى بدأوا بتطبيق الفكرة عندهم.

جانب-من-الساقية
جانب من الساقية

وأشار ابراهيم، إلى أن الساقية الملونة، "مجموعة" مستحدثة عن السواقى التقليدية، فكان كل فلاح فى الماضى يروى أرضه بماكينة صغيرة خاصة به، حيث أن كل أرض كان لها ماكينتها الخاصة التى ترويها، لدرجة أن الأراضى كانت مليئة بالماكينات من كل اتجاه، وهذا بدوره تسبب فى ازدحام الأرض الزراعية وإهدار كم كبير من مياه الرى، ولذلك قاموا باستحداث "تابوتا" وهى ماكينة واحدة تستطيع رى عدد كبير من الأفدنة الزراعية فى آن واحد.

ساقية-ملونة-(2)
ساقية ملونة

وقال إبراهيم، إنهم قاموا أيضا بتطوير واستحداث مروى الأرض، مشيرا إلى أن المروى القديم كان مبطنا بالطين، وهذا بدوره كان يهدر مياه الرى، فقام فلاحو القرية بالإشتراك مع بعضهم البعض فى بناء جسر مروى جديد مصنوع من قوالب الطوب والأسمنت مما ساعد على الحفاظ على المياه ووفر كثيرا من الوقت والجهد والمال.

ساقية-ملونة
ساقية ملونة

وقال أحمد محمد المرسى أحد فلاحى قرية الروضة، أن فكرة استحداث المروى توارثوها من أجدادهم، الذين كانوا يؤكدون لهم دوما على ضرورة الحفاظ على المياه من الإهدار، والاستعمال المنظم لمياه الرى.

ساقية-ملونة-بالدقهلية
ساقية ملونة بالدقهلية

وأوضح أحمد، أن المروى القديم كان عميقا جدا وواسعا مما جعله يهدر مياه الرى، كما أنه كان مليئا بالحشرات لكونه مصنوعا من الطين، فقاموا بردم المروى القديم عن طريق حفار وبنوا المروى الجديد بممر أضيق من قوالب الطوب وبهذا تمكنوا من الحفاظ على المياه.

سواقى-ملونة
سواقى ملونة

وأشار إلى أنهم يفكرون حاليا فى استبدال الجاز الذى يشغل السواقى بالكهرباء، مما سيوفر لهم مزيدا من الوقت والجهد والمال وسيزيد من ترشيد المياه.

فلاحو-الدقهلية

فلاحو الدقهلية

 

فلاحو-الدقهلية-يبتكرون-طرقا-جديدة-للرى
فلاحو الدقهلية يبتكرون طرقا جديدة للرى

 

مكينة-رفع-المياه
مكينة رفع المياه

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد فؤاد سليم: حكيم باشا كان مسلسل "فلتة" بسبب جدية الكتابة والإخراج

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

غد.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم


تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب 200 ألف جنيه.. التفاصيل

رئيس شركة Skydance: فيلم Top Gun 3 لـ توم كروز أولوية الشركة

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء


الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

حصاد الرياضة المصرية اليوم الخميس 14 – 8 – 2025

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

بيكهام يعوض غياب ياسر إبراهيم في تشكيل الأهلي أمام فاركو

الأهلي يعلن ضم نوران خالد في صفوف اليد قادمة من سبورتنج

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"

الإعدام شنقا للمتهم بقتل زوجته حرقا فى الشرقية

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى