عفواً دار الإفتاء.. الزواج لمن استطاع إليه سبيلاً

محمد أحمد طنطاوى
محمد أحمد طنطاوى
بقلم محمد أحمد طنطاوى

أعلنت دار الإفتاء المصرية في بيان منذ قليل، أنه يجوز إخراج أموال الزكاة والصدقات لمن أراد الزواج ويعجز عن التكاليف، وفقاً لما جاء في السنة النبوية المطهرة، التي دعت إلى تيسير أمر الزواج والحض عليه عند الاستطاعة، وأن الشرع جعل المَهْرَ في الزواج لمصلحة المرأة صَوْنًا لكرامتها وعزة لنفسها، لكن المغالاة في المهر تُعدُّ عائقًا أمام الزواج وتنافي الغَرَض الأصلي منه.

وقد سردت دار الإفتاء المصرية في فتواها كل التفاصيل المتعلقة بالمغالاة في المهور، والتيسير على الشباب المقبلين على الزواج، إلا أن هناك عبارة وردت في البيان أختلف معها جملة وتفصيلاً، وهي أنه يجوز إخراج أموال الزكاة والصدقات والتبرعات مساعدةً لمن أراد الزواج وهو عاجزٌ عن تكاليفه، وفقاً لما جاء عن فقهاء المالكية والحنابلة، بل وأردفت الدار في هذا الأمر استشهاداً بما فعله الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي أمر مناديًا ينادي في الناس ويقول: أين المساكين؟ أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ حتى أغنى كُلًّا مِن هؤلاء؛ وذلك ليعطيهم من بيت مال المسلمين.

العبارات والكلمات التي أوردتها دار الإفتاء وإن كانت مسندة وصحيحة وجاءت عن الأئمة والصالحين، إلا أنها ليست كافية لتصبح عنواناً عريضاً يمكن استخدامه والحث عليه، فالزواج مسئولية كبيرة، وأمانة أكبر، والنتاج الطبيعي لهذا الزواج أطفال وأسرة يجب أن تتمتع بالقدرة المالية على مواجهة أعباء ونفقات الحياة، ولا يمكن أن يكون التعامل مع قضية كبيرة مثل الزواج، بأن نحفز الشباب على التسول وجمع الصدقات وتلقى أموال الزكاة حتى يتزوج!

أظن أن ما جاء في فتوى دار الإفتاء المصرية ينقصه الكثير، فلماذا لم تخبرنا بالحديث النبوي، "من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، والباءة هنا القدرة الجسدية والمادية، فالزواج يحتاج إلى تكاليف وأموال، وما كانت تفعله العرب في بداوتها الأولى لا يمكن أن نطبقه الآن في العصر الراهن، فكيف يكون حال الشاب الذي يتزوج من أموال الصدقة؟! بالطبع سيسعى لإنجاب 10 أبناء، وغالباً لن يتمكن من توفير التعليم المناسب والحياة المناسبة، بل الطعام وقد يصل بهم المطاف إلى أن يصبحوا متسولين في الشوارع.

كيف خرجت فتوى الزواج من أموال الصدقات والزكاة، دون النظر إلى ارتفاع حالات الطلاق بصورة غير مسبوقة، والسبب الأول نفقات الزواج والمصروفات، وعدم قدرة الشباب على الوفاء بالتزاماتهم؟! لماذا لم تنظر دار الإفتاء إلى قضية الزيادة السكانية الكارثية، التي تلتهم ثمار التنمية وتقلص فرص الأجيال المقبلة؟! والأولى أن تتبنى الدار تقديم نصائح وإرشادات للمقبلين على الزواج، وربطه بفكرة الاستطاعة، فالزواج يجب أن يكون لمن استطاع إليه سبيلاً، وليس لمن يجمع أمواله من الصدقات والزكاة وبيت مال المسلمين.

أعرف عن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، السماحة ورحابة الصدر واتساع الأفق، لذلك أتمنى أن يراجع دار الإفتاء في الفتوى التي صدرت حول قبول التبرعات والصدقات لمن أراد الزواج ويعجز عن تكاليفه، إعمالاً لفقه الواقع، وحفاظاً على كيان المجتمع وتماسكه، الذى باتت معدلات الطلاق فيه كبيرة جداً لأسباب متنوعة، أهمها عدم قدرة الزوج على الإنفاق أو مواجهة أعباء ومتطلبات الحياة، لذلك يجب أن يكون الزواج للقادر على تكاليفه، ومن لا يستطع فعليه بالصوم كما أخبرنا الرسول الكريم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات بعد قليل

شاهد التريللر الرسمى لفيلم أمير كرارة "الشاطر" قبل طرحه

حماس تدعو إلى تحرك دولى فاعل لوقف جرائم الاحتلال فى الضفة الغربية

مقطع يشرح كيف أبدع أساطير هوليوود فى الخدع السينمائية قبل 100 عام

الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة


الجيش الأردنى يحبط محاولة طائرة مسيرة اجتياز الحدود

موعد مباراة بي اس جي ضد ريال مدريد في كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

روسيا: نتوقع استمرار الحوار مع واشنطن رغم تصريحات ترامب الأخيرة

زيزو يحتفل مع السقا بعرض فيلم "أحمد وأحمد" فى دبى.. صور

الخارجية الفلسطينية ترحب بتأكيد الرئيس الفرنسى بالاعتراف بفلسطين


رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

ملحمة بطولية سطرها رجال الحماية المدنية فى حريق سنترال رمسيس.. خلية نحل تعمل بغرف عمليات الإدارة للدعم.. 210 رجل إطفاء حماية و60 سيارة وخزان مياه لمحاصرة النيران.. وسلالم هيدروليكية لإنقاذ العالقين.. صور

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

"تسجيلات مسربة" ترامب يهدد بقصف روسيا والصين و قمع الجامعات.. التفاصيل

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

"حياة كريمة فى صعيد مصر" من التهميش إلى واجهة التنمية.. طفرة غير مسبوقة فى مشروعات المبادرة الرئاسية فى محافظة سوهاج.. شبكة طرق ووحدات صحية ومحطات معالجة المياه ومصانع تدوير المخلفات لضمان بيئة نظيفة

باريس سان جيرمان يتحدى الريال في قمة نارية بنصف نهائي مونديال الأندية

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

منة القيعى بين "يا بخته" مع الهضبة و"كلام فارغ" مع أصالة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى