"القاعدة" وذكرى 11 سبتمبر.. واشنطن بوست: التنظيم تحول من جماعة ضيقة مستقرة فى أفغانستان وباكستان إلى هيكل ممتد فى دول عدة.. وإيديولوجيته لا تزال مستمرة رغم إضعافه.. والغزو الأمريكى فى العراق زاد من تابعيه

"القاعدة" وذكرى 11 سبتمبر
"القاعدة" وذكرى 11 سبتمبر
كتبت ريم عبد الحميد

مع اقتراب الذكرى العشربن لهجمات 11 سبتمبر، أحد الأسئلة المطروحة الآن، وفى ظل الأحداث فى أفغانستان من انسحاب فوضوى للقوات الأمريكية، تتعلق بما إذا كان تنظيم القاعدة الذى شن هذه الهجمات لا يزال قائما وموجودا مثلما كان قبل 20 عاما.

 

فعندما وقعت هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، تحول تنظيم القاعدة من الغموض النسبى إلى اسم مألوف فى الولايات المتحدة، ومع انهيار برجى مركز التجارة العالمى وجزء من مبنى البنتاجون أصبح واضحا أن الولايات المتحدة قد استهانت بالتهديد الذى شكله التنظيم المتطرف بقيادة أسامة بن لادن أفغانستان الذى كان يحلم بتوحيد المسلمين وتدمير  أسطورة أمريكا التى لا تقهر.

وسلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على نشأة تنظيم القاعدة، وقالت إنه خرج من  ساحة المعركة فى مقاومة السوفييت فى أفغانستان، ليعيد توجيه المعركة ضد الغرب.

 وتأسس التنظيم فى عام 1988 على يد أسامة بن لادن، وجذب الساخطين الذين عارضوا الدعم الأمريكى لإسرائيل. وعندما سيطرت طالبان على السلطة فى أفغانستان فى عام 1996، منحت القاعدة ملاذا مكنها من إدارة معسكرات التدريب والتخطيط لهجمات، بما فى ذلك هجمات 11 سبتمبر.

 

وأثبتت كارثة 11 سبتمبر أنها مصدر إلهام قوى لجيل من المتطرفين، لكنها أثارت رد فعل كان بعض قادة طالبان والقاعدة الذين عارضوا مهاجمة الولايات المتحدة يخشونه. فأغلب المسلمين حول العالم أصابهم الاشمئزاز من القتل الجماعى للمدنيين باسم الدين. وبدلا من قلب الأمريكيين ضد التدخلات الأجنبية لحكومة بلدهم مثلما كان يأمل بن لادن، حشدت الهجمات الأمريكيين خلف ما أصبح يعرف بأطول حروب أمريكا فى أفغانستان.

 

 ويقول باراك ميندلسون، أستاذ العلوم السياسية بكلية هارفارد إن القاعدة نجحت بشكل كبير فى 11 سبتمبر، وتجاوز الأمر توقعاتهم، ولذلك كان مستحيلا عليهم تكرار حدث بحجم هجمات سبتمبر.

 وبعد الغزو الأمريكى لأفغانستان فى عام 2001، تقول واشنطن بوست، هرب قادة القاعدة إلى باكستان أو إيران، وقتل الكثير منهم أو تم أسرهم. واختفى أسامة بن لادن من المشهد لعدة سنوات،  وعندما ظهر ساعيا لتكرار هجمات سبتمبر، أخبره قادة التنظيم أن فى ظل تقليص دولة القاعدة، فإن مثل هذه العمليات لا يمكن التفكير فيها.

 من جانبهم، سارع الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين لإعلان أن التنظيم قد تمت هزيمته، لكن القاعدة أثبت مرونة بارزة، حتى بعد عقدين على الهجمات.

 

 فقد قوى الغزو الأمريكى فى العراق من شوكة القاعدة وأشعل ظهور تابع جديد وقوى للقاعدة بقيادة الأردنى مصعب الزرقاوى.

وعززت الجماعات المتطرفة فى الصومال واليمن وأفريقيا الشمالية روابطها بالقاعدة، مما ساعد على تحول التنظيم من جماعة ضيقة كانت تتركز فى أفغانستان وباكستان إلى شبكة مترامية الأطراف من فروع عبر أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، غير مركزية من الناحية التنظيمية والإيديولوجية.

 

لكن لم تكن تلك الفروع مفيدة بشكل كامل. فقبضة قادة القاعدة على التنظيم أصبحت أضعف، وظهرت الانقسامات داخل المشهد الخاص بالجماعات المتطرفة حول قضايا من بينها استخدام العنف ضد المسلمين.

 

 وكان مقتل بن لادن على يد قوات سيلز الأمريكية فى باكستان عام 2011 ضربة للقاعدة، لكن أحداث ما عرف باسم الربيع العربى فى نفس العام قدم فرص جديدة للتنظيم لتوسيع بصمته..وحفز طابعه المستمر جماعات متطرفة مشاركة فى الحرب الأهلية فى ليبيا وسوريا وأماكن أخرى على تقديم تعهدات بالولاء.

وعندما خرج تنظيم داعش من براثن فرع القاعدة فى العراق، سعى لتنصيب نفسه كبديل أكثر شراسة، ومنح التنظيم لنفسه بريقا فى أعين الجماعات الراديكالية حول العالم، الذين سافروا إلى المنطقة للانضمام للتنظيم لبناء دولة الخلافة المزعومة وآلة دعاية لا تشبه أى شىء حققته القاعدة.

 

 ورغم ذلك، وكما يقول مندلسون، استطاعت القاعدة الصمود، وضمن استعداد التنظيم للاندماج فى حركات محلية بقائه.

 

لكن تحول القاعدة إلى القضايا المحلية أسفر عن معضلة، فرغم أن السمعة التى اكتسبتها من هجمات سبتمبر قد ساعدتها فى توسيع بصمتها الدولية، فإن فروع التنظيم أصبحت أكثر انشغالا بخوض معارك فى الداخل عن شن حرب ضد الولايات المتحدة.

 

ويتفق الخبراء على أن القاعدة وداعش يفتقران الآن للقوة التى تجعل أيا منهما يمثل خطرا على الولايات المتحدة. لكن بعد عقدين على أحداث 11 سبتمبر، لم يضر الغزو والضربات الصاروخية كثيرا الإيدليوجيات التى تقوم عليها جماعات مثل القاعدة، بل ربما غذتها فى الواقع.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التحقيقات: المتهم بقتل مسنة فى الجيزة استغل تواجدها بمفردها لتنفيذ جريمته

شريف مكاوى: فخور بتعاونى مع تامر حسنى فى "لينا معاد" والأغنية من كلماتى وألحانى

الريال ضد دورتموند.. فران جارسيا يضيف الهدف الثاني للملكي في مونديال الأندية

الريال ضد دورتموند.. جارسيا يفتتح أهداف الملكي في كأس العالم للأندية

فرص عمل بمشروع محطة الضبعة النووية بمرتبات تصل إلى 11 ألف جنيه


قائمة تنسيق القبول في مدارس الثانوي العام والفني 2025 بالجيزة

تحذير عاجل من الأرصاد الجوية لهذه المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة

الأرض تدور أسرع.. استعدوا لأقصر أيام فى التاريخ خلال صيف 2025

وزارة الصحة تكشف عن 8 أمراض جلدية تعد الأكثر انتشارا فى الصيف

وزارة الصحة توجه 10 رسائل مهمة للحماية من المضاعفات الخطرة للموجة الحارة


توجيهات رئاسية عاجلة للحكومة بشأن الدائرى الإقليمى

ارتفاع عدد المتوفين بحادث الطريق الإقليمي لـ 10 ضحايا

لبلبة تكشف عن أحدث ظهور لهالة الشلقانى زوجة الزعيم عادل إمام.. صور

إنتر ميلان يرفض عرض جالاتا سراى لضم تشالهان أوجلو ويشترط سعراً أعلى

موعد مباراة الريال ضد دورتموند فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

سر غياب محمد صلاح وكريستيانو رونالدو عن جنازة جوتا

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

إلهام شاهين برفقة كريم عبد العزيز والكدواني وإيمي من حفل زفاف حفيد الزعيم

جنازة جوتا.. أرنى سلوت وفان دايك و"الريدز" فى مقدمة الحضور.. صور

اختبارات القدرات 2025.. هل يحق للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة العام الماضي التقدم؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى