الإبداع الأول.. "أرخص ليالى" تضع يوسف إدريس على طريق الريادة فى القصة القصيرة

تعد المجموعة القصصية "أرخص ليالى" من أشهر أعمال يوسف إدريس على الرغم من أنها العمل الأول له، إذ تتحقق فيها سمات النضج التى اكتسبها يوسف إدريس على مدار سنوات من كتابة القصص القصيرة أيام كان طالبا فى كلية الطب وهو ما حقق له شهرة بين زملائه.

وصدرت المجموعة القصصية عام 1954 أى أنه يوسف إدريس كان فى السابعة والعشرين حين صدرت فقد ولد عام 1927 فى محافظة الشرقية، والتحق بكلية الطب قبل تخرجها منه ليتخصص فى مجال الطب النفسى وقد عمل بمهنته التى درسها فترة ثم تركها إلى الصحافة ومن ثم الأدب.

صدرت المجموعة عن سلسلة "الكتاب الكبير الذهبى" التى كانت تصدرها روز اليوسف، ودار النشر القومى، وهى من أكبر مجموعات يوسف إدريس إذ تتعدى المائة صفحة، وقد حملت المجموعة قصصا تتكئ على اللقطة السريعة الناتجة عن موقف مثل قصة الرجل الذى يتهرب من الكلام مع الناس فى الأوتوبيس كيلا يسأله أحد عن وظيفته لئلا يتطرق الحديث إلى عن القانون والمحاماة وهو الذى يعمل محاميا.

هناك أيضا قصة نظرة وهى من أشهر قصص يوسف إدريس تقوم على لقطة مكبرة بأكبر عدسة لطفلة صغيرة تعبر الشارع وعلى رأسها صينية كبيرة، حيث تخدم فى أحد البيوت غير أنها تخطف قلب الراوى حين تقف لتنظر بفضول على الأطفال الذين يلعبون الكرة فى الشارع وكأنها تقول إنها حرمت من كل ذلك دون ذنب.

إنتاج يوسف إدريس لم يقتصر على القصص القصيرة بل امتد منها إلى الروايات والمسرحيات فألف من الروايات الحرام والعيب وغيرها ومن المسرحيات ملك القطن واللحظة الحرجة والفرافير وغيرها، وقد توفى يوسف إدريس عام 1991عن عمر ناهز 64 عاما تاركا خلفه إرثا كبيرا من الأعمال الأدبية.