سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 يناير 1966..حسين توفيق يعترف أمام المحكمة بشراء أسلحة وذخيرة لفرض وحدة «وادى النيل» بالقوة

حسين توفيق
حسين توفيق
كانت الساعات الأربع التى قضتها محكمة أمن الدولة العليا يومى 10 يناير، و11 يناير، مثل هذا اليوم، 1966، حافلة بالإثارة فى مجريات محاكمة حسين توفيق وتنظيمه السرى، الذى كان يواجه باتهامات أبرزها، محاولة اغتيال رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر.. «راجع، ذات يوم، 10 يناير 2022».
 
فى تغطيتهما الواسعة تنقل «الأهرام» و«الأخبار» يومى 11 و12 يناير 1966، مضبطة الجلسات، وفيها مناقشات مثيرة بين رئيس المحكمة الفريق محمد فؤاد الدجوى والمتهمين الـ14، والشهود، وتظهر قدرة «الدجوى» الفائقة فى إدارة المناقشات وطرح الأسئلة، فحين نادى على المتهم الأول «حسين توفيق» طالبا منه أن يتكلم بما يدفع التهمة عن نفسه.. تحدث «توفيق» عن نفسه فى لهجة خطابية قائلا: «أنا أقف الآن هنا لأن لى رأى..أنا أحاكم لأننى صاحب رأى»، فنظر إليه رئيس المحكمة، ووفقا لوصف الأهرام: «بدت كل العيون ترقب ماذا سيحدث؟.. وأعاد حسين توفيق نفس الجملة بنفس اللهجة الحماسية الخطابية، وباتزان وهدوء تكلم رئيس المحكمة قائلا: يا حسين توفيق.. هدى من نفسك، لا تتكلم بسرعة حتى لا تخطئ وتضر نفسك، احنا محكمة بتراعى مصلحتك.. خليك هادئ لا تخطئ.. ولكى أساعدك سأسألك واقعة بواقعة بالتدريج، فربما تكون نسيت».
 
قبل مناقشة حسين توفيق، استجوبت المحكمة الشاهد الأول «محمود الشيشينى» السائق بمديرية التحرير، والذى أبلغ عن التنظيم.. قال إنه يعرف «عبدالقادر عامر» عضو التنظيم منذ عام 1945، مؤكدا: «كنا زملاء فى مجلس إدارة حزب مصر الفتاة».. ويكشف أنه كان يشترى القنابل ويعطى من ماله للحزب لطبع المنشورات، وكان دخله وقتئذ من 200 إلى 250 جنيها شهريا، يذهب الجزء الأكبر منها على الأسلحة، وأولاد زملائه المسجونين، وقال إنه فى يوليو 1965 التقى عبدالقادر عامر فى جراج الاتحاد الاشتراكى بالشاطبى، وتحدث معه عبدالقادر عن حاله وعن البلاد، محاولا أن يدفعه إلى كره النظام القائم، ثم طلب منه تفاحا، وهو الاسم الحركى للقنابل عندما كان يعمل مع الفدائيين.. يضيف «الشيشينى» أنه ذهب إلى الرائد سامى مازن فى المباحث العسكرية الذى رسم له بعد ذلك خطة للعمل مع عبدالقادر عامر، وبمقتضاها ذهب فى اليوم التالى إلى عامر الذى طلب منه قنابل بسعر بين 25 قرشا ومائتى قرشا، ومسدسات بسعر الواحد من 10 إلى 20 جنيها، وظل الحال كذلك حتى وضعت خطة للقبض على «عامر» عندما ذهب ليتسلم القنابل من منزل «الشيشينى»، وكان هناك رجال المباحث العسكرية فقبضوا عليه وسعيد توفيق ومدحت فخرى، اللذين كانا أمام المنزل.
 
أما الشاهد الرابع «حنفى معاذ»، فقال: «الحكاية بقالها سنتين ونص، هو «حسين توفيق» طلب منى طلقات 9 ملليمترات، وجبت له 36 طلقة، وأعطانى 2 جنيه، وطلب تانى وجبت له علبة فى علبة، وكان بيطلب كميات، وجبت له مرة طلقات مغشوشة، وبعدين دخلنا فى القنابل ومدافع البازوكا، فقلت له: أجيب لك.. وأبلغت المسؤولين».. سأله رئيس النيابة صلاح نصار: «أنت تعرف حسين توفيق من إمتى؟.. فأجاب: من سنة 1939.. كنا سوا فى الشقاوة دى بنضرب الإنجليز، لكن دلوقتى مفيش إنجليز هنضرب بعض».
 
فى مذكرات وسيم خالد «الكفاح السرى ضد الإنجليز»، يأتى اسم «حنفى»..تكشف المذكرات قصة «رابطة النهضة» التى كونها حسين توفيق للقيام بالاغتيالات فى أربعينيات القرن الماضى، وكان «وسيم» عضوا فيها..يذكر: «تمكن حسين من الحصول على مسدس صالح لأول مرة، وكان وراء هذا المسدس «حنفى» أحد جناينية المعادى، ولص المعسكرات، وتاجر المسروقات من الكامب، وفى البداية كان حنفى ينظر إلى حسين نظرته إلى ابن ذوات عاوز يتدلع ويشيل مسدس فأعطاه مسدسين تالفين، واغتاظ حسين لأنه كان يحرم نفسه هو وشقيقه سعيد من مصروفهما مددا طويلة ثم يحصل على مسدس تالف، فضغط على حنفى حتى أعطاه مسدسا سليما».
 
بعد انتهاء مناقشة الشهود، بدأت المحكمة فى مناقشة حسين توفيق، فأنكر فى البداية اتهامه بارتكاب جريمة، ثم سأله الدجوى: هل عملت تنظيم؟..أجاب: أيوه عملت تنظيم ما يخرجش عن 5 أشخاص سنة 1962، وبدأ بأخويا سعيد، وعديلى عبدالقادر عامر، وأولاد خالتى مدحت والحناوى، يعنى التنظيم عائلى، وكنا نستعرض الآراء ونتدارس، ونتيجة لهذا قلنا إن الاتجاه العربى خاطئ، وبنينا هذا الكلام على أن الجامعة العربية أسسها «أنتونى إيدن» رئيس وزراء بريطانيا، بهدف إبعادنا عن السودان، وقال إن الإجراءات التى اتخذوها هدفها وحدة مصر والسودان.
حاصره رئيس المحكمة بالأسئلة فاعترف بجمعهم أموالا، واشتروا أسلحة، 6 مسدسات منها 2 مرخصين، وألف طلقة ذخيرة، وسأله رئيس المحكمة عن الهدف، فأجاب: لأنى أؤمن أن كل فكرة غير مستندة على القوة لن تنجح، وهدفنا هو تحقيق وحدة وادى النيل».. انتقل الحديث بعد ذلك إلى قصة اتصاله بتنظيم الإخوان الإرهابى بزعامة سيد قطب.. فماذا جاء فيها؟  
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أول تعليق من المخرجة كوثر بن هنية بعد ترشيح صوت هند رجب للأوسكار

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

غيابات بالجملة فى الزمالك أمام حرس الحدود

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025


كارديف ضد تشيلسي.. تشكيل البلوز فى موقعة كأس الرابطة

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

موعد الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية


الأهلى يغلق ملف التفاوض مع الكولومبى بابلو صباغ.. اعرف السبب

تعرف على مهن الفنانين قبل الشهرة والنجومية

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

بلاغ ضد نادية الجندى بتهمة القذف والتشهير بفريال يوسف

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى