93 عاماً علي ميلاد مارتن لوثر كينج.. سجن 29 مرة في رحلة النضال ضد التمييز العنصرى.. والده غير اسمه من مايكل إلى "مارتن" تيمنا بمصلح كنسي.. وبايدن اختار مسقط رأسه للحشد وتمرير قانون انتخابي

مارتن لوثر كينج
مارتن لوثر كينج
كتبت: نهال أبو السعود

يحتفل الأمريكيين، اليوم الخامس عشر من يناير بذكري ميلاد الدكتور القس مارتن لوثر كينج ، الذي قاد نضالاً سلمياً من أجل الحرية والمساواة بين البيض والسود في عصر كانت العنصرية حاكمة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

ولد مارتن لوثر كينج الابن في 15 يناير 1929 في أتلانتا، جورجيا، لأبويه القس مايكل الأب وألبيرتا التي كانت تعزف البيانو في كنيسة الحي. سمّته أمه "مايكل" تيمنا بأبيه، وهو الاسم المدوّن في شهادة ميلاده – لكن والده المتديّن أصر على اسم مارتن لوثر تيمناً بالمصلح مؤسس الكنيسة البروتستانتية اللوثرية مارتن لوثر.

وتصدى مارتن لوثر كينج للعنصرية مبكراً، فحينما كان صبياً، حظر عليه والدا صبي أبيض كان يصادقه اللعب معه. وعندما سألهما عن السبب قالا له: "نحن بيض وأنت ملوّن أسود". وعندما حكى الواقعة لأبويه تلقى منهما أول دروسه في تاريخ العبودية والتمييز في وطنه. وتعزز لديه مفهوم التمييز العنصري عندما كان يستقل حافلة مع أحد معلميه، فأمره صبي أبيض بأن يترك له مقعده وعندما رفض تدخل معلمه وأخبره بأنه ينتهك القانون وقد ينتهي به الأمر في السجن إن لم يستجب للأمر، ففعل.

وتتزامن ذكري ميلاد مارتن لوثر كينج مع معركة سياسية يخوضها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الحزب الجمهوري لتمرير قانوني انتخاب يهدفان لتعزيز قاعدة الناخبين في الانتخابات الأمريكية بشكل عام ، واختار بايدن يوم الثلاثاء الماضي مسقط رأس مارتن لوثر كينج للإلقاء خطاب أثار الكثير من الجدل ، ألمح خلاله إلى اعتزامه التدخل لتعديل قواعد تمرير القوانين داخل مجلس الشيوخ ، حيث يشغل الديمقراطيين 51 مقعداً مقابل 50 للجمهوريين ، فيما تقتضي الموافقة على التشريعات تأييد 60 صوتاً.

واختار بايدن جورجيا، الولاية الجنوبية التي كانت تعتمد العبودية وترمز إلى النضال من أجل الحقوق المدنية في السابق والخلافات السياسية اليوم، للدفاع عن هذا الإصلاح، وألقي خطابه أمام طلاب في جامعات مرتبطة تاريخياً بمجتمع الأميركيين السود.

ووصف بايدن خلال الخطاب "أتلانتا" بأنها "مهد النضال من أجل الحقوق المدنية"، قائلاً: "منذ شهرين وأنا أجري محادثات سرية مع أعضاء الكونجرس، لن أصمت بعد الآن إزاء عرقلة المعارضة الجمهورية إقرار مشروعي قانونين أساسيين يحميان حق الأقليات في التصويت".

ويمتلك مارتن لوثر كينج مسيرة حافلة بالنضال ضد التمييز العنصري،  وفي 1963 اعتقل وسجن بتهمة الإخلال بالأمن والنظام لقيادته تظاهرات احتجاج على معاملة السود في بيرمنجهام. وكانت هذه واحدة من 29 مرة أودع فيها السجن لتنظيمه وقيادته مسيرات وتظاهرات تطالب بالحقوق المدنية للسود 

 

خطاب الحلم

وفي مايو 1957 ألقى كينج خطبته الأولى على المستوى القومي تحت نصب أبراهام لينكون التاريخي. وطالب أمام نحو 30 ألف شخص بحق التصويت للسود ومشاركتهم في تشكيل المؤسسة السياسية الأمريكية. وبعد ست سنوات، في خضم سلسلة لقاءات مواجهة له بالرئيس الأميركي وقتها ليندون جونسون، قاد كينغ في 28 أغسطس 1963 مسيرة للسود - شارك فيها ربع مليون شخص على الأقل من دعاة المساواة من كل لون وملّة في واشنطن تطالب بالحريات المدنية والمهنية ووضع حد للتمييز العنصري في البلاد. وتحت نصب أبراهام لينكولن التاريخي ألقى كينغ خطبته الشهيرة "لدي حلم" التي دامت 17 دقيقة مثلت أكبر منعطفات حركة الحقوق المدنية وأحد أهم الخطب السياسية بطول تاريخ الولايات المتحدة.

وبدأ كينج خطبته الشهيرة " لدي حلم " مستلهماً بنود "إعلان التحرر" الذي فك في 1863 ملايين السود من قيود العبودية. وقال إنه بعد مرور مئة سنة على ذلك الإعلان "يظل الزنجي مفتقراً إلى حريته". 

في سبتمبر 1958، وقع كينج على نسخ من كتابه "خطوات نحو الحرية" في هارلم، بولاية نيويورك، ليتعرض في ذلك الحين لمحاولة اغتيال، عندما أتت اليه امرأة وسألته أن يؤكد لها هويته. ففعل، وما كان منها إلا أن غرست سكين مظاريف بطول سبع بوصات في صدره أخطأت قلبه بما لا يزيد عن مليمترات قليلة. وأُنقذت حياته فقط لأنه خضع لعملية جراحية فورية. وفي فترة نقاهته بالمستشفى أصدر بياناً قال فيه إن الحادثة عززت إيمانه بالنضال السلمي وإنه يغفر لمهاجمته فعلها.

وفى 4 إبريل 1968، كان كينغ يقف مع بعض أعوانه على شرفة غرفته (رقم 306) بالطابق الثاني في فندق "لورين" الصغير، ميمفيس. وفي تمام الساعة السادسة ودقيقة مساء أطلق عليه شخص يدعى جيمس إيرل راي النار من بندقيته، فأصابه في خده برصاصة وجدت طريقها إلى نخاعه الشوكي. ونقل سريعاً إلى مستتشفى سان جوزيف وخضع لجراحة غير ناجحة إذ لفظ نفسه الأخير بعد ساعة وأربع دقائق من إصابته.

أما القاتل راي فقد قبض عليه واعترف بفعلته ثم تلقى الحكم بإعدامه. لكن هذا خُفف إلى السجن المؤبد لأسباب عدة من ضمنها أن عائلة كينج نفسه كانت ضد عقوبة الإعدام، وأن القاتل راي وفقًا للعائلة مجرد اليد المنفذة لمؤامرة كبيرة وقفت وراءها مؤسسات حكومية على المستويين المحلي والفيدرالي وأيضاً المافيا.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يترقب خطاب وزارة الرياضة للبدء في مرحلة "توفيق الأوضاع" قبل الانتخابات

الداخلية تكشف أسباب صوت فرقعة بموقف ملحق بمطار القاهرة

السجن 10 سنوات لمالك محلات تجارية شهير متهم ببيع أجهزة تابلت التعليم

هل سلمت الفصائل الفلسطينية فى لبنان سلاحها للجيش؟.. تعرف على التفاصيل

موعد مباراة الزمالك القادمة فى الدوري أمام فاركو والقناة الناقلة


الأمم المتحدة تعلن تفشى المجاعة فى غزة بشكل رسمى.. الحصار الإسرائيلى على القطاع يقتل السكان جوعا.. وضحايا سوء التغذية يرتفع لـ272 شخصا بينهم 113 طفلا.. ووزير الدفاع الإسرائيلى: قريبا سنفتح أبواب الجحيم على حماس

جمارك الطرود البريدية بالقاهره تضبط محاولة تهريب أقراص مخدرة داخل سماعة صب

واقعة لاعبة الجودو دينا علاء.. هل تلقت القتيلة 3 رصاصات من الزوج لتفدى أطفالهما؟

اعترافات صادمة لعصابة الثقب الأسود: نضرب الأطفال ونجبرهم على التسول.. فيديو

تحت ستار تبرعات للخير.. القبض على "حازم" وبحوزته مخدارت بـ30 مليون جنيه بقنا


فليك يحذر من قوة دفاع ليفانتى ويتحدث عن مقارنته مع جوارديولا

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

إغلاق "الثقب الأسود" بالهرم بعد شكاوى مواطنين عن وجود متسولين.. صور

كوكا يغيب عن افتتاح الدوري السعودي لأسباب غير فنية.. تعرف عليها

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

لويس دياز: الدوري الألماني مرهق للغاية ويقدم تحديات جديدة

برشلونة واثق من تسجيل جميع لاعبيه قبل 30 أغسطس

تنسيق الشهادات المعادلة.. لن يعتد بتسجيل الطالب بموقع التنسيق ما لم يتقدم بأصول الورق

زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب قبالة محافظة "مياجى" اليابانية

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى