الترجمة إلى العامية .. ظاهرة تحتاج دراسة

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
تقدم الترجمة لنا على الدوام وسيلة مهمة لمعرفة الآخر، أفكاره ومشاعره، وقد اعتدنا على الترجمة إلى اللغة العربية الفصحى، لكن فى الفترة الأخيرة بدأ فى الانتشار نوع من الترجمات لكتب عالمية خاصة الروايات إلى العامية المصرية، وهى الظاهرة تحتاج من المتخصصين والقراء أيضا إلى إبداء رأيهم في هذه المسألة المهمة.
 
وقد كتبت من قبل عن ذلك الشأن وقلت "أعتقد أن من يفعل ذلك يبحث عن شيئين، الأول هو الانتشار والاعتقاد بأن جمهور العامية أكثر من جمهور الفصحى، وهو أمر غير حقيقى بالمرة، لأن جمهور العامية مهما كثر فإنه محدود بإطار جغرافى معين، خاصة بعد تراجع تأثير العامية المصرية فى العالم العربى لظروف عدة.
 
الأمر الثانى أن بعض من يلجأ إلى الترجمة بالعامية يكون له موقف من اللغة العربية، يراها "ثقيلة على الأذن" أو يظنها لا تعبر عن الروح التى يريدها أو يعتقد أن العامية المصرية شىء مختلف عن الفصحى ويفعل ذلك بتأثير "انفصالى"، وذلك خطأ أيضا، لأن معظم كلمات العامية المصرية هى كلمات عربية سقط منها التشكيل، لكنها لا تزال محتفظة بالأصل.
 
 بالطبع، علىَّ أن أوضح، أننى لست ضد الكتابة بالعامية، فالنصوص المكتوبة أصلا بها، مثل الشعر العامى، لها جمالياتها وفنونها وصورها ودلالاتها وغير ذلك، لكننى لا أستسيغ إجبار النصوص على الظهور فى شكل محدد، فترجمة عمل "عالمى" إلى العربية الفصحى حتما سيكون أكثر تأثيرا من "العامية".
 
كما أننى لا أفكر هنا من منطلق الوحدة والكل فى مقابل التقسيم والتفرقة، بل إن المعنى بعيد عن ذلك، وما أقصده هو "المُناسَبة" أى أن يكون ما نفعله مناسبًا وفى إطار عام لا يفقد مصدره ولا يشوه ما نقوم به، فالكتاب الأجنبى له عالمه الذى يتحدث فيه، ربما أقبله بالعامية المصرية لو كان الكتاب يدور فى مصر وبه حوارات مع أناس فى الشارع المصرى، لكن أن يدور فى شارع الشانزليزيه فى فرنسا أو فى شقق إنجليزية ثم أجعله مصرى الكتابة، حتما سوف أشعر بالقطيعة معه، لكن لو استخدمت الفصحى هنا فإنها تظل محتفظة بدورها المحايد وهو نقل المضمون والروح قدر المستطاع، لكننى بالتأكيد أكون مدركا أن هذا نص مترجم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أستون فيلا يخسر أمام برينتفورد وبيرنلي يعبر سندرلاند في الدوري الإنجليزي

آرسنال ضد ليدز.. جيوكيريس يقود هجوم الجانرز فى الدورى الإنجليزى

الداخلية تضبط تيك توكر تحرض على الفسق وبحوزتها كمية من مخدر الآيس بالهرم

أخبار مصر.. ارتفاع طفيف بالحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 37 درجة والإسكندرية 33

14 إنذارا و4 بطاقات حمراء.. هل أثرت انفعالات يورتشيتش على لاعبي بيراميدز؟


وزير الإسكان ومحافظ مطروح يختتمان جولتهما بتفقد مشروع توسعات محطة مرسى مطروح

"العش بديلا".. ثنائية بيكهام وداري تقود دفاع الأهلى أمام غزل المحلة

احتفاءا بيوم ميلاد محسن زايد.. قصة مسلسل "الحرافيش" من أحمد زكى إلى نور الشريف

مصدر ينفي شائعات استعداد أنجلينا جولي لنشر مذكرات تكشف أسرار حياتها

تشكيل مباراة النصر ضد الأهلى في نهائي كأس السوبر السعودي


جينيفر لوبيز تستمتع بحياتها بعد الطلاق وتعلن انتهاء رحلتها مع الزواج

أخبار مصر.. التموين تطرح السكر بمنافذ المجمعات الاستهلاكية بعد تخفيض الأسعار

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

وزيرا "الإنتاج الحربى" و"البترول" يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك

ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا

مواعيد مباريات اليوم.. مان سيتي أمام توتنهام وليفانتى مع برشلونة

مستوحى من أحداث حقيقية.. تفاصيل فيلم ايجى بست بعد انطلاق تصويره

مقر عبادة الإله جحوتى.. مدينة الأحياء الأثرية تحكى تاريخ المنيا القديمة.. صور

طلاب الثانوية العامة دور ثان يؤدون امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات

الطقس اليوم.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 38 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى