التنافس الآسيوى على مصر

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى

في الوقت الذى تمثل فيه زيارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، أهمية كبيرة على المستوى الفردى للدولتين على اعتبار ما تتمتع به كلا منهما من مزايا كبيرة، سواء فيما يتعلق بالاستثمار والتبادل التجارى، أو حتى اقتحام مناطق نفوذ جديدة، وغير تقليدية، في مناطق تبدو بعيدة جغرافيا بمعايير السياسة التقليدية، إلا أنها فيما يبدو تعكس حالة من التنافس الآسيوى، فيما يتعلق بالعلاقة مع مصر في السنوات الأخيرة، ربما عززتها الظروف الإقليمية والدولية المحيطة، سواء في الداخل القارى أو على المستوى الدولي بشكل عام، مع تراجع الدور الأمريكي من جانب، وصعود قوى أخرى باتت قادرة على مزاحمة واشنطن على عرش النظام الدولي من جانب أخر، وهو ما يعزز الحاجة لدى القوى الإقليمية في مختلف مناطق العالم إلى تنويع تحالفاتها، وهو ما سبق وأن تناولته في المقال السابق.

إلا أن النظرة المدققة للأوضاع الإقليمية في آسيا، تدفع نحو ملاحظة مستجدات عديدة، أبرزها الانسحاب التدريجى للولايات المتحدة من كوريا الجنوبية واليابان، واللتين شهدت العلاقة بينهما توترا كبيرا في السنوات الماضية، ناهيك عن الصعود القوى للصين، والتي تمثل المنافس الأبرز في المرحلة الراهنة لقيادة العالم، في حين تحتفظ الهند بحظوظها الإقليمية، بما لديها من قوة اقتصادية وعسكرية وهو ما يعني أن ثمة عوامل واضحة من شأنها تأجيج التنافس بين القوى الآسيوية، وهو ما يدفعهم نحو التحرك لاستكشاف مناطق جديدة للنفوذ، وإن كانت بعيدة جغرافيا عن محيطهم الإقليمى، من أجل تعزيز الدور الدولي، سواء لمواصلة التنافس على القمة، كما هو الحال في النموذج الصينى، أو على الأقل للحفاظ على الوضع الإقليمى الراهن سياسيا أو اقتصاديا.

وهنا نجد أن مصر كانت أحد أبرز "البوابات" التي سعت إليها القوى الآسيوية في السنوات الأخيرة، سواء من خلال تعزيز العلاقات الثنائية، كما هو الحال في زيارة الرئيس مون جيه إن، عبر الاستثمار، وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مختلف مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر من جانب، أو عبر تدشين آليات جماعية، تسعى فيها الدولة لتقديم المساعدات لمنطقة بعينها، عبر المظلة الجامعة لهم، على غرار جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى من جانب أخر، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا للاهتمام بتلك المناطق، ومحاولة تعزيز العلاقات معها في المرحلة المقبلة، خاصة مع تنامى التحديات المشتركة التي لم تعد تفرق كثيرا بين الدول، سواء متقدمة أو نامية، في الوقت الذى أصبح الجميع فيه تحت "سيف الخطر"، بينما تبقى مصر المدخل الرئيسي لتلك المناطق، بحكم الموقع الجغرافى، وكذلك الدور الكبير الذى باتت تلعبه في كافة مناطقها، وذلك بعد سنوات من الإهمال

ففى غضون سنوات قليلة، شهدت مصر زيارات هامة من زعماء القوى الآسيوية، بدءً من الرئيس الصينى شى جين بينج، والذى زار مصر، في عام 2016، في أول زيارة لرئيس صيني إلى القاهرة لأكثر من 12 عام، بينما حرص رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبى على زيارة مصر، ودعم مشروعاتها التنموية، وهو الأمر الذى دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تكريمه، بإطلاق اسمه على أحد المحاور الجديدة بالقاهرة، بينما تأتى زيارة رئيس كوريا الجنوبية للقاهرة، هي الأخرى، لتعزز حالة التنافس الآسيوى على مصر في المرحلة الراهنة، بينما توافد كبار المسؤولين هنا وهناك في زيارات متبادلة، لتحقيق أكبر قدر من التنسيق وتعزيز التعاون في السنوات الماضية.

وهنا يمكننا القول أن مصر باتت تمثل أهم نقاط الاستقطاب الإقليمي، للقوى الآسيوية، وهو ما يعود بالنفع، ليس فقط على الدولة المصرية، وإنما "محيطاتها" الإقليمية بأسرها، سواء عبر الاستثمارات أو تعزيز مبادئ الاقتصاد الأخضر أو تطوير الصناعات التكنولوجية، باعتبارها السبيل لتحقيق التنمية المستدامة في المستقبل، وهو ما يمثل انعكاسا للكيفية التي يرى بها العالم مصر ودورها في المرحلة الراهنة، في إطار حالة التحول التي يشهدها النظام الدولى نحو حالة من التعددية، بعيدا عن سياسات الهيمنة الأحادية التي سيطرت على العالم منذ أكثر من 3 عقود.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تنسيق الجامعات 2025.. أقسام وبرامج الدراسة بهندسة جامعة القاهرة وفرص العمل

شديد الحرارة رطب نهارا.. تفاصيل حالة الطقس اليوم وأهم الظواهر الجوية المتوقعة

نتيجة الثانوية العامة 2025.. استمرار التصحيح الإلكترونى لكراسات الإجابة

تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج الموضة وطباعة المنسوجات بفنون تطبيقية حلوان

تدريبات خاصة لحراس مرمى المصري على هامش مران الفريق.. صور


الداخلية تضبط 151 قطعة سلاح و298 قضية مخدرات

محمد منير ورامي جمال فى حفل ضخم بمهرجان العلمين الجديدة 16 أغسطس

تنسيق الدبلومات الفنية.. مساران لالتحاق طلاب الشهادات الفنية بالجامعات والمعاهد

تنسيق الجامعات 2025.. أقسام وبرامج كلية الآداب بجامعة القاهرة وفرص العمل

مدبولى: الإسكندرية تشهد نقلة حضارية جديدة من خلال المشروعات العديدة المنفذة


الأهلي يمنح حسين الشحات الضوء الأخضر للرحيل فى الصيف.. بشرط

أكرم القصاص يكتب: معظم النار من مستصغر «التوك توك».. «شهاب وطفل المرور» القانون يحسم!

تنسيق الدبلومات الفنية.. 70% حد أدنى للتقدم لمكتب التنسيق للالتحاق بالجامعات

الزمالك يستخدم محمد صبحي ورقة رابحة فى ملف الصفقات مع بيراميدز

تنسيق 2025.. كليات ومعاهد تقبل طلاب الشعبة الهندسية بالجامعات الحكومية

تنسيق الجامعات 2025.. كليات ومعاهد تقبل طلاب علمى بالجامعات الحكومية

الزمالك يخطط لضم أحمد عبد القادر بعد انتقاله المرتقب إلى الحزم السعودي

وزارة التعليم تتيح نتيجة الدبومات الفنية 2025 في المدارس

هشام جمال يشوق الجمهور بمفاجأة فى أول تعاون مع حسين الجسمى

لويس إنريكي يعتدي على بيدرو مهاجم تشيلسي بعد خسارة كأس العالم للأندية.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى