قل اللهجات العامية المصرية.. ولا تقل اللغة المصرية

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف

يحق للجميع أن يفعل ما يشاء، فمن أراد أن يتحدث الفصحى فليفعل، من أراد أن يتحدث العامية فليفعل، ومن أراد أن يكتب باللغة الفصحى فليفعل ومن أراد أن يكتب بالعامية فليفعل أيضا، لا منع ولا حكر، ولكن أرجوكم سموا الأشياء بأسمائها، فلا يجوز أن نطلق على اللهجات العامية المصرية اللغة المصرية، فذلك خلط مضر سواء أكان ذلك مقصودا أو غير مقصود.

 

فى البداية أقول إن ترجمة كتاب إلى العامية ليست بالأمر الخطير، لأسباب متعددة لن نستطيع حصرها، لكن ما يهمنى هنا السبب القائم على أن اللغة الفصحى تملك قوتها بسبب النصوص المهمة، وعلى رأسها القرآن الكريم، والشعر والنصوص السردية الجميلة، ولأن اللغة العربية على مستوى الكتابة والفن لم تثبت عجزها حتى الآن، أما فيما يتعلق بالشأن العلمى فهذا أمر آخر له شجون، وربما العيب ليس فى اللغة ولكن فى عقولنا نحن.

 

أقول طالما اللغة الفصحى قادرة على إثبات نفسها والتطور الفنى، وأنها لا تزال قادرة على العطاء، فلا خوف من نص عامى ولا حتى من طريقة تفكير عامية، بل على العكس يمكن النظر إلى هذه التجارب بوصفها محاولات جديدة لكسب قراء جدد، هم وحدهم من يحق لهم الحكم على هذه التجارب، خاصة أننا بالفعل أصبحنا نعيش فى دنيا من العوالم المتوازية، فلدينا مهتمين بفنون متناقضة أو متقاربة، وفى مسألة القراءة فلمن لا يعلم لدينا أجيال لا تقرأ سوى باللغات الأجنبية.

 

ولكن ما يفزع فعلا هو الخلط فى المصطلحات، لأن ذلك يدل على أحد شيئين، عدم معرفة ولا أحب أن أقول جهلا، أو سوء نية مبعثها تعظيم الفعل الذى تم أو رغبة حقيقية فى الابتعاد عن جزء مهم من الهوية التى تشكلنا بالفعل، فمن البديهيات أن ما نتحدثه نحن هو لهجة من لهجات فى مصر، وأنا عن نفسى لا يمكن أن أحصى عدد اللهجات فى مصر، وبالتالى صعب أن أقول أن اللهجة القاهرية هى اللغة المصرية، أو اللهجات الصعيدية بتعددها أنها اللغة المصرية، لا يمكن ذلك، إنها مجرد لهجات معتمدة بشكل رئيسى على لغة معيارية هى اللغة العربية الفصحى المتمثلة فى النص القرآنى.

 

أما لو أردنا أن نتحدث عن لغة مصرية فعلينا العودة إلى الماضى، واستحضار لغة الأجداد الفراعنة، وأعتقد أن ذلك صعب جدا، لأن اللغة المصرية القديمة لم يعد أحد ينطقها الآن فنعتمد عليه، وحتى اللغة القبطية التى تعد امتدادا للغة القديمة فهى ليست خالصة، كما أن قصرها على النصوص الدينية قد أثر على اتساعها، وأعتقد وإن كنت غير متأكد بها جزء من اليونانية القديمة.

 

ما أريد قوله أن للكتَّاب أن يجربوا ما يشاءون، لكن عليهم أن يسموا الأشياء بأسمائها، وأقول لهم انتظروا وراقبوا ما فعلتم ومع الوقت سوف تعرفون إن كانت تجاربكم نجحت أم لا، وفى كلا الحالتين لا بأس.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد ياسر ريان: رحلت عن سيراميكا بسبب أزمة مالية ولدى الأمل فى العودة للأهلى

7 أخبار لا تفوتك اليوم الإثنين 7 - 7 - 2025

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

الاتحاد يضع الرتوش الأخيرة على صفقة تبادلية مع سيراميكا.. بيع مغربى وضم 3 لاعبين

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة. صور


نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

السكة الحديد تعتذر عن عدم انتظام منظومة حجز التذاكر بسبب حريق السنترال

البيت الأبيض يشيد بالجهود المصرية المبذولة لإنهاء الحرب في غزة

الاتحاد السكندرى يتفق على أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال


حريق بسنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات والإنترنت.. وزير الاتصالات يتابع استعادة الخدمات تدريجيًا خلال ساعات.. شركات المحمول: تأثير حريق سنترال رمسيس قيد التقييم.. ونتابع الأمر مع المصرية للاتصالات

حين انتصرت الشعوب على الهيمنة.. دول تحدّت الطاعة العمياء لأمريكا وفضّلت مصلحة مواطنيها.. رفضت مقايضة الكرامة الشعبية بالرضا الغربي تمسكا بالقرار السيادي.. وأكدت: واشنطن لا تملك وحدها مفاتيح الشرعية

تعرّف على سبب تأخّر وصول آدم كايد بعد التوقيع الإلكترونى للزمالك

نزار الأكحل يكتب من واشنطن: مستقبل ميسي مع إنتر ميامي قبل كأس العالم 2026

حريق داخل سنترال رمسيس والحماية المدنية تحاول السيطرة على النيران

تعرف على نظام الامتحانات بالبكالوريا بعد موافقة البرلمان على تطبيقها

كل ما تريد معرفته عن كواليس الميركاتو الصيفى فى الأهلى

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد استئنافه على حكم حبسه بسبب نفقة طليقته

هتصيف فى إسكندرية؟.. ضوابط ومحاذير على الشواطئ.. ممنوع نزول البحر بعد الساعه 7 مساء.. حظر الخروج من الشاطئ بملابس البحر.. إلزام المستأجرين بمنظومة الإنقاذ.. وتشديد على عدم دخول الشاطئ بمواقيد الغاز أو الشيشة

الحوثيون vs تل أبيب.. الجيش الإسرائيلى يطلق عملية الراية السوداء.. غارات على محطة كهرباء الحديدة وموانئ يمنية تحت سيطرة الحوثي.. الجماعة ترد بصورايخ تجاه الأراضي المحتلة..وتتوعد: من يعتدي على غزة وعلينا لن ينام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى