زوجة الشهيد عبد الرحمن عادل: كان يتمنى الشهادة مثل زملائه من أجل تراب الوطن

زوجة الشهيد عبد الرحمن عادل
زوجة الشهيد عبد الرحمن عادل
كتب محمد عبد المجيد
قالت سولافة إمام زوجة الشهيد مقدم عبد الرحمن عادل، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم جدا بالجانب الإنسانى، مضيفة: تم تكريمنا من قبل، واستشهد عبد الرحمن يوم 6 أكتوبر الماضى، مؤكدة أن موقف استشهاد زوجها كان صعب جدا على أفراد الأسرة، ولكن بالتأكيد مصر تستاهل تضحيات أبنائها، وأن نضحى جميعا بأنفسنا من أجل هذا الوطن.
 
وأضافت زوجة الشهيد مقدم عبد الرحمن عادل، على هامش احتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ 70 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن وزارة الداخلية المصرية تهتم جدا بجميع أفراد أسرة الشهيد، وتقدر جدا موقف الأسرة من الجانب الإنسانى. 
 
وأشارت سولافة إمام زوجة الشهيد مقدم عبد الرحمن عادل، إن الشهيد تخرج من كلية الهندسة، وعندما جاءت له التقديم لكلية الشرطة لم يتردد ثانية واحدة فى التقديم لها، وأنه كان يريد أن يكون امتداد لعمه الفقيد فى 67 الملازم مظلوم، وكان يريد أن يضحى بنفسه فداء لمصر، التى تستاهل أن يضحى الجميع من اجلها. 
 
وأوضحت سولافة إمام، أن زوجها تخرج من كلية الشرطة، وخدم فى سيناء لـ 7 سنوات، وكان يتمنى أن يستشهد مثل زملائه من أجل تراب هذا الوطن، ظل فى سيناء لـ7 سنوات ثم بعد ذلك توجه إلى محافظة الإسماعيلية، حيث كتب له الله الشهادة له هناك وأستشهد فى 6 أكتوبر الماضى. 
 
وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
 
وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصران المدينة. 
 
هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى.. بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
 
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
 
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة، لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏
 
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏
 
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.
 
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

مصادر للقاهرة الإخبارية: بدء مفاوضات اتفاق دائم في اليوم الأول لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

مصرع والد محمد الشناوي في حادث سير بطريق الواحات

قانون الإيجار القديم.. بدء تطبيق زيادة استثنائية 250 جنيهًا من أول سبتمبر كحد أدنى لحين انتهاء لجان الحصر بالمحافظات.. تحصيل فروقات الزيادة اللاحقة بأقساط شهرية متساوية.. وحظر تحصيل مبالغ خلاف المنصوص عليها

مصرع 3 وإصابة 7 فى تصادم تريلا وأتوبيس وسيارتين بالأوتوستراد.. صور

النصر يتأهل لنهائى كأس السوبر السعودى بثنائية ضد اتحاد جدة.. فيديو


وزارة التعليم: إنشاء منصة تعليمية لمتابعة الأداء الأكاديمى للطلاب

محمد هاني يعود لقيادة الجبهة اليُمنى للأهلي أمام بيراميدز

خارجية الدوحة: مصر وقطر تلقتا رد حماس على وقف إطلاق النار وننتظر الرد الإسرائيلى

النصر ضد الاتحاد.. طرد مانى فى الدقيقة 25 بالسوبر السعودى "فيديو"

موعد حفل توزيع جوائز الأفضل في إنجلترا.. محمد صلاح يتصدر السباق


حصاد المحترفين فى أوروبا هذا الأسبوع.. محمد صلاح ملك الإبداع

يويفا يعلن موعد قرعة دوري أبطال أوروبا ويوروباليج

الأهلى يعلن تفاصيل إصابة ياسين مرعى ومحمد شكرى قبل مواجهة المحلة

نجاة راكب أمواج أسترالى بأعجوبة من هجوم مرعب لقرش أبيض.. فيديو

أمير عابد يغيب عن المقاولون العرب أمام حرس الحدود بعد تعرضه لحادث سير

موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص

القبض على 8 عناصر إجرامية في المنوفية والقليوبية

طلبة علمى هيدرسوا تاريخ.. المواد الدراسية للصف الثانى الثانوى العام 2026

بحضور رئيس الوزراء.. الإعلان عن توقيع 12 اتفاقية وخطاب نوايا بمنتدى الاستثمار المصري اليابانى.. الاتفاقيات ذات عائد استثمارى كبير وتسهم في تعميق الإنتاج المحلي والقيمة المضافة ودعم سلاسل التوريد وتنمية الصادرات

مصرع 27 شخصا إثر سقوط حافلة فى نهر أويمى وسط بنين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى