كيف تواجه صناعة الأسمنت تحديات وقف استخدام الفحم مستقبلا للحد من التلوث؟

يتجه العالم بقوة نحو خفض الملوثات ‏المختلفة وعلى رأسها الكربون، ويعد الفحم المصدر الرئيسى والأساسى للانبعاثات الكربونية فى العالم، ولذلك فإنه قمة جلاسكو طلبت من الدول المتقدمة وقف تصنيع الفحم ووقف إنتاج الفحم وسط اعترض بعض الدول منها الصين وجنوب إفريقيا وإيران، ولاسيما أنها تعتمد على الفهم بشكل كبير.

ومن أهم الصناعات التى تعتمد على الفحم فى مصر صناعة الأسمنت، ومع توقيع مصر على اتفاقية المناخ جلاسكو كوب 26، وتزامنا مع تنظيم مصر لاتفاقية شرم الشيخ للمناخ فى نوفمبر المقبل، من المنتظر حدوث انخفاض تدريجى فى استخدامات الفحم، مما يمثل تحديا كبيرا أمام شركات الأسمنت.

وتقدر نسبة الاستثمارات الأجنبية فى مصر لصناعة الأسمنت بنحو 52% من مجموع الطاقة الإنتاجية، كما يبلغ عدد العمالة المباشرة 50 ألف شخص، وغير المباشرة 200 ألف شخص، وتقدر استثمارات صناعة الأسمنت فى مصر بنحو 250 مليار جنيه.

وهناك عدة خيارات أمام الشركات على رأسها وأسهلها العودة إلى استخدام الغاز الطبيعى، حيث كانت أغلب الشركات تستخدم الغاز الطبيعى فى صناعة الأسمنت، لكن مع ارتفاع السعر لجأت إلى الفحم على أساس ان سعر الفحم أقل كثيرا من سعر الأسمنت، وهو ما يعظم من عوائد الشركات وأرباحها، وبالتالى يمكنها الرجوع مرة أخرى إلى استخدام الغاز.

وهذا يتطلب إعادة النظر فى تسعير الغاز للمصانع وربط سعر الغاز بالسعر العالمى.

هذا خيار، أما الخيار الثانى، فهو اللجوء إلى أساليب غير ملوثه للبيئة فى صناعة الأسمنت، وفى تسخين الأفران منها الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة ‏مساقط المياه، بالإضافة إلى النظرة المستقبلية إلى الوقود المستقبلى وهو الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، وهى فى المستقبل وستكون الوقود لكافة المحركات فى ظل حرص العالم على الوصول إلى صفر كربون للإبقاء على درجة حرارة الأرض كما هى دون أن تؤثر التغيرات المناخية بشكل حاد على الدول المعرضة، خاصة الدول الساحلية.

ولابد من الآن تحرك شركات الأسمنت نحو إيجاد بديل الفحم قبل أن تتفاجأ بوقفه فجأة دون استعداد مما يؤثر عليها وعلى عدد العاملين فيها والمقدر بنحو 50 ألف عامل.