أبناء حورة.. حرب الحكايات كما يدونها عبد الرحيم كمال

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف

الخيال جزء أساسى من العقلية العربية، هذا حق، مهما حاول المغرضون وأصحاب الفكر المتطرف أن يوحوا لنا بأننا أبناء الحدة والمعنى الواحد والمنطق الميت، تثبت الكتابة الجميلة وتقبلنا لها أننا أبناء الأحلام والحكايات الشعبية، هذا ما فكرت فيه بعدما انتهيت من رواية "أبناء حورة" للكاتب عبد الرحيم كمال، الصادرة عن دار نشر الكرمة.

رواية "أبناء حورة" خيال قادم من رحم ألف ليلة وليلة، وفى الوقت نفسه تملك الرواية منطقا خاصا بها، فما أن تدخل إلى عالمها حتى تقع فى سحر الحكى وتفكر بالطريقة نفسها، فتتقبل كل ما يجرى، كائنات برؤوس إنسية وأجساد طير وأخرى على عكسها تماما برؤوس طير وأجساد إنسية، كائنات بحرية تتحدث وتفكر وأشجار تسمع وتطيع وأزمنة تتوالى وأحداث تقع وحكايات متداخلة، بينما الحب بأشكاله المتنوعة هو المنجى الوحيد من الشرور.

إن العالم الذى يقدمه عبد الرحيم كمال فى أبناء حورة يستحق وقفة وتأملا، فعلى الرغم من كونه عالما مستقبليا يأتى بعد انتهاء الأوبئة، لكن الملاحظ أنه لا يبنيه على فكرة الخيال العلمى، بل على فكرة الخيال الحكائى الشعبى ، بمعنى أن عناصر هذا العالم تبدو كأنها تعود للماضى، فالحكاء هو الشخص الأهم فى هذا العالم، هو من يتحرك بالأحداث للأمام، وهو المُطارد الذى يدفع الثمن دائما، والحكاءون هنا متعددون، فلدينا (نبيل السماك وحليم الخردواتى) وكتابهما الذى صار حجر زاوية فى شخصية مصر، حتى أن الأعداء لا هم لهم سوى محاولة سرقته والقضاء عليه، ولدينا (غلاب العدنانى وزوجته أروى ومن بعدهما الابن رماح وابنته حكاية)، وفى هذه الأسرة يتحقق لنا ما يمكن أن نطلق عليه (الحكاية الإطار) فهم من يروون لنا قصة (حوره وأبنائها)، وفى الوقت نفسه هم جزء أساسى فى الرواية، يظهرون أحيانا متجاورين مع أبطال القصة التى يروونها.

والرواية بها حس روايات الأجيال، فالأبطال الذين بدأنا معهم لم ننته معهم، بل انتهينا مع أبنائهم وأحيانًا مع أحفادهم، ولكل شخص حكايته الخاصة، وطبيعة شخصيته المختلفة، منهم الخيِّر ومنهم الشرير منهم من يملك الرؤية ومنهم من ضاقت عليه السبل، كما أن لكل واحد مصيره الذى يدعونا للتأمل، ولعل حياة الحاكم أمجد، حاكم بلاد اللاجئين، وموته، يكشف بصورة واضحة أن عبد الرحيم كمال كان مهتما ببناء شخصياته وأن الأمر ليس مجرد رصد لأحداث غرائبية.

وبمناسبة الموت يظل مشهد موت "الرياحى وزوجته عُليَّا" أبرز المشاهد العالقة في الذهن في الرواية، فقد كتبه عبد الرحيم كمال بعين مشهدية "درامية" كأنما يكتبه مباشرة للسينما ويعرف مدى تأثيره على المشاهد.

وفي الرواية يراهن عبد الرحيم كمال على قيم معينة يبثها في ثنايا الرواية، منها أن الحرب المقبلة ستكون على المعرفة، وأن التشويه سيكون مرتبطا بسرقة التاريخ، وأن الحب منجاة من الخوف وأن العشق يحقق المنى.

وفى النهاية أتمنى من عبد الرحيم كمال أن يسعى لإعداد الرواية لعمل فنى، وفى ظنى ستكون معامرة ناجحة، وستضيف إلى عالمنا الدرامى جديدا وتمثل نقلة مهمة.

موضوعات متعلقة

جيل مثقف.. يا وزارة الثقافة

جيل مثقف.. يا وزارة الثقافة الأحد، 02 يناير 2022 12:20 م

صخرة سيزيف

صخرة سيزيف الأربعاء، 29 ديسمبر 2021 12:53 م

المدينة المفقودة

المدينة المفقودة الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021 11:42 ص

مصطفى محمود .. مائة عام من الشغف

مصطفى محمود .. مائة عام من الشغف الإثنين، 27 ديسمبر 2021 10:24 ص

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اتحاد اليد يوافق بالإجماع على مشاركة الأهلي والزمالك في مونديال الأندية

محافظ بورسعيد يجتمع بمجلس المصرى لمناقشة استقالة كامل أبو على

البلاط السلطاني يعلن وفاة حماة السلطان هيثم بن طارق

فهد المولد.. هل يعود إلى الملاعب بعد غيبوبة تجاوزت 8 أشهر وأرقام مميزة؟

جيش الاحتلال يعلن إدخال 5 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة


إنبي يطلب إعادة ترتيب جدول الدوري وفق النقاط بعد نهاية مرحلة المجموعتين

مكافأة 10 ملايين دولار.. أمريكا ترصد هدية لمن يدلى بمعلومة عن حزب الله

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات


زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب جزيرة إيفيا اليونانية يعقبه هزة ارتدادية بقوة 3.6 درجات

غدا طقس حار بالقاهرة شديد الحرارة جنوبا ونشاط رياح والعظمى بالعاصمة 31 درجة

موعد مباراة برايتون ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

فيلم سيكو سيكو يسجل 651 ألف جنيه ليلة أمس الأحد فى السينمات

النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

مي عمر تخطف الأنظار في مهرجان كان وتعلن عن مسلسل رمضاني جديد

فحص كاميرات المراقبة لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

أمين عام الأمم المتحدة يزور النصب التذكاري لضحايا تفجير إرهابي فى بغداد 2003

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى