على الأرض السلام وبالناس المسرة .. المسيح والسيدة العذراء فى عيون الأدباء

العائلة المقدسة
العائلة المقدسة
كتب محمد عبد الرحمن
للمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وأمه السيدة العذراء مكانة كبيرة وخاصة للغاية في قلوب ووجدان المصريين، وبالتأكيد فإن ذلك ليس غريبا على أهل الأرض التي لجأت إليها العائلة المقدسة وباركت خطواتهم رمالها، وسطرت رحلتهم ومسارها بأحرف من نور في تاريخ وتراث الأمة المصرية.
 
وكانت حياة المسيح وأمه وتفاصيلها والمعجزات التي أجراها الله على يديهما مادة غنية للتناول الأدبي وملهما لأقلام الكتاب والأدباء على مرالعصور لتناولها وإيضاح خباياها، وكشف ليالي المحن التي تعرض لها الثنائي المبارك، والمنح الربانية التي أضاءت الأرض بالنور والمحبة والسلام.
 
ومن أهم ما كتب في سيرة المسيح عليه السلام وأمه العذراء كان كتاب "حياة المسيح.. فى التاريخ وكشوف العصر الحديث" لعباس محمود العقاد والذي استهل حديثه فيه بإيراد الصورة الوصفية للسيد المسيح عليه السلام التى تداولها المسيحيون فى القرن الرابع الميلادى، وزعم رواتها أنها كتبت بقلم "بيليوس لنتيولس" صديق "بيلاطس" حاكم الجليل من قبل الدولة الرومانية، كان قد رفعها إلى مجلس الشيوخ الرومانى فى عصر الميلاد.
 
 وجاء فيها "إنه فى هذا الزمن ظهر رجل له قوى خارقة يسمى يسوع ويدعوه تلاميذه بابن الله وكان للرجل سمت نبيل وقوام بين الاعتدال، يفيض وجهه بالحنان والهيبة معًا، فيحبه من يراه ويخشاه.. شعره كلون الخمر منسرح غير مصقول، ولكنه فى جانب الأذن أجعد لماع، وجبينه صلت ناعم، وليس فى وجهه شية، غير أنه مشرب بنضرة متوردة، وسيماه كلها صدق ورحمة، وليس فى فمه ولا أنفه ما يعاب، وعيناه زرقاوان تلمعان.. مخيف إذا لام أو أنب، وديع محبب إذا دعا وعلم، لم يره أحد يضحك، ورآه الكثيرون يبكى، وهو طويل له يدان جميلتان مستقيمتان، وكلامه متزن رصين لا يميل إلى الإطناب، وملاحته فى مرآه تفوق المعهود فى أكثر الرجال ".
 
ويكمل العقاد في كتابه إن دعوات النبوة للرسل المبعوثة من الله للبشر هي "ظواهر إلهية" كبرى تُغير الإنسانية، ومن أعظم هذه الظواهر هي نبوة السيد المسيح، فكان الميلاد ذاته معجزة، ثم أجرى الله معجزات أخرى على يد المسيح في مجتمعات كانت غارقة في المادية البحتة. 
 
ويعرض العقاد حال مجتمع بني إسرائيل وأطيافه، وما أصاب الديانة اليهودية مِن تفرُّق لأتباعها وانحراف عن الرسالة الأولى، كما يصف ما ساد مجتمعَهم من ظروف سياسية واجتماعية سبقت ميلاد المسيح.
 
 ويحكي قصة الميلاد المُعجز، ثم دعوته التي كانت تقوم على الحب طمعًا في الظفر بملكوت السماء، فتبعه التلاميذ المخلصون (الحواريون) يتعلمون حكمته في إخلاص، لينتشروا في ربوع الأرض يدعون الناس لدينٍ قوامه حب البشر بعضهم البعض، فطوبى لأنقياء القلب.
 
ومن أهم الكتب التي تناولت حياة السيدة العذراء والمسيح أيضا وكان أكثر اهتماما بدور وتأثير السيدة مريم فى حياة ابنها، وأفرد لها مساحة كبيرة معتمدا على الرواية القرآنية وروايات الأناجيل المعتمدة، هو كتاب "المسيح عيسى بن مريم" لعبد الحميد جودة السحار. 
 
ويحكى السحارفي كتابه سيرة السيدة العذراء منذ ميلادها فى الناصرة طفلة مات أبوها "عمران"، وبعد مجيئها تهبها أمها لخدمة بيت الله ومعبده، ليكفلها نبي الله زكريا وزوج خالتها.
 
ويستطرد السحار في كتابه ويحكي تعلق قلب مريم بالصلاة والعبادة، ولما بلغت سن الصبا وبان جمالها بدأ الخُطاب يطرقون بابها، ووافقت أمها على تزويجها من قريب لهم يعمل بالنجارة، ووافق "يوسف النجار" على طلب مريم بأن تعود إلى معبدها فى حتى ينتهى من تجهيز بيت الزوجية.
 
ثم كان الحادث الذى غيّر مسار حياتها بل مسار البشرية كلها.. ويحكى السحار بأسلوبه قائلا: "وذات ليلة بينما كانت غارقة فى ابتهالاتها أحست كأن شخصا فى محرابها، فتلفتت فلم تجد أحدا، فمشى الخوف فى أوصالها وأرهفت حواسها واتسعت عيناها السوداوان رعبا، ومس أذنيها حفيف صوت فغمغمت فى فزع: من هناك؟.. وإذا بصوت عذب يقول: أنا رسول ربك إليك.. وغرق المكان فى ضوء باهر فخفق قلبها فى شدة وانبهرت أنفاسها وتفصد العرق منها، وانبعث صوت عذب من شغاف قلبها.. "يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين".
 
وينتقل السحار مع الأحداث المتعاقبة في حياة السيدة العذراء إلى "بيت لحم" حيث تضع مريم ابنها، وتبدأ معجزاته منذ لحظة ميلاده، ثم تجد نفسها فى رحلة هروب إجبارية لحماية ابنها من "هيرودوس" الحاكم الظالم الذى أصدر قراره الدموى بذبح كل المواليد الجدد خشية أن يكون بينهم ما قالت النبوءة إنه "ملك اليهود" الجديد الذي سيزول ملكه على يديه.
 
ثم يسرد قصة قدوم مريم مع ابنها إلى مصر ورحلة التخفى التى استمرت نحو ثلاث سنوات، حيث توجد خرائط تفصيلية برحلة العائلة المقدسة، وكل مكان نزلت فيه.
 
كما أن كتاب "المسيح عيسى ابن مريم" يؤكد حقيقة أن سمة بني إسرائيل هو الأخذ بمظاهر الدين و قشوره، والابتعاد عن روحانيات التعامل مع الله و عمى القلوب، والصلة التي بينهم وبين الله جعلوها قرابين تقدم لا ينال الله دماؤها ولا لحومها، ولكن يناله التقوى منكم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى

رئيس مجلس الدولة الصينى: الرئيس السيسي صديق عزيز لبكين ويحظى دائماً بترحيب بالغ

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

بلقطات حب ورومانسية.. زوج أسماء أبو اليزيد يحتفل بعيد ميلادها


رئيس الوزراء يستعرض جهود جهاز حماية المستهلك خلال شهر يونيو الماضى

الوداد يقرر الرد بالمثل على الأهلى والزمالك بالتعاقد مع رضا سليم ومصدق

أكرم القصاص يكتب: الرئيس والحكومة وإدارة الأزمات.. عقل الإدارة و«الجيل الرابع»

أبو عبلة: الفحص الشامل ضرورة أساسية لكل لاعب قبل بداية الموسم الجديد

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما


طلاب الثانوية العامة يودعون امتحانات العام الدراسى 2025.. بدء اختبار الأحياء والرياضيات والإحصاء.. وزارة التعليم تتابع دخول الطلاب اللجان ووصول الأسئلة وتوجه بالتصدى للغش.. وأولياء الأمور يدعمون أبنائهم بالدعاء

8 أغسطس موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026

إصابة 9 أشخاص بحادث انقلاب سيارة ربع نقل أعلى كوبرى جمجرة فى بنها

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

عادل عقل يكتب: الحكام يلتمسون من الجبلاية تدشين ملحق لمعسكر الـVAR

"صحح مفاهيمك".. الأوقاف تحذر من خطورة الاستخدام المفرط للهاتف أثناء القيادة.. وتؤكد: يُعد إهمالًا لمعايير الأمان للذات وللآخرين.. وأمر مخالف لأخلاقيات الدين الحنيف.. وتشدد: الإسلام يوجب حفظ النفس والمال والعرض

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وزير الخارجية الأمريكى يعاقب مقررة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين

انفوجراف.. آخر مستجدات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس الرئيسى

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى