ماذا لو انشغل المجتمع الدولى عن القضية الفلسطينية؟

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب

في إطار كتابة سلسلة مقالات تحت عنوان "ماذا لو ؟" نُسلط الضوء اليوم عن قضية تعد القضية الأم للعرب عامة ولمصر خاصة، ألا وهى القضية الفلسطينية، ندق من خلاله ناقوس الخطر حال تهميش المجتمع الدولى للقضية في ظل الانشغال بالحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على العالم أجمع من توترات سياسية واضطرابات اقتصادية وتخوفات مستقبلية، وقبل ذكر التخوفات والأخطار نؤكد في البداية أن حلَّ القضية الفلسطينية هو أحدُ المفاتيح المهمة لاستقرار المنطقة بأكملها، فماذا لو تم التهميش وترك إسرائيل الذى تعد بطبيعتها دولة عدوانية، تواصل الاستيطان والتوسع والاستفزاز وفرض سياسة الأمر الواقع؟

مؤكد أن التهميش يدفع إسرائيل إلى مواصلة الانتهاكات والاستفزازات، وهذا ما يحدث الآن للأسف أمام أعين المجتمع الدولى باستغلال الأعياد اليهودية وتوظيفها توظيفا سياسيا، وكذلك الواقعة المؤسفة الخاصة  بتمزيق نسخ من المصحف الشريف وحرقها، فى مشهد يبرهن على الهمجية الصهيونية وإرهابها وعنصريتها البغيضة، وسط صمت من المجتمع الدولي، وعدم القيام بدور جاد تجاه حرمة الشعوب ومقدساتها، خلاف مواصلة الجرائم التي تغذي مشاعر العنف والكراهية، وتضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط.

وقطعا فإن هذا التهميش سيؤدى إلى تفاقم الأوضاع وعدم الاستقرار في المنطقة ككل مما ينذر باضطرابات في المستقبل، خاصة أن صمت المجتمع الدولى وازدواجيته أصبح واضحا وضوح الشمس وقت الظهيرة بعد طريقة التعاطي مع القضية الأوكرانية بقرارات وتوصيات وتدخلات خلاف تعاطيه مع القضية الفلسطينية وتركها عقودا طويلة دون اتخاذ أو تنفيذ قرار أممى واحد ينتصر للفلسطينيين رغم جرائم الحرب اليومية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني.

 

غير أن هذا التهميش سيجعل الأمور أكثر سخونة ويُقلل من احترام مسارات السلام والتفاوض، لأنه ببساطة  الشعب الفلسطينى ليس لديه ما يخسره فلن يبخل بدمائه أبدًا، خلاف أن هذا يٌنذر باشتعال المنطقة ككل لأنه في ظل الاستقطاب العالمى الحادث الآن، فسيعمل كل قطب على توظيف القضية الفلسطينية لخدمة صراعه الرئيسى وهنا مكمن الخطر.

 

واعتقادى أيضا أن التهميش سيؤدى إلى استحالة مبدأ "حل الدولتين" لأن التداخل السكاني بين الشعبين الفلسطيني واليهودي نتيجة التوسع في الاستيطان من قبل الكيان الصهيونى لا يمكن ترسيمه جغرافياً، وأن الهوية الوطنية لا يمكن طمسها بالتجنيس، وبالتالي فإن مشروع حل الدولتين الذى  يعترف به العالم أجمع منذ تم طرحه في الأمم المتحدة عام 1947، والذى قام على أساسه اتفاق أوسلو 1994، سيصبح من المستحيلات.

خلاف أن هناك أمرا لا يقل خطورة عن سابقه أن التهميش سيعزز الأصوات التى بدأت تعلو خلال الفترة الماضية برفض الالتزام  بكافة مبادرات السلام السابقة مع الكيان الصهيوني، وهو ما يجب أن يضعه المجتمع الدولى في الاعتبار لأنه سيؤدى إلى تفاقم الأوضاع في ظل سعى وإصرار اسرائيل تكريس التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى، وفرض وقائع تغير من الوقائع التاريخية للأقصى، وتنفيذ استراتيجية تفريغ المسجد الأقصى المبارك.

 

وأخيرا نكرر ما أكدنا عليه في بداية المقال أن حلَّ القضية الفلسطينية هو أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار المنطقة شاء المجتمع الدولى أو أبى..

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جلسة تاريخية لمناقشة قانون الإيجار القديم تحت القبة.. رئيس المجلس: القانون ليس فيه أية شبهة عدم دستورية.. ولن يترك مواطن بلا مأوى.. والحكومة تتعهد لرئيس النواب بإرسال بيانات أعداد المستأجرين الأصليين وأعمارهم

حبس المتهم بسرقة مشغولات ذهبية من سيدة بمدينة 6 أكتوبر 4 أيام

النيابة العامة تتيح 3 خدمات إلكترونية لقضايا الأسرة المقيدة قبل 2023

مكتبة مصر العامة ببورسعيد.. منارة ثقافية تنشر الوعى والمعرفة فى المجتمع.. وصول المكتبة المتنقلة بتكلفة أكثر من 4 ملايين جنيه.. وإعلان شروط الإعارة التي تصل إلى 100 كتاب.. صور

مصدر بالزمالك: الإعلان عن المدرب الجديد خلال ساعات


الأهلى يطلب من ريبيرو حسم موقف نجم الفريق الشاب بسبب عرض زعيم الثغر

رئيس الوزراء: 5 ملايين مستفيد من المبادرة الرئاسية "تكافل وكرامة"

محافظ القاهرة يعتمد تنسيق القبول بالثانوى العام بحد أدنى 230 درجة

الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 37 درجة والإسكندرية 31

حزن يخيم على تونس.. 20 غواصًا يبحثون عن الطفلة مريم فى قاع البحر


المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

رسائل مهمة لرئيس مجلس النواب بشأن قانون الإيجار القديم.. حنفى جبالى: نحن أمام تحدى جديد ضمن تحديات سبق أن اجتازها هذا المجلس بعزيمة وثبات وحكمة شهد بها الجميع.. وأزمة الإيجار القديم لم يكن لأى منا يد فى صناعتها

انفجار ناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا

بتروجت: لن يرحل أي لاعب من القوام الأساسي ونبحث عن صفقات قوية

"حفتر" يشيد بجهود مصر فى دعم الشعب الليبى ونقل تجربتها التنموية إلى ليبيا

معلومات هامة حول المرحلة الثانية للخدمات الإلكترونية للنيابة العامة

نص كلمة الرئيس السيسى فى ذكرى ثورة 30 يونيو: لا ننحنى إلا لله سبحانه وتعالى

زلزال بقوة 5 درجات يضرب إقليم "مالوكو" فى إندونيسيا

"الزراعة": إحباط محاولة تهريب عشرات الزواحف والكائنات النادرة بمطار القاهرة.. فيديو

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 30-6-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى