"متوازيات" الدولة المصرية.. "الحوار الوطني" نموذجا

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى

محاور ثلاثة، يتبناها الحوار الوطني، تتضمن جوانب محورية، ترتبط بحياة المواطن المصري، والذي يمثل الهدف الرئيسي من وراء كافة السياسات التي تتبناها الدولة، في السنوات الماضية، أولها المحور السياسي، متمثلا في الأحزاب السياسية، وأخر اقتصادي، يتضمن العديد من رجال الأعمال والخبراء، بالإضافة إلى محور اجتماعي، يتضمن منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى العديد من الفئات المجتمعية التي نالها التهميش لسنوات طويلة، على غرار الشباب والمرأة، وهو ما يمثل انعكاسا صريحا، سواء من حيث موضوعات النقاش أو المشاركين في الحوار، لـ"متوازية" من الأولويات، تعتمد نهجا شاملا، لتحقيق الأهداف، ومواجهة الأزمات، المرتبطة بالأوضاع العالمية، في كافة القطاعات.

 
الحالة "المتوازية"، جسدها القرار الذى اتخذه مجلس أمناء الحوار الوطني، حول عقد الجلسات العلنية المرتبطة بالمحاور الثلاثة المذكورة، بالتوازي، وليس على التوالي، وهو ما يمثل رسالة ضمنية مفادها أن كافة القضايا المتداولة على طاولة النقاش، ستحمل نفس القدر من الأهمية والاهتمام من قبل الدولة المصرية، وبالتالي فلا توجد أولوية على حساب الأخرى، وهو ما يمثل في جوهره مفهوم "التنمية المستدامة"، والتي تتحقق عبر التحرك على كافة المسارات، التي لا تتوقف على لغة الأرقام، رغم أهميتها، وإنما تضع في الاعتبار أولوية استمرار العملية التنموية، على المدى البعيد، لضمان حقوق الأجيال القادمة، بعيدا عن النهج الأناني الذى طالما تبناه العالم، لعقود طويلة من الزمن، بينما تجني ثماره الأجيال الجديدة، وهو ما يبدو في ظاهرة التغيرات المناخية، والتي قد تأكل الأخضر واليابس حال العجز الدولي عن احتوائها.
 
فلو نظرنا إلى مفهوم "التنمية المستدامة"، سنجد ترجمته العملية في الحوار الوطني، عبر إدماج الأحزاب السياسية، وهو ما يثرى حالة التنوع، وتقديم فرصة حقيقية للشراكة معهم، بينما يمثل وجود رجال الأعمال والخبراء الاقتصاديين أهمية كبيرة للنهوض بالأوضاع الاقتصادية، ومجابهة التحديات الراهنة، في حين تبقى مشاركة منظمات المجتمع المدني وكافة الفئات المجتمعية، لتعزيز الشراكة، وضمان مشاركة فعالة من قبل المجتمع فيما يتعلق برسم خارطة المستقبل، ليمتزج في النهاية الاقتصاد بالسياسة بالمجتمع من جانب، بالإضافة إلى تحقيق المشاركة بين الجانب الرسمي للدولة، ممثلة في أجهزتها الرسمية من جانب، والجانب غير الرسمي، من جانب أخر، مما يصب في خانة الاستقرار، بعيدا عن سياسات التهميش التي أججت الغضب الشعبي من قبل في العديد من بلدان المنطقة، ووضعتها على حافة الدمار لسنوات طيلة العقد الماضي.
 
النهج "المتوازي" ليس جديدا على الإطلاق، وإنما انطلق مع ميلاد "الجمهورية الجديدة"، عبر التحرك على المسار الأمني، جنبا إلى جنب مع مسار التنمية، وبينهما مسارات أخرى، بعضها توعوي، من خلال تعزيز الخطاب المعتدل، وأخرى بيئية، عبر مشروعات صديقة للبيئة، وثالثة مجتمعية، عبر تمكين الفئات المهمشة، على غرار الشباب والمرأة وذوى الهمم، وأخرى مرتبطة بتنمية حياة المواطنين "الأكثر فقرا"، عبر مشروعات عملاقة على غرار "حياة كريمة" بالإضافة إلى جوانب مرتبطة بالسياسات التي تبنتها الدولة، لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار لتحقيق مصالح المواطن، وتطوير القطاعات المختلفة، وهو ما ساهم في التعامل الكفء مع الأزمات الكبيرة وغير المتوقعة، رغم تداعياتها الكبيرة، على غرار أزمة كورونا، والأوضاع الراهنة جراء الأزمة الأوكرانية.
 
وهنا تمثل "متوازيات" الدولة المصرية، بمثابة نهجا مهما، يعكس حرصها الشديد على التحرك على كافة المسارات، بما يعكس القدرة على التحرك "المتوازي" على كافة الملفات، والتي باتت تمثل في مجملها الأولوية القصوى لتحقيق مصلحة المواطنين، في اللحظة الراهنة، مع العمل الجاد على حفظ حقوق الأجيال القادمة، لجني ثمار ما يتحقق في المرحلة الراهنة، من إنجازات، ليصبح "توازي" الجلسات في الحوار الوطني، انعكاسا صريحا، لحالة من الانسجام ليس فقط في السياسات، وإنما أيضا بين الجوانب العملية، التي تتجسد في المبادرات والخطوات والمشروعات من جانب والإجرائية، التي تشهدها جلسات الحوار، والتي تمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ "الجمهورية الجديدة".
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة الأمير النائم بعد غيبوبة دامت 20 عاماً.. تفاصيل الجنازة والعزاء

وفاة الأمير النائم بعد أكثر من 20 عامًا فى الغيبوبة

إخلاء سبيل المتهم بالتعدى على "طفل العسلية" فى المحلة بكفالة 500 جنيه

التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في السويداء.. اتفاق على دخول الأمن العام لبسط الاستقرار.. الرئاسة السورية: حريصون على السلم الأهلي والابتعاد عن منطق الانتقام.. وأمريكا تكشف عن اتفاق لوقف التصعيد بين سوريا وإسرائيل

الزمالك يعين أحمد سمير فى منصب نائب رئيس قطاع الناشئين


وزارة التعليم: احتساب الدرجات الأعلى للطالب فى التحسين بنظام البكالوريا

فيلم أحمد وأحمد بطولة السقا وفهمى يحصد ليلة أمس 2 مليون و171 ألف جنيه إيرادت

أبرزها هدف شيكو بانزا.. لقطات من ودية الزمالك ورع بمعسكر العاصمة الإدارية

الصفقة الخامسة.. المقاولون العرب يعلن ضم الحارس محمد فوزي

مستحقات كولر فى الأهلي.. عودة المفاوضات لنقطة الصفر.. اعرف السبب


الأهلي يرفض مُزاحمة بيراميدز فى صفقة مصطفى محمد.. اعرف السبب

الخميس إجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو

الرئيس السيسي يهنئ الإمارات بذكرى يوم "عهد الاتحاد"

تنسيق الجامعات 2025.. دخول اختبارات القدرات مرة واحدة ولا إعادة ولا التماسات

ليلى علوي نجمة الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط

ريال مدريد يراقب أداء رباعي الخبرة قبل حسم مستقبلهم

مجلس الزمالك يحدد موعد التحقيق مع أحمد فتوح بعد أزمة الساحل

انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس بعد الموجة الحارة

نتيجة الثانوية العامة 2025.. مصادر: الدرجات مطمئنة وجيدة

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 19 يوليو 1956.. وزير الخارجية الأمريكى للسفير المصرى: «لن نساعدكم فى بناء السد العالى واقتصادكم لن يتحمله ومن يبنيه سيكرهه الشعب المصرى»

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى