خدمة وشوشة: "مرعوب طول الوقت على بيتى وولادى"

دون الكثير من التفاصيل تحدث عن أكثر ما يزعجه "من الطبيعي أن يخاف كل شخص على أولاده وأسرته، لكني أخاف بشكل مبالغ فيه من كل شيء يمس بيتي أو أولادي لدرجة أن نزولهم الشارع يجعلني متوترًا ويجعل جسدي يتعرق وضربات قلبي تزيد، أي حدث مركب أو معقد حولي لم يعد عندي نفس الثبات والثقة لحله، وأصبحت أتوتر وأسكت أو أنفعل وأفقد أعصابي وأخسر.. ماذا أفعل؟"

****

القارئ العزيز، يمكنني أن أتفهم خوفك تمامًا. أعتقد أن كثيرون يقاسمونك الشعور نفسه وإن كان بدرجة متفاوتة. بالنسبة للكثيرين أصبح العالم مكانًا مرعبًا، خاصة مع ذلك الانفتاح الشديد على أخبار كل العالم وتبادل وإبراز قصص المآسي والقصص الصادمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأنها بطبيعة الحال تجذب الانتباه أكثر. وهو ما يترسب في عقولنا اللاوعية ويؤثر سلبًا على نفسيتنا وعلى أفكارنا.

المثير للقلق أن هذا الخوف الذي يثقل قلبك أصبح يترك أثرًا صحيًا في شكل تزايد ضربات القلب والتعرق وربما تتعرض لنوبة هلع. وأنا أفكر في رسالتك تذكرت تلك القصيدة عن الخوف للشاعرة الأمريكية سارة تيزدايل.. تذكرت تحديدًا قولها "لن يحارب أحد هذا الرعب لأجلي.. ولن يحارب أحد الظلام الدامس سواي".  ربما فكرت في الأمر نفسه وهو ما دفعك دفعًا للبحث عن حل وإرسال هذه المشكلة.

وتقول الدكتورة آية شعبان السماحى الباحثة فى علم النفس والعلوم الإنسانية إن الأعراض التي وصفتها تشير إلى وجود خوف وقلق نفسي مرضي، حيث تشعر بالخوف بدون سبب وتتوقع حدوث كارثة أو مصيبة ولكن لا تعرف ما هي ولا متى ولا كيف تحدث. بالتالي هذا ما يجعلك حائر دائمًا وسريع الغضب وتفقد الثقة والثبات النفسي ولا تستطيع التركيز في حياتك سواء العملية أو الأسرية وقد يتطور الأمر وتدخل في المعاناة الفسيولوجية وهنا تبدأ أعراض جسدية مصاحبة لهذا النوع من القلق كأمراض القولون العصبى والأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض القلب. والحل هنا هو أن تواجه ذلك الخوف بالمنطق. حين ينتابك الشعور بالخوف راجع أفكارك في هذه اللحظة، بما تفكر الآن؟ وفند تلك المخاوف بشكل منطقي.

حاول ألا يؤثر خوفك ايضًا على نشاطات أسرتك كأن تمنعهم من الخروج خوفًا عليهم أو الاستمتاع بأوقات مرحة خوفًا من تعرضهم لشيء سيء. إذا لم ينجح تدوينك لأفكارك وتفنيدك لها من المهم أن تستشير طبيب مختص حيث يساعدك بتقديم علاج دوائي وسلوكي يساعدك في السيطرة على قلقك الزائد ومخاوفك.

خدمة وشوشة

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.