عمرو العادلى: أكتب ما أحب قراءته والإبداع بلا قضية مجرد تسالى وأهتم بالمغلوبين

عمرو العادلى
عمرو العادلى
حاوره أحمد إبراهيم الشريف
يملك عمرو العادلى مفهوما واضحا للفن والكتابة، قدمه من خلال رواياته ومجموعاته القصصية، ومؤخرا قرأت له مجموعته القصصية بائع السخانات، الصادرة عن دار نشر كيان، والتى تأتى فى 6 قصص طويلة نسبيا، مشحونة بالأفكار واللغة المعبرة، لذا أجرينا معه هذا الحوار حول مفاهيم الفن والكتاب والرواية والقصة القصيرة والغرض من الكتابة.. فإلى نص الحوار..

كل أبطال المجموعة فى سن الخامسة والخمسين ولديهم قلق ما.. ما الذى يزعج عمرو العادلى من هذا العمر؟

هو السن الذى سأقبل عليه بعد ثلاث سنوات من الآن، أختبره من خلال أبطال القصص، أحاول معرفة أسراره وما يخبئه عنا نحن القراء، فالكاتب بعد أن ينتهى من حمولته القصصية أو الروائية يتحول إلى قارئ.

 عمرو العادلي
 

قدمت ست قصص طويلة .. هل أنت من أصحاب نظرية "الكتابة المشبعة" فى عالم القصة؟

أنا من أنصار نظرية عدم الاعتراف بالنوع الأدبي، لا أفصل بين القصة القصيرة والنوفيلا والرواية، المهم هو توصيل الحالة الشعورية المطلوبة للقارئ، وهذا أهم من وجهة نظري، لكنى لا أنكر أن طول القصص كان فى ذهنى أثناء الكتابة، يشغلنى أن تصل الحالة كاملة، فكنت مسترخيا بين توتر القصة القصيرة ورحابة الرواية، لم أفكر إن كان ما أكتبه سينتمى إلى القصص أم الروايات، كل ما يشغلنى أثناء الكتابة هو أن تكتمل فكرتى فقط، هذا هو الشيء الوحيد الذى يريح ضميرى ويجعلنى أعطى إشارة بالنشر.

ليست مجرد قصص فالأفكار لها مكان واضح والرسالة يمكن أن نصل إليها .. أيهم يؤرقك أكثر الفكرة أم الفن؟ 

 لا أفصل بين الاثنين، الفكرة جزء من الفن، لكن الأسلوب يرتبط أكثر بالعنصر الفني، وأنا مهتم بالشكل والأسلوب كما أنا مهتم بتوصيل الفكرة، فى مجموعتى الأولى كتب ناقد دراسة وتوصل فيها إلى أننى كاتب تقودنى الفكرة، وما زالت دراسته صالحة لكتاباتى حتى الآن.

تملك المجموعة لغة رشيقة فلا تشعر بالملل أبدا رغم طول القصة.. ما مفهوم الكتابة عن عمرو العادلي؟

أكتب ما أحب أن أقرأه، فقط هذه هى المعادلة بمنتهى البساطة، كل كاتب يشعر بأن ما يقرأه ينقصه شيء ما، وعليه هو أن يكمل المربع الناقص، يعنى مثلا، فى قصة بائع السخانات كان فى ذهنى كل الأشخاص الذين يتسمون بالطيبة ممن أعرفهم، وهم كثر، حاولتُ أن أجعل من تلك الشخصية أيقونة للمغلوبين، أنا أهتم جدا بالمغلوبين، لأننى بشكل أو بآخر واحد منهم، لست مهمشا بالمعنى الحرفي، لكن تجربتى الحياتية مليئة بنماذج بشرية لا يمكن لأحد أن يتصور مجرد وجودها. 

بائع السخانات
 

المقاومة تيمة أساسية فى المجموعة .. هل تؤمن بقدرة الإنسان على فهم أحواله وتغييرها؟

القصص هى التى تجيب عن هذا السؤال، مصير الأبطال الستة ربما يكون إجابة مقنعة، لأن الإنسان لا يفهم بقدر ما يحاول الفهم، ربما تنجح محاولته، وربما تفشل، لكنه مستمر طوال الوقت فى الرصد.

المجموعة أزمنها مختلفة لكنها مشغولة فى مجملها بالإنسان وأزماته وقضاياه.. هل على الكتابة أن تحمل هما دائما؟

الكتابة بلا هم أو قضية تصبح مجرد تسالي، لا أقول أن الكاتب يجب أن يحمل قضاياه كما يحمل المحارب سيفه بشكل دائم، ولكن على الأقل أن يكون على علم بأن الكتابة ليست ميدان للتسالي، ولكنها تجربة لابد أن تنبع من روح الإنسان، مشكلاته، قضاياه، هواجسه وأحلامه ومخاوفه الدائمة من الفقد والموت، هى قضايا لا تسقط بالتقادم من صفحات الأدب، لكنها هى ناره المشتعلة دائما.

 عمرو العادلى يكتب الرواية والقصة ومتميز فى النوعين لكن أيهما يملك عليك شغفك ويجعلك أكثر حماسة؟

لا أشعر بأى فرق بين النوعين، وكلما تابعت آراء كاتب ينتصر للقصة القصيرة باعتبارها أصعب الأنواع الأدبية اكتشفت أنه كاتب قصة فقط، وكلما تتبعت آراء كاتب ينتصر لكتابة الرواية باعتبارها ديوان العرب الحديث، أكتشف أنه لا يكتب سوى الرواية، وبما أننى أكتب الاثنين فيمكننى القول أننى أكتب القصة بروح القصة المتوترة، وأكتب الرواية أيضًا بروح القصة المتوترة، فالقصة أقرب لروحى الإبداعية، ليس باعتبارها الضد أو المقابل لكتابة الرواية، ولكن لأن الرواية نفسها عبارة عن قصص مضفرة ومنسوجة بإحكام، ولدينا أمثلة لإثبات ذلك، موبى ديك عبارة عن مجموعة قصص، دون كيخوتة أيضا قصص، الحرافيش، مئة عام من العزلة.

كل كاتب تحركه قناعاته، وأنا أحاول التجريب طوال الوقت، انتهيت منذ عدة أشهر من كتابة مسرحية، لم أشعر بأننى "غيرت الصنف" فيمكن أن أحول تلك المسرحية إلى قصة، أو إلى رواية، ويمكننى تحويل أروع قصص الأدب فى العالم إلى قصة للأطفال، الأدب لا حدود له، وهذا أجمل ما فيه.
 
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البلاط السلطاني يعلن وفاة حماة السلطان هيثم بن طارق

السيطرة على حريق محدود فى فندق بالسوق السياحى بمدينة أسوان.. صور

بصحبة زوجته والقط.. أول صورة لجو بايدن بعد إعلان إصابته بالسرطان

رسميًا.. المجلس الأعلى للإعلام يتلقى شكوى الزمالك ضد إعلان "اتصالات"

القوات المسلحة: سقوط طائرة تدريب أثناء تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية


جهاز الأهلي يحذر لاعبيه من قوة فاركو ويذكرهم بدوري "سيد عبد النعيم"

أحمد الأحمر أفضل لاعب فى مباراة الزمالك و وداد سمارة فى الكئوس الأفريقية لليد

جنود إسرائيليون يتنكرون في زى نسائى لاختطاف قائد بحركة حماس.. تفاصيل

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار


400 فرصة متاحة.. فتح باب التطوع لخدمة الحجاج بالحرمين.. اعرف التفاصيل

غدا طقس حار بالقاهرة شديد الحرارة جنوبا ونشاط رياح والعظمى بالعاصمة 31 درجة

موعد مباراة برايتون ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي

الإسماعيلى يتدرب على ركلات الترجيح وتامر مصطفى يحذر قبل لقاء كأس عاصمة مصر

السعودية: إحياء أكثر من 80 ألف متر مربع فى مشعر عرفات

غرفة عمليات البعثة تتابع تحركات الحجاج فى المدينة المنورة

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

الفاكهة الأكثر استهلاكا فى العالم على وشك الاختفاء.. الموز ينتهى بحلول 2080

مواعيد مباريات الجولة الثامنة من مرحلة حسم الدوري والقناة الناقلة

وزارة العمل تجدد تحذيرها للمواطنين: جميع خدماتنا مجانية ولا وسطاء فى الوظائف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى