مارلين مونرو التى لن تعجب أحدًا

رامى سعيد
رامى سعيد
رامى سعيد

طوال مشاهدتى لفيلم blonde لم أكن مرتاحًا لفارق الشبه الكبير بين الممثلة أنا دي أرماس والفنانة الراحلة مارلين مونرو، كأنها مارلين أخرى غير التى أعرفها من صورها الساحرة التى تملأ الدنيا كإحدى الصور المعيارية للجمال والفتنة اللانهائية.

مارلين التى قدمتها الكاتبة الأمريكية كارول جويس أوتس والمخرج أندرو دومينيك غير مارلين التى نعرفها فيما أظن، وأحسب أن هذا السبب بالتحديد هو الذى باعد كثيرًا بين الوجهين، فوجه مونرو الذى صعد فى سماء الأربعينيات والخمسينيات فاتن متراخٍ فى كسل ناعم مطمئن حينما يبتسم وحينما يغوى وحين يعبر عن أكثر انفعالاته الشبقية إثارة، فهو دائمًا محتفظًا بهدوئه وسكونه الحميمى، بينما الوجه الآخر الذى قدمه blonde وجه منفعل يسكن التوتر ملامحه ويحدد تعبيراته القنوط وينحت تفاصيله الجنون، إنه جميل فى محصلته لكنه مروع.

سبب آخر فى تقديرى قلل من قيمة الفيلم الجمالية، وهو أن الفيلم تعامل مع السيرة على طريقة المحطات، وفى اعتماده لذلك الأسلوب كان يقفز فى كثير من الأحيان بين الحقب الزمنية دون أن يقدم تفسيرًا مقنعًا للمتلقى لماذا اختفى شخص ما من حياة مارلين؟ أو كيف دخل حياتها من الأساس؟ كما لم يكن معنيًا من قريب أو من بعيد بتقديم أى خلفية درامية لأى شخصية تظهر فى محيط مونرو، وذلك هو السبب الرئيسى -فى تقديرى- الذى أعجز العمل على أن يقدم عالما متمسكا عن مارلين مونرو أو حتى سردية جيدة.

لذلك تفهمت مواقف المشاهدين والنقاد الذين لم يعجبهم الفيلم وتركوه عند منتصفه، لكنى فى المقابل واصلت المتابعة إعجابًا بشجاعة الكاتبة والمخرج اللذين لم يخافا من تقديم هوليوود فى أكثر صورها وضاعة وخسة، إذ قدما عالما تجاريا مليئا بالابتذال والاستغلال والاعتداءات الجنسية، ففى أحد أفضل مشاهد الفيلم، أدت مارلين مونرو تجربة أداء لشخصية نيل، فى فيلم (دونت باذر تو نوك)، وقد كانت نيل فيما يبدو مريضة أوهام، غير أن مارلين قد تماهت فى الأداء بصورة لاشعورية مع شخصية أخرى فيما بدا، وحينما انتهت تجربة الأداء سأل المخرج السينارست، بعد انصرافها عن تقييمه للفتاة، فقال إنها أقرب لمشاهدة مريضة عقلية لا ممثلة، فرد عليه إنها لا تجيد تقنيات التمثيل، وعندما احتاجا إلى قرار نهائى حيال الاختيار سألا الرئيس الذى قام حينها متوجها إلى بوابة الأستوديو لمشاهدة مارلين وهى تغادر، فرد على سؤالهما وهو يشاهدها من ظهرها تتباعد قائلا: "رباه انظروا إلى مؤخرة الفتاة".. وانتهى المشهد عند مكان عينيه، ليشير لك كيف حُسم الدور لصالح الشقراء.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ردا على تهديدات ترامب.. الصين: مجموعة بريكس لا تستهدف أى دولة

وزير التعليم: نظام الثانوية العامة الحالى قاس على الطلاب والأسر

وزير التعليم: "لو عايز تبقى مهندس وماجبتش مجموع البكالوريا هتديك الفرصة"

أخبار مصر.. السكة الحديد تعلن عودة حركة القطارات على خط القاهرة الإسكندرية

سيد رجب ورانيا يوسف يناقشان سلبيات السوشيال ميديا فى مسلسل لينك


مبعوث ترامب للبنان: لا نملى على اللبنانيين كيفية التعامل مع سلاح حزب الله

انخفاص مياه ثانى أطول نهر فى أوروبا إلى مستويات مثيرة للقلق

أحمد السقا يقدم الأكشن بطريقة جذابة واحترافية فى أحمد وأحمد.. التفاصيل

المديريات التعليمية: بدء التقديم على تنسيق الثانوى العام عبر هذا الرابط

نصف نهائي كأس العالم للأندية يرفع شعار "أصدقاء الأمس.. منافسي اليوم"


العالم هذا الصباح.. ترامب: تأسيس إيلون ماسك لحزب سياسى جديد أمر سخيف.. جيش الاحتلال يشن عملية "الراية السوداء" على اليمن بـ20 غارة جوية.. وسيدة لبنان الأولى تكشف عن إجراء لأول مرة بالقصر الجمهورى

بالأرقام.. حكيمى يخطف الأضواء بأداء استثنائى فى كأس العالم للأندية

جماعة الحوثى: الدفاعات الجوية اليمنية تصدت بفاعلية للعدوان الإسرائيلى

التحقيقات: المتهم بتزوير محررات رسمية فى الجيزة نصب على ضحاياه بزعم تسفيرهم

الإمارات: لا صحة لمنح الإقامة الذهبية للمستثمرين فى العملات الرقمية

الجيش الإسرائيلى يعلن تنفيذ غارات جوية جنوبى وشرقى لبنان

منظمات تدق ناقوس الخطر فى السودان.. انهيار مرافق الصحة وإغلاق نحو 70% منها.. أطباء بلا حدود: الوصول للرعاية الصحية يكاد يكون مستحيلا.. "أنقذوا الطفولة": الهجمات على المستشفيات تضاعفت 3 مرات بالنصف الأول من 2025

باريس سان جيرمان يطير إلى نيويورك استعدادا لمواجهة ريال مدريد.. فيديو

شهيدان ومصابون بقصف على منزل وسط مخيم البريج بقطاع غزة

مفاجآت فى قائمة أبرز المرشحين للتتويج بلقب كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى