أخلاقنا الجميلة.. عودة ثقافة الاعتذار

محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي

جربت أن تقول "أنا آسف" بعد أى خطأ ـ مقصود أو غير مقصود ـ ارتكبته فى حق الآخرين، حدثنى عن السعادة والارتياح الداخلي الذى شعرت به بعد "الاعتذار" للآخرين، وحدثنى ـ أيضًا ـ عن البسمة التى ارتسمت على وجه الطرف الآخر.

 

"أنا آسف"، هل خصمت شيئًا من شخصيتك!! هل تجعلك تفقد أى شيء من كبرياء "سعادتك"!! بالتأكيد "لا"، وإنما تضيف إلى قوتك قوة، وإلى شخصيتك جمالًا وحُبًا.

 إذا، لماذا غابت "ثقافة الاعتذار" عن مجتمعنا؟، ولماذا تسود أحيانًا ثقافة "الكبر والغرور"؟، فيعتقد البعض بالخطأ أن "الاعتذار" ضعف ووهن، ونقطة ضعف لا يجب إظهارها، كونها دليل انكسار وهزيمة لا تليق بهم، في حين أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، والاعتذار عنه فضيلة أخرى، والاعتذار ليس كلمة تقال في زحمة الحديث وتبرير الخطأ وإنما ثقافة يجب ترسيخها عند الجميع.

كثيرا من الحوادث والفواجع، كان فى الإمكان عدم وقوعها، لو بادرنا بالاعتذار، لكن المكابرة والعند، ضخم الأمور، لتنتهي بالدم أو السجن أحيانا.

ما أقوله لك هنا ليس دربا من الخيال، وإنما حقائق على أرض الواقع رصدتها بنفسي، وأنا أتجول "خلف الأسوار"، في زيارات عديدة لمراكز الإصلاح والتأهيل ـ قبل عدة سنوات من الآن ـ تحدثت مع هؤلاء الأشخاص الذين يقضون فترة عقوبتهم، حيث الندم قاسما مشتركا بين الجميع، ولو عاد بهم الزمان مرة أخرى لفعلوا غير ما فعلوا.

تحدث البعض معي عن خلافات واهية، وأمورا وصفوها بـ"التافهة"، كانت من الممكن أن تنتهي بكلمة "آسف"، لكن العند والمكابرة، فاقم من الأمور، حتى وقع القتلى وجاء البعض لخلف الأسوار، أحدثك هنا عن خلافات عادية متكررة تحدث في كل مكان بين الجيران، عن لعب الأطفال، كان من الممكن انتهائها بكلمة "آسف"، لكنها تحولت لمشاجرات ومصابين وسجناء، أحدثك عن متهم "بالصدفة"، نعم بـ"الصدفة"، وجد نفسه في الشارع في صدام مع شخص آخر بسبب أولوية المرور، كان من الممكن أن يعتذر المخطئ وينتهي الأمر بـ"آسف"، لكن الشيطان تدخل، ليتحول الأمر لمشاجرة زجت بأحدهما خلف الأسوار.

 وأحدثك أيضا عن خلافات زوجية عادية وبسيطة، كان من الممكن أن تنتهي باعتذار، لكن تفاقمت ووصلت لأروقة محاكم الأسرة، فالأمثلة كثيرة لو كلفنا القلم بسردها لتعب ومل من كثرتها.

إذا، لماذا لا نعتذر؟ ولماذا لا نعترف بالخطأ؟، لماذا نكابر؟، وفي الإمكان أن ينتهي الأمر بكلمة واحدة "آسف"، بدلا من عشرات الجمل نقولها تبريرا لمواقفنا الخاطئة، فاجعلوا الاعتذار ثقافة ونهج حياة وفضيلة وبداية جديدة للتسامح وخلق أجواء من المحبة بين الناس، فأفشوا "الاعتذار" بينكم، للتغلب على مصاعب الحياة، واحترامًا لمشاعر الاخرين، لتجدوا من يخفف عنكم صدمات الحياة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

طالب يقتل صديقه بسبب مشادة كلامية فى المنوفية

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

منتخب مصر يواجه نسور نيجيريا وديا الليلة في البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

تفاصيل مقتل أم ضيف بعد طلاقها فى البدرشين


أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

بدء استلام ملفات التعيين.. قضايا الدولة تفتح باب التقدم لوظيفة مندوب مساعد

الأهلي يدرس وضع أشرف داري على قائمة الانتظار حال فشل تسويقه في يناير

جلسة مع عدي الدباغ فى الزمالك خلال ساعات

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة


وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

كواليس مفاجأة مونتيري المكسيكى لـ"أهلى البدري" لحرمانه من تكرار إنجاز المونديال

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

لا يفوتك


العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 09:00 ص

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى