مصطفى كامل والحزب الوطنى.. حياة الزعيم المصرى وموته

مصطفى كامل
مصطفى كامل
كتب محمد عبد الرحمن
تمر اليوم الذكرى الـ 115 على الإعلان عن تأسيس الحزب الوطني المصري برئاسة مصطفى كامل، حيث أعلن الزعيم الراحل عن تأسيسه في خطبته الأخيرة قبل وفاته في 22 أكتوبر 1907 في الإسكندرية، وانعقدت الجمعية العمومية لأول مرة في فناء دار اللواء ونزل الزعيم عن سريره علي الرغم من مرضه وضعفه.
 
ولد فى بيت بحي الصليبة بالقاهرة فى 14 أغسطس 1874م، لأسرة عسكرية فوالده على أفندى محمد ضابطا من ضباط الجيش المصري، ورُزق به في سن الستين، وجده لوالدته السيدة حفيظة هو اليوزباشي محمد أفندى فهمي، لُقن القراءة والكتابة على يد مدرس أحضره والده للمنزل، ثم ألحقه بمدرسة عباس باشا الأول، وتوفى والده فى عام 1886م، فانتقل إلى المدرسة الأقرب لمنزل جده لأمه الذى أقام فيه و اخوته، وكفله أخوه الأكبر حسين بك واصف (وزير الأشغال الأسبق)، وحصل على شهادة الابتدائية عام 1887م فى احتفال فخم حضره الخديوى توفيق بنفسه.
 
التحق بالمدرسة الخديوية أفضل مدارس مصر آنذاك، فظهرت مواهبه، وأسس "جمعية الصليبة الأدبية" عام 1890م وخطب في زملائه فيها، التقي بوزير المعارف على مبارك واشتكي له ظلم نظام الامتحان، حيث أدى إلى رسوبه ورسوب زملائه، وأُعجب به الوزير وعَدل النظام فنجح هو رفاقه، ومنحه على مبارك جنيه شهريل وسجل اسمه في كشوف المعلمين، ونال شهادة الثانوية عام 1891م، ثم دخل بمدرسة الحقوق الخديوية فى نفس العام، وبدأ ينشر رسائل ومقالات في الصحف، ونجح فى امتحان السنة الأولى، ثم التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية فى العام التالى مباشرة 1892م ليجمع بين المدرستين ويضاعف دراسته القانونية، ولأنه لا يتقن اللغة الفرنسية كان عليه أن يدرسها ليجيد الكتابة والخطابة بها.
 
تأثرت صحته بنضاله الوطنى في عام 1903م، أصدر جريدة أسبوعية باسم "العالم الاسلامى" لتقوية الروابط بين الشعوب الإسلامية في عام 1905م، ثم سافر إلى أوروبا عام 1906 للاستشفاء، عرض القضية المصرية في فرنسا بلسان الحزب الوطني، ولم يكتف ببلاغته وفصاحة لسانه، فقدم لوحة فنية عبارة عن فرنسا واقفة في قوس نصر قام على نصب رفيع يجري النيل من تحته، وقد قامت مصر على شاطئه مقيدة يحرسها جندي بريطاني، وتقدم جماعة من المصريين إلى فرنسا يستنجدونها لتفك إسار وطنهم.
 
ووصف الأديب الكبير محمد حسين هكيل في كتابة "تراجم مصرية وغربية" أثر خبر وفاته آنذاك قائلاً:"في عصر يوم 10 فبراير سنة 1908 بينما أنا جالس مع أحد زملائي طلبة مدرسة الحقوق الخديوية إذ ذاك على باب داره، جاز الطريق أمامنا رجل ممتطٍ جوادًا، فلما كان بإزائنا وقف برهة فحيانا وقال: «أبقى الله حياتكم، الباشا توفي.» وكان زميلي من المتشيعين للحزب الوطني المتطرفين في تشيعهم، فلما سمع قول الناعي سأله في لهفة: مصطفى باشا كامل؟، فأجابه الرجل منطلقًا جواده: نعم، ولكم طول البقاء، وتركنا أنا وصاحبي واجمين من هول الخبر وإن كان حديث الباشا ومرضه والخوف على حياته بعض ما تواتر في ذلك الحين، وبعد زمن قصير تركت صاحبي عائدًا إلى بيتي فألفيت على الناس في الشوارع والحوانيت من أثر الذهول ما يدل على أن نعي الباشا إليهم مس من قلوبهم أدق أوتار الحزن والألم.
 
ووصف مشهد الجنازة قائلاً:"11 فبراير سنة 1908 يوم الاحتفال بجنازة مصطفى كامل هي المرة الثانية التي رأيت فيها قلب مصر يخفق، المرة الأولى كانت يوم تنفيذ حكم دنشواي، رأيت عند كل شخص تقابلت معه قلبًا مجروحًا وزورًا مخنوقًا ودهشة عصبية بادية في الأيدي وفي الأصوات، كان الحزن على جميع الوجوه، حزن ساكن مستسلم للقوة، مختلط بشيء من الدهشة والذهول، ترى الناس يتكلمون بصوت خافت وعبارات متقطعة وهيئة بائسة، منظرهم يشبه منظر قوم مجتمعين في دار ميت كأنما كانت أرواح المشنوقين تطوف في كل مكان من المدينة، ولكن هذا الإخاء في الشعور بقي مكتومًا في النفوس لم يجد سبيلًا يخرج منه فلم يبرز بروزًا واضحًا حتى يراه كل إنسان، أما في يوم الاحتفال بجنازة صاحب (اللواء) فقد ظهر ذلك الشعور ساطعًا في قوة جماله وانفجر بفرقعة هائلة سمع دويها في العاصمة ووصل صدى دويها إلى جميع أنحاء القطر، هذا الإحساس الجديد، هذا المولود الحديث الذي خرج من أحشاء الأمة، من دمها وأعصابها، هو الأمل الذي يبتسم في وجوهنا البائسة، هو الشعاع الذي يرسل حرارته إلى قلوبنا الجامدة الباردة، هو المستقبل".

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قمة تاريخية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى غدا .. لندن تسعى لإعادة ضبط علاقتها مع بروكسل بعد "بريكست".. توقعات باتفاق حول التعاون الأمنى والدفاعى بين الطرفين.. وحقوق الصيد وتنقل الشباب أبرز التحديات

موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

حفل لأغاني أم كلثوم الليلة على مسرح أوبرا الإسكندرية اليوم

اليوم.. آخر فرصة للتقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات تصل لـ11 ألف ريال

مصطفى عسل يتوج ببطولة العالم للاسكواش للمرة الأولى فى تاريخه


عرق الأرض.. حكاية صمود بالمنجل والفأس فى زراعة وحصاد سنابل الخير بغيطان الشرقية بأجر يومى. "سعيد الجيزاوى " صاحب الـ 67 عاما علم أجيالا أعمال الفلاحة الصحيحة فى الحقول.. أمنية حياته تأدية فريضة الحج قبل وفاته

الحضرى والصقر ونجوم الرياضة والإعلام في حفل زفاف كريمة أحمد سليمان.. صور

قانون العمل الجديد.. غرامة 50 ألف جنيه عقوبة تشغيل العامل سخرة أو ممارسة العنف اللفظى والجسدى عليه وتتعدد الغرامة بتعدد العمال الذين وقعت فى شأنهم الجريمة.. حظر التمييز بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس

الإسماعيلى يترقب 3 مباريات مصيرية فى الدوري وكأس عاصمة مصر

هدايا منحت الأهلى قمة الدورى.. فاركو بدأها والبنك أكملها


أهم المعلومات عن الأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى.. إنفوجراف

وزير الزراعة: لا وباء في الثروة الداجنة ونسب النفوق طبيعية ولا تتجاوز 6%

اعرف خطوات الحصول على إعانات ومساعدات من بنك ناصر الاجتماعي

شاهد أهداف فوز الأهلى الثمين على البنك الأهلى فى سباق حصد لقب الدورى

الأهلى يهزم البنك الأهلى بقاضية وسام أبو على ويقترب من حسم لقب الدورى.. صور

انطلاق أكبر مبادرة لدعم طلاب الصف الثالث الإعدادى بالوادى الجديد.. محاضرات تعليمية مجانية ومراجعات نهائية داخل المساجد والكنائس ودور المناسبات لمراجعة المواد التعليمية تحت إشراف أكفأ المعلمين.. صور

حياة كريمة تحول "الغُريب" قرية البشوات بزفتى للأفضل.. مشروعات خدمية هامة تخرج للنور بقرية إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء في عهد الملك.. توصيل الغاز الطبيعي وشبكات ووصلات الصرف الصحي ومجمع خدمي نموذجي

أخبار مصر.. طقس غد.. انخفاض تدريجى بدرجات الحرارة ببعض المناطق

فراعنة الاسكواش يسيطرون على بطولة العالم بأمريكا.. خطوة واحدة تفصل نور الشربيني عن إنجاز تاريخي.. علي فرج يطارد اللقب الخامس وصدارة التصنيف العالمي.. وهانيا الحمامي ومصطفى عسل يستهدفان تكرار تتويج الناشئين

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى